Alsumaria Tv

أنباريون يعتنقون الفكر اللا ديني ويعتبرونه مفتاحاً للقضاء على الطائفية

2013-08-24 | 06:10
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
أنباريون يعتنقون الفكر اللا ديني ويعتبرونه مفتاحاً للقضاء على الطائفية

يدخل الشاب (ص. أ) خلسة إلى إحدى المكتبات العامة بمدينة هيت غرب الرمادي ويهمس في أذن صاحبها ثم يمضيان إلى زاوية من المكتبة لا يكاد يراها أحد، فيعطيه كتاباً سرعان ما يضعه بكيس أسود ويلفه تحت أبطه ويمضي مسرعا قبل أن يراه أحد، دون أن ينسى تكرار طلبه من صاحب المكتبة بالتكتم وعدم إبلاغ والده أو شقيقه الأكبر.


السومرية نيوز/ الأنبار
يدخل الشاب (ص. أ) خلسة إلى إحدى المكتبات العامة بمدينة هيت غرب الرمادي ويهمس في أذن صاحبها ثم يمضيان إلى زاوية من المكتبة لا يكاد يراها أحد، فيعطيه كتاباً سرعان ما يضعه بكيس أسود ويلفه تحت أبطه ويمضي مسرعا قبل أن يراه أحد، دون أن ينسى تكرار طلبه من صاحب المكتبة بالتكتم وعدم إبلاغ والده أو شقيقه الأكبر.

انتشرت في محافظة الأنبار في الآونة الأخيرة مجموعة من الشبان المثقفين المتأثرين إلى حد بعيد بالفكر العلماني واللا ديني، وعلى الرغم من أن تلك المجموعة من الشباب غير منظمة أو منتمية إلى حزب أو حركة إلا أنهم يلتقون بشكل غير منتظم بين الحين والآخر ويتداولون أفكارا وآراء سياسية مختلفة يغلب عليها طابع الانتقاد للحركات الإسلامية الدينية في العراق وسياسة الحكومة وخطورة تحول العراق إلى بلد إسلامي على غرار إيران أو السعودية.

وأفرزت الساحة السياسية في العراق ما بعد 2003 أحزابا إسلامية كثيرة، حيث تحالف بعضها مع العلمانية واقترب منها، نظرا لمقتضيات الضرورة بعدما نفرت شريحة غير قليلة من المجتمع عن الأحزاب الإسلامية وكذلك فإن بعض الشخصيات الدينية المشتركة في العملية السياسية لم تحقق ما كان مطلوباً منها.

الشاب (ص.أ) الذي يبلغ من العمر 23 عاما، حصل هذه السنة على بكالوريوس في الهندسة من جامعة الأنبار، يقول في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنني "لم اشتر المخدرات أو أسلحة انه كتاب لـ(بوخارين بروبراجنسكي) بعنوان ألف باء الشيوعية، مبيناً أن "صاحب المكتبة يجلبه لي من شارع المتنبي ببغداد بناء على طلبي، حيث أقوم بقراءته ومن ثم أعطيه لأصدقائي الذين يشاركونني نفس الأهداف".

من أصولي متشدد إلى علماني
بعد محاولات متكررة واتصالات متعثرة بين (ص.أ) وزملائه وافق الشاب (م.خ)، 30 عاماً، على التحدث مع "السومرية نيوز" دون الإشارة إلى اسمه الصريح خوفا من بطش المتشددين والتكفيريين.

حيث يقول (م .خ)، والذي يعتبر أكبر أعضاء المجموعة سنا، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إني "قبل عامين وعن طريق الصدفة زرت أحد الأصدقاء في بغداد ووجدته قد انسلخ عن فكره الديني وبات يسب ويشتم الأحزاب الإسلامية ويتهمها بدمار العراق، فجادلته واختلفت معه كثيرا ووصفته في حينها بالكافر والملحد"، مبيناً أن "صديقي استوعب غضبي وأقنعني بقراءة كتاب أهداه لي فيما بعد يتحدث عن فصل الدين عن السياسة وعن الفكر الماركسي ومدى إمكانية نجاحه داخل المجتمع العراقي".

ويضيف (م.خ) أني "خلال نقاشنا أخبرته أن العلمانيين وخاصة الشيوعيين بالعراق فشلوا إلى حد كبير ولم يحققوا شيئاً للناس، لكنه قال كلمة ظلت تدوي في رأسي وهي أن المستقبل لنا"، لافتاً إلى أنه "بعد قراءتي للكتاب اقتنعت بشكل تام أن الحل لمشكلة الطائفية هو الابتعاد عن التعصب الديني الذي يقود إلى الفرقة والتشظي".

