السومرية نيوز/
البصرة
وضع عشرات الشباب العراقيين، الجمعة، أحجار أساس رمزية لمشاريع وهمية ضخمة يتمنون من الحكومة السعي لتنفذيها في قضاء الفاو الساحلي المطل على
الخليج، وذلك ضمن اطار مبادرة دعمتها
وزارة الشباب والرياضة.
وقال منظم مبادرة (الفاو ربيعنا) أثير مهدي مدلول في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "أكثر من 80 شاباً وشابة من معظم المحافظات العراقية، ومنها محافظات
الأنبار وصلاح الدين وكركوك، تجمعوا في البصرة وانطلقت قافلتهم منها الى قضاء الفاو في ساعة مبكرة من صباح اليوم لتنفيذ مبادرة شبابية وطنية"، مبيناً أن "المبادرة تضمنت وضع أحجار أساس رمزية لمشاريع كبيرة نطالب الحكومة بتنفيذها في القضاء، وهي تشمل بناء جامعة لعلوم البحار والمحيطات، وإنشاء مدينة سكنية تضم 100 ألف وحدة سكنية، فضلاً عن إنشاء مطار دولي، وملعب أولمبي، ومركز تجاري عالمي، ومحطة كبيرة لانتاج
الطاقة الكهربائية، وأخرى لتنقية وتحلية مياه البحر".
ولفت مدلول الذي يعمل مدرساً في جامعة واسط الى أن "تلك المشاريع تم اختيارها من قبل مختصين في الشأن الاقتصادي، وإذ وافقت الحكومة عليها ونفذتها فسوف تكون الفاو مدينة متطورة"، معتبراً أن "الرسالة المتوخاة من مبادرتنا تفيد بأن الفاو باعتبارها مدينة عراقية ذات موقع جغرافي متميز تستحق الاهتمام أكثر من المدن الأخرى لانها عانت كثيراً من الحروب، وعلى أرضها سقط عشرات آلاف العسكريين العراقيين خلال الحرب مع
إيران".
بدوره، قال أحد منسقي المبادرة
ياسين علي الموسوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "
وزارة الشباب والرياضة ساهمت في دعم المبادرة التي تعد الأولى من نوعها من خلال تكفلها بنقل وإقامة الشباب المشاركين"، موضحاً أن "المبادرة ليست حكومية ولا تنطوي على أية دوافع سياسية، إذ ان الهدف منها هو لفت أنظار العراقيين الى الفاو وإشعار سكانها بأن العراقيين لا ينسون تضحياتهم ويثمنون صبرهم".
يذكر أن قضاء الفاو، نحو 100 كم
جنوب مدينة البصرة، يطل على
الخليج العربي من أقصى جنوبه، ويحده
شط العرب من الشرق، وقناة خور الزبير الملاحية من الغرب، وكان القضاء يشتهر بزراعة أشجار النخيل والحناء والسدر، إلا أن الحروب قضت على معظم بساتين النخيل، وبعد عام 2003 تسببت أزمة ملوحة مياه شط العرب بانهيار الواقع الزراعي في القضاء، حيث تحولت معظم أراضيه الى أراض جرداء تخلو من النباتات، أما مهنة صيد الأسماك التي كانت تشكل أهم مورد اقتصادي لسكان الفاو فانها في تدهور مستمر، بحيث تراجع عدد سفن الصيد من ستة آلاف سفينة خشبية ومعدنية صغيرة الحجم خلال سبعينيات
القرن الماضي إلى ما لا يزيد عن 600 سفينة من النوع نفسه خلال العام الحالي، وذلك بسبب عزوف الحكومة عن تجهيز الصيادين بالوقود مجاناً أو بأسعار رمزية، فضلاً عن كثرة المضايقات التي يواجهها الصيادون خلال رحلات إبحارهم.
وكانت معظم مناطق القضاء مسرحاً لأعنف المعارك التي تخللتها الحرب العراقية الإيرانية (حرب الخليج الأولى)، حيث إحتلته قوات الحرس الثوري في شباط عام 1986 على اثر قيامها بشن هجوم برمائي مباشر دحرت خلاله الدفاعات العراقية وأجبرت القطاعات العسكرية المنتشرة شمال القضاء على التراجع لمسافات بعيدة، وأطلقت القيادة الإيرانية على تلك العملية العسكرية النوعية اسم (فجر8)، وبعد سلسلة محاولات عراقية فاشلة لاستعادة القضاء تمكنت قوات الحرس الجمهوري العراقي في نيسان 1988 من تحريره بالكامل مع احتلال أراض إيرانية قريبة منه في عملية عسكرية استغرق تنفيذها 38 ساعة وحملت اسم (رمضان مبارك)، وتمثلت العملية باندفاع فرق حمورابي وبغداد والمدينة المنورة ونبوخذ نصر صوب مركز القضاء من ثلاثة اتجاهات بالتزامن مع قصف صاروخي كثيف على مواقع تمركز القطاعات الإيرانية.
ومازالت الكثير من السواتر والخنادق والمراصد الترابية والألغام والأسلاك الشائكة التي خلفتها تلك الحرب باقية على حالها، وحتى رفات المقاتلين من الطرفين الكثير منها ظلت مدفونة في مناطق حدودية تقع ضمن الحدود الإدارية للقضاء، ويتركز وجود الرفات في منطقة المملحة التي وقع اختيار
وزارة النقل على جزء منها لبناء ميناء الفاو الكبير الذي هو قيد الإنشاء.