السومرية نيوز / بغداد
يقع العراق، هذه الأيام، تحت تأثير منخفض جوي، وهطلت الأحد، في مناطق متفرقة أمطار معتدلة وغزيرة.
وعاد القلق والخوف إلى المواطنين من تكرار حوادث خلفتها أمطار غزيرة، كانت الأشد منذ 30 عاماً، وخلفت أضراراً مادية وبشرية، منها انهيار منازل، وغرق الشوارع وتقطع السبل بحركة الموظفين والطلبة.
وكانت هيئة الأنواء الجوية توقعت، في وقت سابق، أن تشهد جميع المناطق العراقية أمطاراً معتدلة وغزيرة، نتيجة تأثر العراق بمنخفض جوي عميق ناتج من اندماج منخفضين جويين.
وهطلت، الأحد، الأمطار في مدينة بغداد، وبقية المحافظات. وخيم القلق على المواطنين من استمرارها بغزارة، وان تعود شوارعهم إلى الغرق، وتتعرض منازلهم إلى الانهيار.
وتشهد مناطق في أطراف العاصمة عجزاً في شبكات تصريف المياه.
ويقول سكان في "الفحامة"، غرب بغداد، أن برك المياه التي خلفتها أمطار كانون الأول الماضي ما تزال قائمة حتى اليوم.
ويشير المواطن محمد جعفر (24 عاماً) أن عجلات البلدية، منذ أكثر من شهر، لم تدخل "الفحامة"، وأضطر السكان إلى استئجار معدات لسحب المياه التي تحيط بالمنازل".
وتعاني شبكات الصرف من تهالك بسبب قدمها، فيما لم تصل خطوطها إلى مناطق بعيدة عن مركز المدينة. واضطرت أمانة بغداد، في وقت سابق، إلى نقل مياه الأمطار المتجمعة في مناطق تعاني ضعفاً في الخدمات إلى خطوط تصريف بعيدة، واستغرقت هذه العملية وقتاً طويلاً.
وفي الوقت التي استؤنف فيها هطول الأمطار، اليوم، سارع المواطنون إلى اتخاذ ما يلزم لتحصين بيوتهم من أضرار محتملة. لكن معدل الأمطار حتى ساعة كتابة هذا التقرير لم يكن موازياً للمعدل الذي شهدته البلاد في نهاية العام 2012.
لكن أمانة بغداد تؤكد أنها استفادت من التجارب السابقة، على الرغم من أنها اعترفت بأن أزمة تطوير وتحسين شبكات الصرف تحتاج إلى وقت أكثر.
ويقول مدير إعلام الأمانة، حكيم عبد الزهرة، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأمطار الحالية لا تدعو للقلق. هي أقل شدة مما حدث سابقاً"، بيد أنه أكد "اتخاذ الأمانة إجراءات استباقية لتفادي وقوع حوادث في بغداد".
ويوضح عبد الزهرة، الذي قال أنه تجول اليوم في بغداد لمتابعة مستوى تصريف المياه، "الفائدة التي حصلت عليها الأمانة من الأمطار الغزيرة التي هطلت في كانون الأول الماضي"، برغم أنه لا يجد المقارنة معها منطقيةً كونها الأشد في العراق منذ 30 عاماً.
ويضيف مدير إعلام الأمانة أنها "جهزت كوادرها ومعداتها المطلوبة، وهي مستعدة لأي طارئ".
ومثل بغداد، غطت الأمطار محافظات عراقية عدة. وكتب مواطنون على صفحة التواصل الاجتماعي عن مستواها في مدنهم. وعبروا عن قلقهم من أن "تغرق بيوتهم، ويحاصرون فيها بسبب غرق الشوارع".
ولجأ عدد منهم إلى التعليق بسخرية ووجدوا أن "تحضيراتهم هذا الشهر للأمطار ستقتصر على تجهيز معدات السباحة".
ولا يبدو أن الأمطار التي تهطل، اليوم، ستكون بالشدة التي تقلق المواطنين. إذ يقول بيان لهيئة الأنواء الجوية، صدر في وقت سابق، أن "المنخفض سينحسر تدريجياً يوم الثلاثاء عن المنطقتين الوسطى والجنوبية، حيث ستشهدان طقسا غائما مصحوبا بتساقط أمطار بين الخفيفة والمعتدلة، وتكون أحيانا غزيرة خاصة مساء يوم الاثنين ثم يتحسن تدريجياً يوم الثلاثاء".
وشهدت البلاد خلال كانون الأول 2012 هطول الأمطار وبغزارة وخاصة في مدينة بغداد مما أدى إلى غرق الشوارع الرئيسة والفرعية للمدينة بسبب عدم وجود الصيانة الدورية لمجاريها، إضافة إلى قدم هذه المجاري والتي أصبحت لا تستوعب هذه الكميات من الأمطار، فضلا عن كثرة الحفر في هذه الشوارع.