لا يوجد حاليا مجال من مجالات الحياة في كُردستان لم تطله الانعكاسات السلبية للأزمة الأمنية المستمرة في عموم البلد منذ ما يقارب الخمسة أشهر، لكن الآمل يحذو الكثيرين بتخطي الأزمة.
السومرية نيوز/ أربيل
لا يوجد حاليا مجال من مجالات الحياة في كُردستان لم تطله الانعكاسات السلبية للأزمة الأمنية المستمرة في عموم البلد منذ ما يقارب الخمسة أشهر، لكن الآمل يحذو الكثيرين بتخطي الأزمة.
وقد تأثرت أجواء العيد والحياة الاقتصادية في كُردستان بصورة كبيرة خلال هذه الفترة لأن الوضع المتأزم داخلياً لم يكن الوحيد الذي أضر بالنشاط الاقتصادي في البلد ككل، ذلك أن أحداث العنف واجتياح مدن كبرى التي تبناها تنظيم "داعش"، علاوة على قطع رواتب موظفي الإقليم ألقت بظلالها على مختلف نواحي الحياة في كُردستان، وقد أدى هذان العنصران مجتمعين إلى ضرب مجالات عمل وبيئة كانت تعد خصبة ومصدراً رئيسياً لسعادة العائلات الكُردية.
ومن هذه المجالات، العيد الذي جاء هذه المرة متشحا بالقلق لآلاف العوائل، التي لديها أبناء يقاتلون لدفع أذى التنظيم المتشدد، أو لا يتوفر لديهم المال اللازم لإتمام فرحة العيد.
وتقول أم جوتيار (55 عاما)، إن "هذا العيد ليس له طعم، إذ لم أستطيع رؤية أبني جوتيار الذي أنضم إلى صفوف البيشمركة لمقاتلة مسلحي داعش في الجبهة"، مبينة أن "هذا العيد على عكس الأعياد الماضية، إذ كنا نحتفل معا ونخرج سوية لتقديم التهاني للأقرباء والأصدقاء".
وتضيف أم جوتيار، أن "هذه الظروف منعتنا من الاحتفال بأجواء العيد، لأنها شبه معدومة في عموم المنطقة بسبب الظروف التي يمر بها الإقليم"، موضحة أنهم "في السابق كانوا ينتظرون مجيء العيد بفارغ الصبر لتبادل الزيارات وتعميق المحبة بين الناس".
وتعرب أم جوتيار عن "أملها بانتهاء الظروف الصعبة التي يمر بها إقليم كردستان والعراق"، مؤكدة أنها "لن تفقد الأمل بعودة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية للناس".
فرحة مؤجلة وآمل بمستقبل أفضل
وتقول سمية خليل وهي نازحة من الموصل، "في العام الماضي احتفلت بالعيد مع أسرتي وكان له طعم خاص رغم الظروف الصعبة التي كانت تمر بها مديتنا الموصل"، لافتة الى أنها "لم تحتفل بالعيد بسبب نزوحها من الموصل والابتعاد عن بيتها وأهلها".
وتضيف خليل، أن "مسلحي داعش سرقوا فرحة العيد عنا وهجرونا من بيوتنا وأملاكنا"، معتبرة أن "تنظيم داعش فعل كل شيء، لكنه لم يستطيع قتل الأمل والتفاؤل في قلوبنا مهما اشتدت قسوته وجرائمه".
وترى خليل، أن "هذه الظروف الصعبة مؤقتة وستزول".
قدرة شراء ضعيفة نتيجة قطع الرواتب
ويقول سرمد جبار (32 عاما)، إن "العيد الحالي اقتصر على زيارة بعض المقربين والأصدقاء فقط"، مضيفا أن "هذا العيد كان على عكس الأعياد السابقة، حيث كان يتوجه إلى تركيا أو المناطق السياحية في كردستان لقضاء عطلة العيد".
ويضيف جبار، أن "الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالإقليم وعدم دفع رواتب الموظفين أثرت بشكل ملحوظ على أجواء العيد"، مؤكدا أن "الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة التي تشهدها العراق ألقى بظلالها أيضا على الاحتفال بفرحة العيد".
ويعد إقليم كردستان العراق من أبرز الوجهات الجاذبة للسياح نظرا لاحتوائه على العديد من المناطق السياحية التي تمتع بطبيعة خلابة، وكان يقيم احتفالات واسعة في الأعياد، إلاّ أن هجمات تنظيم "داعش" وسوء الأوضاع الاقتصادية أثرت بشكل ملحوظ على تلك الأنشطة.