ويشير (م.خ) إلى أنه "منذ ذلك اليوم وأنا أقرأ وأتابع الكتب الشيوعية أو التي تدعو على الأقل إلى العلمانية فتأثرت بكثير من أطروحاتها، وقررت أن أوزع الكتب على المقربين مني وهكذا انتشرت بين الأصدقاء وأصدقاء الأصدقاء"، مؤكداً أن"هناك شبانا لا اعرفهم في الصقلاوية شمال الفلوجة والرمادي وحديثة أصبحوا علمانيين ومن دعاة الابتعاد عن الطائفية والتعصب الديني لكنهم بدون تنظيم حزبي".

ويصف (م.خ) معاناته مع رجال الدين وشيوخ العشائر بقوله أنني والشباب الذين يؤمنون بالاعتدال معرضون لخطر الموت بسبب تهمة التكفير، حيث أن هؤلاء الشيوخ لا يقبلون بالآخر ويعادون كل من يختلف معهم بالرأي أو بما يؤمنون به"، مؤكداً أن "العلمانية يمكن ان تكون مفتاحاً لنجاة البلاد فهي تدعو لان يكون رجل الدين في مسجده والسياسي في مكتبه على عكس ما موجود حالياً".

ويشير (م.خ) إلى أن "سكان محافظة الأنبار يطلقون كلمة الشيوعي على كل شخص ينكر اختلاط الدين بالسياسة ويدعو لحكم بعيد عن الدين والطائفة والسيطرة على الناس بالشعارات والوعود الدينية، ويعتبرونه كافرا أو ملحدا"، معرباً عن أسفه "لعدم فوز المرشحين العلمانيين الذين دعمهم في انتخابات مجلس المحافظة بسبب ما رافق الانتخابات من عمليات تزوير لصالح الأحزاب الدينية".

العلمانية حل ناجع لمشاكل العراق
وعلى العكس من (م.خ) فأن زميله سعد جابر، 25 عاما، كان أكثر ثقة بما يؤمن من أفكار ويدافع عنها بصراحة ومن دون خوف، حيث يقول في حديث لـ"السومرية نيوز"، إنني "أملك كتباً لكارل ماركس وستالين ولينين وغيرهم من الكتاب الروس والصينيين، فضلا عن كتب ارسطو وجان جاك روسو وكتب لمصطفى العقاد وأحمد سوسة ومانديلا والكاتب الأمريكي مالكو"، مؤكداً أنه "يتحدث عن امتلاكه لهذه الكتب والأفكار التي تحملها بين الناس بصراحة مطلقه دون خوف وذلك بسبب سطوة عشيرته ونفوذ والده الذي تركه يختار طريقه من دون تدخل منه".

ويتابع جابر أن "سبب تخلف الحال العراقي هو التدين المتطرف وعدم قبول الأخر حيث أن الإسلاميين المتشددين لا يفرقون بين عبادة الرب وبين تطبيق فتاوى المراجع التي تتحمل الكثير من وجهات النظر السياسية البعيدة عن الدين مما سبب الفرقة والطائفية"، معتبراً أن "الفصل بين الدين والسياسة هو العلاج لحل مشاكل العراق".

ويوضح جابر أنني "لا أعتقد أننا سنشكل حزبا أو حركة شيوعية رغم أن عددنا أصبح بالمئات لأننا مؤمنون تشكيل أي حزب أو حركة يؤدي إلى مخاطر أمنية التي قد تعترضنا من تنظيم القاعدة أو التشهير من رجال الدين والقبائل وغيرهم"، لافتاً إلى أن "الطبقة الفقيرة المعدمة في المحافظة هم الأكثر انفتاحا على أفكارنا من غيرهم".

سطوة رجال الدين تتراجع والحكومة سبب التطرف
ويرى الخبير الاجتماعي في محافظة الأنبار الدكتور نهاد عبد الله في حديثه لـ"السومرية نيوز"، إن "اندفاع الشباب إلى تبني الفكر العلماني أو الشيوعي أو اللاديني هو رد فعل طبيعي على الجرائم التي ترتكب باسم الدين من قتل وذبح وسرقة وفساد مالي وأداري"، معتبراً أن "هذه الظاهرة آخذت بالازدياد في المحافظة".

