الطوز.. أقفال وأبواب محصنة لتبديد قلق الأهالي من العنف

السومرية نيوز / بغداد
لا تكاد نظرات القلق والترقب تفارق كارزان محمد (43 عاما)، بينما كان يتابع باهتمام من أمام محله التجاري الصغير حركة المارة خشية دخول أي غريب مثير للشكوك.

محمد كردي سني استقر قبل أكثر من 35 عاما في قضاء الطوز (90 كم شرق تكريت)، وارتبط بزوجة تركمانية شيعية، لديه منها أربعة أطفال، ويرى أن ما يحصل في الطوز من قتل وتفجيرات شبه متواصلة "غير معهود"، لذلك يجب على الحكومة فعل ما يجب لحمايتهم من القتل والعنف وإيجاد حلول لمشاكلهم.

ويلفت محمد في حديثه لـ"السومرية نيوز" الى أن "ما يحدث في الطوز هو صراع تتحمل مسؤوليته الأحزاب المتناحرة والحكومة، لأن الكرد والتركمان والعرب لم يعرفوا يوما القتل على الهوية او المذهبية ومتصاهرون فيما بينهم".

وفي مدخل الطوز، يرفرف علم عراقي ممزق فوق نقطة تفتيش ليشكل العلامة الأبرز التي يمكن رؤيتها بوضوح، وعلى بعد أمتار قليلة يقابله علم كبير لإقليم كردستان العراق، بينما الجندي الاتحادي يقف الى جانب عنصر من البيشمركة.

ويتألف قضاء الطوز من أربع نواح، ويعيش فيه خليط من التركمان والكرد والعرب، ويكتسب أهمية لوقوعه على الطريق الدولي الرابط بين بغداد وكركوك وإقليم كردستان، غير أنه فقد العديد من سكانه الذين هجروه بسبب العنف المتواصل.

ويتابع محمد حديثه لـ"السومرية نيوز" قائلاً إن "العديد من أهالي القضاء هاجروا صوب كردستان وكركوك والنجف وكربلاء، وهم الخاسر الوحيد في كل ما يجري"، مبيناً أن "مكونات الطوز منسجمة، والإرهاب الذي يطالهم يأتي من خارج المنطقة".

وبحسب محمد، فإن الحي الذي يقطنه في الطوز تحول الى "سجن"، حيث باتت بوابات الحديد القوية والأقفال والسلاسل الكبيرة أهم ما يقتنيه سكان الطوز، مع الحذر من فتح أبوابهم لمن يطرقها تجنباً للاستهداف.

وتساور جتين دوزلاوي (50 عاماً) المخاوف ذاتها، ويؤكد أن "داعش" ألقى مناشير تطالبهم بالرحيل بحجة أنهم يتبعون إيران، معتبرا هذا الأمر "منافٍ للحقيقة، لأن جميع أهالي الطوز أصليون".

ويشير دوزلاوي، وهو مواطن من القومية التركمانية ومتزوج وله ولد وبنت، الى أن "الجهاز الأمني في قضاء الطوز منقسم هو الآخر، فالشرطة الاتحادية والجيش لا قدرة لها على حفظ أمن المواطنين وهناك الأمن الكردي الاسايش والبيشمركة التي تحمي المناطق ذات الأغلبية الكردية"، مؤكدا عدم "وجود مشاكل بين أبناء مكونات القضاء الذين يعيشون بشكل متجانس".

ويقول لـ"السومرية نيوز" إن "قرار الحكومة بتحويل القضاء الى محافظة هو أفضل الحلول لمشاكله الأمنية والاقتصادية".

لكن قائممقام الطوز الكردي شلال عبدول يصر على اعتبار القضاء جزءا من محافظة كركوك وليس صلاح الدين، كونه أحد المناطق المختلطة التي تعرضت لـ"التعريب" في عهد النظام السابق، مبينا أن "جعل الطوز محافظة لا يجدي نفعاً، بل نحن مع إعادة القضاء الى ما كانت عليه قبل عام 1976 عندما كانت تابعة لكركوك".

ويقول عبدول لـ"السومرية نيوز" إن "ما يحصل من تفجيرات في الطوز هو من تدبير جماعات إرهابية متشددة متمثلة بتنظيم داعش والنقشبندية ومجاميع اخرى تعمل على عدم استقرار القضاء"، لافتاً الى أن "إدارة القضاء طالبت قوات الجيش والشرطة الاتحادية بضرورة إخراج المجاميع الإرهابية التي تتواجد في جبال حمرين وتهاجم سالكي طريق بغداد الطوز كركوك وناحية سليمان بيك".

ويعد قضاء الطوز (طوزخورماتو) التابع إدارياً لمحافظة صلاح الدين من المناطق الساخنة، حيث شهد العديد من أعمال العنف والتفجيرات بواسطة السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة واللاصقة، وسقط نتيجة ذلك عدد من الضحايا، ويقع القضاء على الطريق الذي يربط وسط وجنوب العراق بإقليم كردستان وتركيا، وتسلكه يوميا مئات الشاحنات التي تحمل البضائع للأسواق العراقية وتنقل النفط للمحافظات الأخرى.