وتقع
الزوية في شمال المحافظة بالناحية الغربية من نهر دجلة ويقابلها من الجهة الاخرى من النهر مدينة
الزاب وهي تابعة لقضاء
بيجي، و يبلغ عدد سكانها نحو 20 الف نسمة تقريبا.
ومن احد الناشطين في هذه قرية المهتم بالتراث العراقي و المصور والباحث الثقافي "سالم الحتحوت" وهو احد ابرز هواة التراث والمهتمين به هناك ومن شدة تعلقه بالامر جعل واجهة منزله على شكل لوحة فنية جمعت اثار الحضر وبابل (بوابة عشتار) واثار الاشوريين (الثور المجنح).
وقال حتحوت خلال حديثه لبرنامج (رحال)، انه "يعمل على فتح متحف فيه العديد من الاواني الاولية الاثرية المستخدمة في الزمن القديم من قبل اهالي القرية في
الجبل القابع هناك".
واضاف، انه "جمع اغلب الحاجيات الاثرية من سكان المنطقة القدماء او عن طريق شرائها منهم لجعلها هوية تاريخية للمنطقة في المتحف"، مشيرا الى ان "بعض التحفيات يعود عمرها الى اكثر من 200عاماً".
"قصر البنت" المبهم وقصته
تجولت عدسة
السومرية مع حتحوت بالطرق الوعرة هناك وصولا الى "قصر البنت" المبهم الذي يعود عمرة الى 2000 عاما ما قبل الحضارة الاشورية، ويقع بالتحديد على ضفاف نهر دجلة بين جبال
مكحول ليحتضنها ويشكل لوحة فنية جميلة وطبيعية وسياحية غير مستثمرة قرب قضاء الشرقاط والامبراطورية الاولى للاشوريين.
روى حتحوت قصة القصر قائلاً: "سمي هذا القصر بـ"قصر البنت" نسبة الى الفتاة غير المتزوجة التي كانت تحكمه ويحكى ان تاجرا اسمه (حذيفة) يأتي من الجانب الاخر من النهر والذي يعتبر حينذاك جهة معادية ويقوم الحراس بتفتيشه اثناء الدخول للمنطقة مع بضاعته فقدم شكوى للفتاة التي تحكم القصر متحججاً بتأخره عند الدخول وتلف اغلب حاجياته مما جعلها تسمح له بالدخول دون تفتيش، وفي احدى المرات دخل ومعه جنود متخفين في صناديق البضائع وعند دخولهم هجموا على سكان القرية وقتلوهم وسقط القصر بايديهم وعندما ارادو قتل البنت الحاكمة انتحرت من فوق القصر".
وتابع، ان "القصر لم ينقب الى الان، وبعض الباحثين توقعوا انه يعود الى العصر ما قبل الاشوريين و والبعض الاخر يعودون بتاريخه الى الاشوريين (الفرثيين) قبل 200 عاما من الميلاد"، مشيرا الى ان "التواريخ كلها غير ثابتة ويجب ان يؤكدها المؤرخون".
واكمل : "اغلب العشاق والكتاب والقراء والسفراء والعوائل يزورونه ويتاثرون بقصته بعد معرفتها"، منوها: "هناك الكثير من الوفود الاجنبية تأتي الى هذا المكان باعداد كبيرة وصلت هذه السنة الى اكثر من 50 سائحا اجنبيا عن طريق الاشادة من الذين سبقوهم لزيارة هذا المكان".
وطالب الجهات المعنية "بتوفير مستلزمات خدمية ونقاط امنية له والعمل على تنقيبه والاستفادة منه" موضحا ان "القصر مهدد بالسقوط في نهر دجلة لقربه من حافة الجبل ولكثرة الامطار في هذه المنطقة في فصل
الشتاء".
"منطقة الهوارية"
ومن الاماكن الشاخصة والجميلة في مدينة الزوية "منطقة الهوارية" وهي شبه جزيرة يحيط بها نهر دجلة من ثلاث جهات، وتعتبر متنفسا خلال فصل الصيف والاجواء
الحارة للعديد من ابناء المحافظة والسواح الاجانب ايضا الذين يزورونها في العديد من المناسبات كونها منظر طبيعي خلاب وايضا مكان جميل للسباحة.
واختتم حتحوت، بان "العديد من السواح الأجانب يزورون الدواوين العشائرية لاسيما
ديوان الشيخ "ابو
سهيل" ليتعرفوا على عادات وتقاليد العشائر والاستمتاع بقصص التكافل الاجتماعي المترسخة في الثقافة العراقية".
وتعد السياحة الريفية من اهم العوامل الجاذبة الى اغلب السواح الاجانب والعرب الى
العراق للتطلع على الاثار المتواجدة فيه وتنقيبها ولمعرفة عمرها القديم وايضا جمع المعلومات.
شاهد حلقة رحال التي زار فيها منطقة المسحك والزوية عبر النقر
هنا