"الموسم الذهبي" هكذا يطلق المتسولون في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، على موسم العيد، ويعود السبب الى أن رأفة وعطف ميسوري الحال بهؤلاء المتسولين تكون في أعلى درجاتها على نحو يثير لعاب الكثيرين منهم، وفيما يعمد المتسولون الى استثمار ذلك بطرائق مختلفة لاسيما التواجد في مواقع
قريبة من المساجد عقب الانتهاء من صلاة العيد، إلا أن الموسم الذهبي لا يمر من دون شجارات أو مناكفات تعززها الغيرة والحسد بين المتسولين.
<
"الموسم الذهبي" هكذا يطلق المتسولون في مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، على موسم العيد، ويعود السبب الى أن رأفة وعطف ميسوري الحال بهؤلاء المتسولين تكون في أعلى درجاتها على نحو يثير لعاب الكثيرين منهم، وفيما يعمد المتسولون الى استثمار ذلك بطرائق مختلفة لاسيما التواجد في مواقع
قريبة من المساجد عقب الانتهاء من صلاة العيد، إلا أن الموسم الذهبي لا يمر من دون شجارات أو مناكفات تعززها الغيرة والحسد بين المتسولين.
طرق مبتكرة للتأثير النفسي
ويقول سمير الخشالي، وهو موظف حكومي من أهالي بعقوبة خلال حضوره لصلاة العيد، في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "رؤية المتسولين جوار المساجد ودور العبادة عقب صلاة العيد من كل موسم من الامور التي اعتدنا عليها ونحن نسعى الى تقديم المساعدات لهم كونهم شريحة تعاني من الفقر والعوز".
ويضيف الخشالي أن "المتسولين أصبحوا يلجئون الى طرق مبتكرة في التأثير النفسي تجعل الانسان
اكثر سخاء مثل جلب النساء لأطفال صغار لا نعلم هل هم أولادهن بالفعل أم لا"، ويشير الى أنه "عند خروجنا من المسجد بعد صلاة العيد تكون قلوبنا مفعمة بالمحبة وفعل الخير لذا لا ننظر الى حجم ما تقدمه أيدينا".
احتيال المافيات لتحقيق فوائد مادية
ومن جانبه، يقول جاسم العبيدي، وهو موظف حكومي متقاعد من أهالي
منطقة التحرير (4 كم جنوبي بعقوبة)، في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "ديننا الاسلامي يحثنا على مساعدة الفقراء والمحتاجين لكن من هو الفقير والمحتاج في ظل وجود التحايل والخداع ومافيات تسعى الى استثمار الرأفة لتحقيق فوائد مادية".
ويضيف العبيدي "قدمت مساعدة مادية بسيطة لاحد المتسولين لاني لا أقوى على رفض من يطلب المساعدة"، ويلفت الى أنه "كانت حنجرته تصدح بكلمات مؤلمة".
العيد الموسم الذهبي
فيما يقول عثمان عبد الحي، يعمل حارساً في محيط مسجد في الضواحي
الجنوبية لمدينة بعقوبة، إن "المتسولين ينتشرون بكثافة في محيط المساجد الكبيرة عقب صلاة العيد من اجل نيل سخاء المصليين"، ويلفت الى أن "بعضهم يطلق على هذه المناسبة بالموسم الذهبي بسبب كثافة العطايا والمساعدات التي تقدم لهم".
ويضيف عبد الحي في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "أعداد المتسولين تزداد في بعقوبة يوماً بعد آخر وبعضهم من داخل
ديالى والبعض الاخر قادم من محافظات اخرى"، ويوضح أن "أغلبهم في وضع انساني حرج يتطلب تدخلاً من قبل
الجهات الحكومية لمساعدتهم".
النازحون يزيدون عدد المتسولين
الى ذلك، يقول الناشط المدني في بعقوبة إحسان حميد في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "صلاة العيد تعتبر من المناسبات التي تثير لعاب المتسولين بسبب ارتفاع معدلات رأفة ميسوري الحال بالفقراء والتي تدفعهم الى تقديم مبالغ جيدة لمن يطلبها".
ويضيف حميد "كتبت تقريراً موسعا عن حركة ونشاط المتسولين في بعقوبة خلال السنوات الاخيرة خاصة في ما يتعلق بتنامي الاعتماد على بعض الاساليب التي لها تأثير نفسي من اجل كسب عطف الناس بغية الحصول على المال والمساعدات".
ويبين حميد أن "أعداد المتسولين في بعقوبة في تزايد مستمر خاصة بعد أزمة نزوح آلاف الأسر في الاشهر الثلاثة الماضية واضطرار البعض منهم للتسول بسبب قسوة العوز والحاجة خاصة من النساء الارامل اللاتي فقدن كل شي حتى إعانة الاهل والاقارب".
شجارات ومناكفات
يبدو أن وجود عدد من المتسولين في مكان واحد لا يمر دون شجار أو مناكفات تخلقها حالات الحسد والغيرة من نيل
بعضهم عطايا أكثر من الآخر، وهذا ما دفع المتسول "غفوري" الى الشجار مع متسولة تدعى "أم تسواهن" بسبب الخلاف على 10 آلاف دينار قدمها احد المواطنين.
ويقول غفوري إن "أم تسواهن حاولت سرقة مساعدة تبرع بها احد المواطنين لي"، في حين ترد الأخيرة التهمة عنها وتقول العكس من ذلك، لكن الحقيقة ان حالات الشجار بين المتسولين من الامور المعتادة خاصة في الاعياد التي تعتبر مواسم ذهبية لهم.
يذكر أن بعض المدن العراقية بدأ ينشط
فيها عشرات المتسولين عند مفترقات الطرق، ونسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء اللواتي يرتدين النقاب، وبالنسبة الى المتسولين الكبار في السن والمعاقين جسدياً فإنهم يمارسون التسول في الأسواق الكبيرة، وبالقرب من دور العبادة، وقد تفاقمت هذه ظاهرة بشكل ملحوظ خلال الأعوام الماضية رغم المحاولات الأمنية لمنعها.