في المقابل، يسعى أولياء الأمور إلى استعادة نمط الحياة الطبيعي مع الأبناء سواء أكان ذلك بحرية التنقل والسفر وانتظام الدراسة، فكيف يمكن أن تعود الحياة من دون التطعيم، وهل تخوفات الآباء من إعطاء أبنائهم لقاح "كوفيد-19" لها أي أساس من
الصحة.
وتقول
الدكتورة دينا حسن كشكش، استشارية طب الأسرة بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية بدولة قطر،بحسب تقرير لقناة الجزيرة، إن إجازة لقاح "كوفيد-19″ للمراهقين من قبل الشركات المصنعة لهذه اللقاحات ومن قبل
المؤسسات الصحية العالمية تعني أن التجارب السريرية تظهر أن هذا اللقاح آمن وفعال للأبناء في هذه الفئة العمرية. وقد شرعت الدول الكبرى كالولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وغيرها في إعطاء اللقاح بالفعل للأطفال من سن 12 إلى 15 سنة.
وتابعت أن تخوفات الأمهات ربما تكون ناتجة عن الجانب العاطفي والمسؤولية الأخلاقية تجاه أطفالهن وقلقهن على المستقبل وخوفهن من المجهول وعدم ثقتهن بالشركات الكبرى المصنعة للقاحات الموجودة في دول أخرى وليس أي منها في دولنا العربية، وإن كان ذلك لا ينفي عدم معرفة العلماء حتى الآن الآثار الجانبية للقاح التي يمكن أن تظهر بعد 5 أو 10 سنوات، وهذا ينطبق أيضا على الآثار الجانبية لـ"كوفيد-19" نفسه على المدى البعيد.
وأوضحت كشكش أنه من الناحية العلمية، بعملية حسابية بسيطة، سنجد أن التعرض للإصابة بالفيروس قد تنتج عنه، وإن كان بنسب قليلة مقارنة بالكبار، آثار جانبية قد تضر بالرئة والذاكرة وربما تسبب الوفاة لدى الأطفال، إضافة إلى تأثر الصحة النفسية للمراهقين والأطفال نتيجة حرمانهم من حياتهم التي اعتادوها وأحبوها فضلا عن إدمان الإلكترونيات وتراجع المستويات الدراسية.
في المقابل، وبعد اختبار لقاح "كوفيد-19" بالدراسات والتجارب السريرية، فإن الأعراض الجانبية له محدودة ولا يعانيها الجميع بالقدر نفسه، كذلك يوفر لقاحا "كوفيد-19″ من فايزر و"مودرنا" (Moderna) فرصة حماية بمعدل 95% من ظهور أعراض الإصابة بالفيروس بعد الانتهاء من الجرعتين.
وتقول كشكش، وفقاً للتقرير إن الامتناع عن تلقي لقاح "كوفيد-19" يعني في أسوأ الأحوال أنك ربما تفضل احتمال التعرض لبعض الأعراض الخطرة المؤكدة للإصابة بالفيروس على الأعراض التي يتخوف منها البعض وغير المثبتة وغير المتوقعة للقاح "كوفيد-19″، وهذا أمر غير منطقي.
فضلا عن ذلك فإن الجسم يتخلص من مواد اللقاح بعد مدة زمنية معينة فهو يحلل محتوياته ويتخلص منها، ودليل ذلك أن اللقاح يحمي الجسم مدة زمنية معينة وربما سيحتاج الأشخاص إلى تلقي جرعة سنوية بعد ذلك مثل اللقاحات الأخرى.
وتقول كل من آنا سيك صامويلز، الحاصلة على دكتوراه في الطب من
مركز جونز هوبكنز للأطفال، وأليسون ميسينا الحاصلة على دكتوراه في الطب من مستشفى
جونز هوبكنز لجميع الأطفال، في مقال بموقع Hopkinsmedicine، إنه على الرغم من أن "كوفيد-19" عند الأطفال عادة ما يكون أكثر اعتدالا من البالغين، فإن بعض الأطفال يمكن أن يصابوا بمرض شديد وأن تكون لديهم مضاعفات أو أعراض طويلة الأمد تؤثر في صحتهم ورفاههم.
وسبب آخر لإعطاء طفلك اللقاح هو حماية صحة المجتمع الأوسع، فكل طفل أو بالغ مصاب بفيروس
كورونا قد يكون مصدرا أو فرصة لتحور الفيروس وإنشاء متغير قد يكون أكثر خطورة أو مقاوما للقاحات والعلاجات المتاحة. كذلك فإن انخفاض عدد الإصابات بوجه عام بين السكان يعني انخفاض فرصة الإصابة بمتغيرات
فيروس كورونا الخطرة.
وقد تشترط بعض المدارس حصول ابنك على تطعيم "كوفيد-19" للعودة إلى المدرسة مثلما تشترط دائما الحصول على التطعيمات الأخرى كتلك الخاصة بالدفتيريا أو السعال الديكي.
كما تقول الدكتورة أنجيلا دانغفو، طبيبة الأطفال في شبكة الرعاية الأولية بمستشفى تشوك تشيلدرن التابع لجامعة
كاليفورنيا، إنه رغم أنه من النادر أن يصاب الأطفال بآثار جانبية خطرة من "كوفيد-19″، فإن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما أو أكبر يحتاجون إلى رعاية في المستشفى بعد الإصابة بالفيروس، وهذا ينطبق بوجه خاص على الأطفال والمراهقين الذين يعانون حالات صحية أساسية مثل ضعف جهاز المناعة أو السمنة أو أمراض الرئة المزمنة. وقد يمنح الحصول على اللقاح أيضا الآباء والمراهقين والأطفال على حد سواء راحة البال للعودة إلى الأنشطة والمشاركة في الألعاب الرياضية، وهو ما يفيد كثيرا على مستوى الصحة العقلية.
كذلك فاللقاحات العادية تتأخر بسبب حاجة العلماء إلى تجربتها سريريا على عدد كاف من البشر وحصر الأعراض الجانبية، ويتم ذلك على مدار عدد من السنوات، ولكن في حالة
لقاح كورونا فقد تم الاعتماد بوجه أكبر على عدد المتطوعين الكبير ممن قاموا باختبار اللقاح، وتمكن العلماء من حصر الأعراض الجانبية ومن ثم إجازته.
بدورها تقول دانغفو، عبر الموقع الرسمي لمستشفى تشوك تشيلدرن، إنه تم تطوير اللقاح بسرعة لأن العلماء تلقوا أموالا وموارد إضافية ودعما من الحكومة، وسمح هذا للعلماء باتباع جميع العمليات النموذجية ولكن بالتوازي أحيانا بين بعض الخطوات، فأدى ذلك إلى تسريع العملية.
كذلك كان من السهل العثور على متطوعين للمشاركة في التجارب السريرية لأن كثيرين كانوا متحمسين لإمكانية تلقي اللقاح، ولم يضر أي من هذه العوامل بجودة التجارب، وتم اتباع العمليات نفسها الخاصة بالسلامة والفعالية.