مع بدء العد التنازلي للمباراة الودية بين المنتخبين العراقي والسوري في المدينة الرياضية بالبصرة تتصاعد وتيرة التحضيرات لتلك المباراة المعول عليها في رفع الحظر الدولي المفروض من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على الملاعب العراقية، ولا تخفي جهات رسمية مشاركة في تنظيم المباراة قلقها من بعض المشاكل والتحديات.
السومرية نيوز/ البصرة
مع بدء العد التنازلي للمباراة الودية بين المنتخبين العراقي والسوري في المدينة الرياضية بالبصرة تتصاعد وتيرة التحضيرات لتلك المباراة المعول عليها في رفع الحظر الدولي المفروض من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على الملاعب العراقية، ولا تخفي جهات رسمية مشاركة في تنظيم المباراة قلقها من بعض المشاكل والتحديات.
وقال المدير التنفيذي للمباراة د. مشتاق حميد الشمري في حديث لـ السومرية نيوز، إن "التحضيرات والاستعدادات المتعلقة بالمباراة يجري تنفيذها من قبل مئات الشباب المتطوعين، ومنهم رياضيون وناشطون مدنيون"، مبيناً أن "أكثر الجهود تركزت على تنظيف ملعب جذع النخلة (ملعب البصرة الدولي) المخصص لاقامة المباراة، فيما وضعت قوات الشرطة خطة متكاملة، والدوائر الخدمية أيضاً تقوم بواجباتها استعداداً للمباراة التي تكتسب أهمية كبيرة".
ولفت الشمري، وهو أيضاً مدير قسم الشباب والرياضة في ديوان محافظة البصرة، الى أن "اللجنة لا تخفي قلقها من إمكانية حدوث محاولات تخريبية في ظل وجود دول لا تريد أن يرفع الحظر عن الملاعب العراقية، كما ليس من المستبعد أن تسعى جهات سياسية الى تعكير صفو المباراة المزمع إقامتها في السابع والعشرين من الشهر الحالي"، مضيفاً أن "لجنتنا طلبت بيع 50 ألف تذكرة فقط مع علمها بأن الملعب يتسع لما لايقل عن 65 ألف متفرج، ولكننا نهدف من خلال هذا الاجراء الى إبقاء بعض المقاعد شاغرة لمنع حدوث اكتظاظ عند المدرجات".
وأشار الشمري الى أن "أحد شروط (الفيفا) هو إلتزام الجمهور بعدم التدخين خلال المباراة"، موضحاً أن "لجنتنا تسعى الى ثني الجمهور عن التدخين من خلال وضع لافتات تثقيفية داخل الملعب، ولا تستطيع إجبارهم على عدم التدخين أو مصادرة علب السكائر قبل دخولهم لأن ذلك يتنافى مع شرط آخر (الفيفا) يقضي باحترام الحريات الشخصية للجمهور".
من جانبه، قال مدير مديرية الشباب والرياضة في البصرة صادق الكناني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التحضيرات والاستعدادات لاقامة المباراة اكتملت بنسبة 75%، حيث أنجزت التحضيرات المتعلقة بالملعب بالكامل، وهناك استعدادات يجري تنفيذها في مواقع أخرى من المدينة الرياضية، وأيضاً بالقرب منها"، موضحاً أن "التحضيرات داخل المدينة الرياضية تشمل إنشاء أسيجة سريعة التركيب لحجب بعض العيوب من حفر وأنقاض".
وفيما يتعلق بتجهيز المدينة الرياضية بالطاقة الكهربائية بلا انقطاع خلال المباراة أشار الكناني الى أن "محولة جديدة تم تجهيزها ويجري تركيبها في موقع المدينة الرياضية، كما توجد محطة صغيرة داخلية لتوليد الطاقة الكهربائية داخل المدينة، وبالتالي من المستبعد إنقطاع التيار خلال المباراة"، معتبراً أن "كل الامور المتعلقة بالمدينة الرياضية ستكون جاهزة تماماً قبل المباراة بأيام قليلة، ولكن هناك بعض الامور خارجة عن سيطرة اللجان التنظيمية ولا نستطيع التكهن بتقييم (الفيفا) لها، ومنها ما يتعلق بمستوى الفنادق والمطاعم الموجودة في المحافظة".
وبحسب رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس محافظة البصرة نوفاك آرام بطرسيان فإن "الاستعدادات للمباراة الدولية الودية بين المنتخبين السوري والعراقي كانت مبكرة للغاية، إذ كانت مباريات المرحلة الثانية من الدوري منطلقاً لاستعدادتنا، فمن خلالها اكتسبنا المزيد من الخبرات التنظيمية، والأخطاء التي ظهرت سوف نستفيد منها في المباراة اللاحقة"، مبيناً أن "اللجان المركزية والفرعية جهودها مستمرة، وهي لجان كثيرة منها لجان الأمن والعمل الطوعي والإعلام والسكن، وبالنسبة الى اللجان الرئيسية (المركزية) فسوف تنتقل من بغداد الى البصرة قبل المباراة بأيام قليلة".
وأكد بطرسيان في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "مجلس المحافظة يتطلع الى قيام رئاسة الوزراء بتخصيص أموال لدعم الجهود التحضيرية للمباراة كونها مباراة مصيرية على أساسها سوف يكون قرار رفع الحظر عن الملاعب العراقية، وإذا لم تخصص الحكومة المركزية المبالغ اللازمة فسوف يبادر مجلس المحافظة بتغطية المصاريف الضرورية".
وكان وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان أعلن في (4 أيار 2015) عن موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على رفع الحظر عن ملاعب العراق بشكل أولي، فيما أشار إلى إقامة مباراة ودية بين المنتخب العراقي والمنتخب السوري في المدينة الرياضية بالبصرة بحضور لجنة من (الفيفا) لتقييم الجهود التنظيمية عن كثب.
يشار الى أن الهدف الأول من بناء المدينة الرياضية في البصرة هو استضافة بطولة كأس الخليج بنسختها الحادية والعشرين في عام 2013، إلا أن رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية قرروا خلال اجتماع عقدوه في الكويت في (31 تشرين الأول 2011) نقل البطولة إلى البحرين لعدم توفر بنية تحتية جيدة في العراق تؤهله لاستضافة البطولة التي تعد أهم بطولة كروية في منطقة الخليج، ولذات السبب قرر رؤساء الاتحادات الخليجية نقل البطولة بنسختها الثانية والعشرين في عام 2013 الى مدينة جدة السعودية، وأثار القرار امتعاضاً عراقياً حكومياً وشعبياً، وبعد ذلك تم تدشين الملعب الاولمبي للمدينة الرياضية من خلال إستضافة مباراة ودية بين فريق نادي الزوراء البغدادي ونادي الزمالك المصري، ومباراة ثانية بين نادي العهد اللبناني والميناء البصري.