ويضيف عبد الله أن "هناك حالة عامة في العراق بدأت تظهر منذ أواخر العام 2011 وهي انحسار سطوة وقدسية رجال الدين خاصة لدى الشباب الجامعي، واعتقد أن هذا يبشر بخير لكل طوائف وقوميات العراق"، مشيراً إلى أن "الحركة الفكرية الشبابية وانتهاج العلمانية والابتعاد عن التعصب الديني قد لا تنجح في الوقت الراهن في تحقيق شيء على مستوى محاربة الطائفية لكنها بالتأكيد ستحقق ذلك في المستقبل القريب مع ارتفاع عدد المؤمنين بها من الشبان".

من جهته يقول الخبير في الشأن السياسي المحلي بالانبار الدكتور مزاحم علي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "حالة التطرف والتعصب لدى المجتمع الانباري زادت بشكل كبير جدا عقب الاحتلال الأمريكي للعراق وكرد فعل غريزي اتجه الناس إلى الدين ومن ثم إلى التعصب والتطرف التي هي بطبيعة الحال طائفية مقيتة"، معتبراً أن "الحكومة الحالية لعبت دوراً بالتمييز بين العراقيين حسب مذهبهم وطائفتهم او المنطقة التي يسكنون فيها مما دفع بالكثير من المواطنين الى التعصب والتطرف واللجوء إلى حالة التدين السلبي".

العلمانية كالمخدرات والخمر

بدوره يقول رجل دين محمد الدليمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، عن الشبان الذين يعتنقون أفكاراً علمانية إن "تلك مجموعة مارقة تأثرت بالغرب الكافر لا حياة ولا إصلاح إلا بالدين والإسلام والدعوة إلى العلمانية تعني الدعوة إلى الشيوعية والكفر والإلحاد"، داعياً أولياء الأمور إلى "مراقبة أبنائهم جيدا والشرطة الى أن تمنع تداول تلك الكتب كما تمنع تداول المشروبات الكحولية والمخدرات".


>> انضم الى السومرية على واتساب 

محليات

خاص السومرية

+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
فنّ نيوز
Play
أحدث أعمال النجوم - حلقة ٢ | 2024
15:30 | 2024-04-26
Play
أحدث أعمال النجوم - حلقة ٢ | 2024
15:30 | 2024-04-26
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 26-04-2024 | 2024
13:30 | 2024-04-26
Play
العراق في دقيقة 26-04-2024 | 2024
13:30 | 2024-04-26
عشرين
Play
صراع الممرات .. الفاو يشل مبارك والحرير يندب التنمية! - الحلقة ٥ | الموسم 3
15:30 | 2024-04-25
Play
صراع الممرات .. الفاو يشل مبارك والحرير يندب التنمية! - الحلقة ٥ | الموسم 3
15:30 | 2024-04-25
Celebrity
Play
الممثل الكوميدي عزوز عزت - الحلقة ٢ | season 3
15:30 | 2024-04-25
Play
الممثل الكوميدي عزوز عزت - الحلقة ٢ | season 3
15:30 | 2024-04-25
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ | 2024
12:45 | 2024-04-25
Play
نشرة ٢٥ نيسان ٢٠٢٤ | 2024
12:45 | 2024-04-25
استديو Noon
Play
25-4-2024 | 2024
07:00 | 2024-04-25
Play
25-4-2024 | 2024
07:00 | 2024-04-25
Morning Live
Play
عالم الازياء بين التصميم والتنفيذ - حلقة ١٠ | الموسم 3
05:00 | 2024-04-25
Play
عالم الازياء بين التصميم والتنفيذ - حلقة ١٠ | الموسم 3
05:00 | 2024-04-25
ناس وناس
Play
قضاء القرنة محافظة البصرة - الحلقة ١٠ | الموسم 7
04:00 | 2024-04-25
Play
قضاء القرنة محافظة البصرة - الحلقة ١٠ | الموسم 7
04:00 | 2024-04-25
صباحكم أحلى مع سلمى
Play
ادم وحواء 25-4-2024 | 2024
02:30 | 2024-04-25
Play
ادم وحواء 25-4-2024 | 2024
02:30 | 2024-04-25
بعد التحري
Play
حقل القيارة النفطي .. هدر للمال العام وانتشار للامراض السرطانية - الحلقة ٢ | الموسم 4
16:30 | 2024-04-24
Play
حقل القيارة النفطي .. هدر للمال العام وانتشار للامراض السرطانية - الحلقة ٢ | الموسم 4
16:30 | 2024-04-24
الأكثر مشاهدة
قرار غير مدروس
قرار غير مدروس
قرار صائب
قرار صائب
القرار تحت الاختبار
القرار تحت الاختبار
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.

برجك للسنة الجديدة

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية