أعلنت مديرية الموارد المائية في إقليم كردستان العراق، السبت، أن تركيا استأنفت إطلاق كميات قليلة من مياه نهر هيزل بعد قطعها بالكامل لأكثر من ثلاثين يوما، مؤكدة أن الحكومتين العراقية والتركية ستعقدان اجتماعاً لوضع حلول مشتركة بشأن مياه النهر.
السومرية نيوز/ دهوك
أعلنت مديرية الموارد المائية في
إقليم كردستان العراق، السبت، أن تركيا استأنفت إطلاق كميات قليلة من مياه نهر
هيزل بعد قطعها بالكامل لأكثر من ثلاثين يوما، مؤكدة أن الحكومتين العراقية
والتركية ستعقدان اجتماعاً لوضع حلول مشتركة بشأن مياه النهر.
وقال مدير عام الموارد المائية محمد
أمين بيندروي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "تركيا بدأت مؤخراً
بإطلاق كميات قليلة من مياه نهر هيزل بعد قطعها لأكثر من شهر"، مبيناً أن
"نسبة إطلاق المياه تقدر بـ10% من حجم مورد مياه النهر".
وأضاف بيندروري أن "تركيا
لم توضح الأسباب الحقيقة لقطع النهر بشكل رسمي"، مرجحاً أسباب قطع مياه النهر
إلى "قيام تركيا ببناء السدود والمشاريع الإروائية".
وأشار بيندروي إلى أن "قطع نهر
هيزل يؤثر سلباً على المصادر المائية والإروائية، كونه أحد روافد نهر دجلة"،
مشيراً إلى أن "قطع الأنهر المشتركة لا يجوز بحسب القوانين والاتفاقيات
الدولية".
وتابع بيندروي أن "الاتصالات
مستمرة مع الجانب التركي من خلال وزارة الخارجية العراقية لإطلاق مياه
النهر"، لافتاً إلى أنه "من المؤمل عقد اجتماع بين الجانبين العراقي
والتركي في أنقرة خلال الأيام المقبلة لبحث الموضوع".
وكانت تركيا قطعت في الخامس من كانون
الاول 2011، نهر هيزل بالكامل، فيما أثارت عملية قطع النهر مخاوف القرويين
والمزارعين في أكثر من عشرة قرى.
ويدخل نهر هيزل من تركيا إلى الأراضي
العراقية في منطقة دشت تخ، شمال غرب قضاء زاخو بمحافظة دهوك، ويفصل النهر الحدود
العراقية عن التركية في منطقة شمال غرب قضاء زاخو، ثم يلتقي بنهر الخابور داخل
الأراضي العراقية ليصب في دجلة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن كمية
التصريف من مياه نهر هيزل خلال العاميين الماضيين سجلت مابين خمسة آلاف إلى
خمسين ألف لتر في الثانية، مؤكدة أن أكثر من عشرة قرى تعتمد على نهر هيزل، فضلا عن
إرواء آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية.
وكان نائب رئيس الوزراء روز نوري
شاويس أكد العام الماضي، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك،
أن معظم المياه الواردة إلى العراق ترد عن طريق الأنهر المشتركة مع الدول
المتشاطئة، حيث أن 68 % من إيرادات حوض نهر دجلة و97% من إيراد نهر الفرات ترد من
تركيا و سوريا وإيران، مبينا أن العراق تأثر بإجراءات الدول الواقعة في أعلى
المجرى نتيجة لتوسع استخدامات المياه في تلك الدول، وغياب الاتفاقيات التي تحدد
حصة كل بلد من تلك المياه.
ويبلغ عدد روافد نهر دجلة التي تنبع
من إيران سواء الموسمية منها أو الدائمة 30 رافدا، حيث قامت إيران بتحويل مسارات
معظمها إلى داخل أراضيها، إضافة إلى بناء سدود عدة منها خمسة سدود على نهر الكارون.
وأنشأت تركيا 14 سداً على نهر الفرات
وروافده داخل أراضيها، وثمانية سدود على نهر دجلة وروافده، كما تحتاج إلى سنوات
عدة لملء البحيرات الاصطناعية خلف هذه السدود، في حين أنشأت سوريا خمسة سدود ثلاثة
منها شيدت في منتصف الستينيات.
يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في جميع
المحافظات العراقية خلال العامين 2007 و2008 وما تلاها بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء
استعمال مياه السقي وانخفاض مناسيب مياه دجلة والفرات اللذين يعانيان أصلاً من
انخفاض حصصهما في العراق بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 عاماً الماضية.