يجلس مجيد ألكيشكي خلف الأحجار الصماء لساعات طوال، من أجل تطويعها وجعلها قطعاً فنية مزينة بنقوش تحكي قصص أجداده، ورغم تقدمه بالسن يداه قويتان بما يكفي لحفر الحجر ونحته كما يعشق.
السومرية نيوز/ دهوك
يجلس مجيد ألكيشكي خلف الأحجار الصماء لساعات طوال، من أجل تطويعها وجعلها قطعاً فنية مزينة بنقوش تحكي قصص أجداده، ورغم تقدمه بالسن يداه قويتان بما يكفي لحفر الحجر ونحته كما يعشق.
مجيد الكيشكي هو نحات حجر يبلغ من العمر 83 عاماً، بدأ مهنته في نهاية أربعينيات القرن الماضي في القرى الجبلية شمالي محافظة دهوك، ومازال يمارس عمله دون كلل، وتحتفي ذاكرة ألكيشكي بالكثير من الأعمال والبنايات التي شارك في تشييدها.
ويخشى ألكيشكي من إندثار منهة بسبب ارتفاع حجم استيراد أنواع الأحجار والمرمر والحلان من الخارج، داعيا الجهات المعنية الى إقامة مشاريع استثمارية لاستغلال الصخور المتنوعة الموجودة في كردستان باعتبارها ثروة وطنية كبيرة.
ويقول ألكيشكي، إنه "يعمل حالياً في مشروع ترميم جسر دلال الأثري في مدينة زاخو"، مبينا أن "مديرية آثار دهوك اختارته للعمل كنقار وبناء مشارك عملية ترميم الجسر الأثري".
ويضيف ألكيشكي أن "مهنة النقر على الحجر بحاجة على دقة وصبر في ممارسة العمل للحصول على احجار تحمل بالنقوش والمزايا المطلوبة"، مشيراً إلى أنه "يستمتع كثير بممارسة مهنته رغم قساوتها، خصوصا وأنها تتعامل مع الحجر الصلب و في ظل أوضاع مناخية صعبة".
ويشير ألكيشكي إلى أن "مهنته باتت جزءاً لا يتجزأ من شخصيته ولايستطيع التخلي عنها" لافتا في الوقت نفسه إلى أنه "يعشق مهنته التي يمارسها منذ أكثر من 60 عاما، كونها منحته الكثير من المال والشهرة والصحة".
ويستذكر ألكيشكي، أنه عمل "بمبلغ من يومي لايتجاوز 150 فلساً في بداية حياته المهنية، بينما يقبض حاليا 120000 دينار يوميا"، لافتاً الى أنه "تمكن من خلال مهنته توفير حياة معيشية جيدة لأسرته ودعم أولاده لإكمال دراستهم وزواجهم وبناء خمسة دور سكنية لهم".
ويبدي ألكيشكي خشيته "من اندثار هذه المهنة بسبب ارتفاع حجم استيراد أنواع الأحجار و المرمر والحلان الجاهز من الخارج"، داعيا الجهات المعنية الى "إقامة مشاريع استثمارية لاستغلال الصخور المتنوعة الموجودة في كردستان باعتبارها ثروة كبيرة".
ثروة وطنية كبيرة
من جتهه يقول الخبير الجيولوجي رمضان حمزة لـ"السومرية نيوز"، إن "الصخور المتواجدة في إقليم كردستان تمتاز بنوعيات جيدة، منها الصخور النارية والمتحولة والرسوبية وصخور كاربونات الكالسيوم وحجر البولامايت"، مبيناً أن "هذه الأنواع من الأحجار والصخور تدخل في العديد من الصناعات".
ويضيف حمزة أن "هذه الأنواع من الصخور غير مستغلة بشكل كبير في عمليات الاعمار وتشييد المباني"، مؤكداً أن "استغلال هذه الثروة الطبيعية يمكن أ يسهم في تطوير الاقتصاد والصناعة الوطنية بشكل كبير".
ويؤكد حمزة على "ضرورة إجراء مسح جيولوجي في إقليم كردستان لتحديد مواقع تواجد الصخور"، لافتا الى "أهمية تشجيع المستثمرين لإنشاء مشاريع تسهل استغلال هذه الثروات".
وتشير المصادر الجيولوجية في إقليم كردستان إلى وجود أنواع عديدة من احجارالبناء والزينة في كردستان العراق، على امتداد المنطقة الزاحفة حسب المفهوم الجيولوجي، والممتدة من بنجوين مارا ماوات، قلعة دزة ، ناوبرادان ، سيدكان منطقة مزوري بالا، منطقة برواري بالا ئورة، قسركي الواقعة على الحدود وغيرها من المناطق في كردستان العراق.