موصليون: الدعاية الانتخابية أربكتنا وإدعاء بعض القوائم فوزها بالانتخابات "معيب"

السومرية نيوز/نينوى
لم يمض سوى يوم واحد على انتهاء التصويت العام لانتخاب مجلس محافظة نينوى، حتى بدأت بعض القوائم المشاركة بإعلان فوزها بمراكز متقدمة، بالرغم من أن مفوضية الانتخابات لم تنته بعد من إدخال بيانات العد والفرز القادمة من نينوى في حاسباتها المركزية بالعاصمة بغداد.

إعلان أثار استياء أهالي نينوى، الذين دعوا المتنافسين في الانتخابات إلى أن يفوا بوعودهم التي قطعوها لناخبيهم.

تصريحات معيبة
ويرى أبو أحمد، من أهالي الموصل، أنه "من المعيب ومن غير اللائق بالسياسيين إطلاق تصريحات مسبقة تفيد بأن قوائمهم هي الفائزة وحسب أهوائهم، قبل أن تعلن مفوضية الانتخابات النتائج".

ويضيف في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "إذا صحت تصريحاتهم وفازوا في مجلس المحافظة فعليهم أن لا ينسوا الناخبين الذين توجهوا إلى الانتخابات متحدين كل الظروف، ومنها حظر التجوال والتفجيرات والتهديدات الأمنية وحتى حرارة الطقس والتعب".

ويشدد أبو أحمد، "على السياسيين أن يلتزموا بوعودهم التي قطعوها من تقديم خدمات وبناء وتوفير فرص عمل للعاطلين".

النتائج ما زالت مجهولة
مصدر في مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في نينوى، يشير في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى أن "المفوضية قامت بالمطابقة والعد والفرز في مركز العد والفرز بجامعة الموصل وأرسلت النتائج إلى بغداد لغرض إدخال البيانات في الحاسبة، ومن ثم سيتم إعلانها في وقت لاحق".

ويوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المفوضية أعادت الموظفين الذين تم إيفادهم من المحافظات القريبة إلى مناطقهم قبل ظهر اليوم السبت بعد انتهاء عملهم كموظفي اقتراع".


مسلسل الخلافات السياسية
ويبدو أن إعلانات القوائم المتكررة عن فوزها أسهمت ولدت قلقاً في نفوس أهالي المحافظة من أن هذه القوائم ستبدأ مسلسل خلافات سياسية منذ الآن، الأمر الذي سيمنع العمل المشترك من أجل تلبية طموحات المواطنين نتيجة تقاطع الإرادات والمصالح.

ويقول أبو عصام، من أهالي الموصل، لـ"السومرية نيوز"، إن "الفائزين بالانتخابات إذا كانوا أوفياء لجماهيرهم حقاً عليهم أن يبتعدوا عن مشاكل السياسة".

ويدعو الفائزين إلى أن "يلتزموا بالعمل مثل محافظي ميسان والنجف وكركوك الذين عمروا محافظاتهم، ولم نسمع عن أحدهم أنه انشغل بمشاكل مع الحكومة المركزية ببغداد".

خروقات إعلامية
وقبيل الانتخابات، لوحظ أن يوم الصمت الإعلامي لانتخاب مجلس المحافظة، الذي تنافس فيه 28 كياناً وائتلافاً سياسياً على 39 مقعداً، لم يكن يوم صمت كلي، إذ أن دعايات المرشحين تواصلت بالتدفق على صفحات موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) وعلى هواتف المواطنين النقالة بهيئة رسائل قصيرة (SMS).

ويؤكد مواطنون أن عدم الالتزام بالصمت الإعلامي تسبب بإرباكهم عند توجههم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، الأمر الذي دفع بعضهم إلى إلغاء استمارة التصويت.

إذ يؤكد أبو عمار، من أهالي الموصل، لـ"السومرية نيوز"، أن "عدة رسائل قصيرة وصلتني عبر هاتفي المحمول عند توجهي للمركز الانتخابي تدعوني إلى انتخاب شخص معين أو قائمة معينة، وأنا لا أعرف أحداً من هذه الأسماء أو القوائم".

ويقول "اضطررت إلى الغاء ورقتي الانتخابية كي لا أتعرض للحرج من أي شخص بسبب عدم انتخابه".

لكن أبا عمار بات يشعر بشيء من الندم لأنه ألغى استمارته الانتخابية، إذ اكتشف في طريق عودته إلى البيت أن أحد المرشحين ممن وضعوا لافتات دعائية على جدران المدينة هو أحد أبناء عمومته، ويعلق على ذلك "تمنيت لو انتخبته، لم أكن أعرف أنه رشح نفسه للانتخابات، وأدركت حينها أن الرسالة التي وصلت إلى هاتفي المحمول كانت منه".


أخطاء انتخابية
كثرة الدعايات الانتخابية لم تتسبب بقيام بعض الناخبين بإلغاء استماراتهم الانتخابية فقط، فهي إلى جانب ذلك كانت سببا في وقوع بعض الناخبين في الخطأ عند التصويت.

وكان المواطن الموصلي أبو فراس، أحد الناخبين الذين أخطأوا في التصويت، بسبب كثرة الدعايات الانتخابية التي نشرت على صفحته الشخصية في (الفيس بوك)، بحسب ما يؤكد.

ويبين أبو فراس لـ"السومرية نيوز"، أن "كثرة الإعلانات التي تم نشرها على صفحة الفيس بوك جعلتني أخطئ في كتابة رقم قائمة أحد المرشحين الذين انتخبتهم، حيث قمت بالتأشير على اسم المرشح والتأشير على اسم كيان آخر".

مشاركة متدنية
ولعل الأسباب التي دفعت نسبة كبيرة من أهالي نينوى إلى الامتناع عن المشاركة في الانتخاب المحلية لمحافظتهم هي نفسها التي دفعت أبناء محافظات أخرى إلى ذلك. فالـ37.5%، وهي نسبة المشاركة في انتخابات نينوى التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، أشرت أن نحو ثلثي أهالي المحافظة امتنعوا عن التصويت.

وتذكر هذه النسبة بنسبة المشاركة في انتخاب مجلس محافظة بغداد التي جرت في العشرين من نيسان الماضي، حيث بلغت 33% لكل من جانبي الكرخ والرصافة.

ويعزو محافظ نينوى المنتهية ولايته وزعيم قائمة متحدون في المحافظة أثيل النجيفي، سبب قلة المشاركة إلى "حملات انتخابية قام بها أناس هم ضد أهل نينوى".

ويقول النجيفي في بيان تلقت "السومرية نيوز" نسخة منه، إن "سبب عدم المشاركة الفاعلة لأبناء نينوى، الحملات الانتخابية التي قام بها أناس هم ضد أهل نينوى من ترويج عبر وسائل الإعلام أن المشاركة لن تجدي نفعا في الإصلاحات أو التغيير، ما سبب مشاركة أقل من ثلث أبناء نينوى في الانتخابات".

وجرت انتخابات مجلس محافظتي نينوى والأنبار في العشرين من شهر حزيران الجاري، بعد أن قرر مجلس الوزراء في (19 آذار 2013)، تأجيل انتخابات المحافظتين بسبب الأوضاع الأمنية، فيما جرت انتخابات 12 محافظة باستثناء كركوك في العشرين من شهر نيسان الماضي.