حرام أم تعايش مشترك.. لماذا يضع المسلمون شجرة عيد الميلاد المجيد في منازلهم؟

يتمثّل شهر كانون الأول بأجواء عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة في العالم كله، ويعيش المسيحيون في هذا الموسم فترة سعيدة مليئة بالفرح والحب والأجواء الميلادية. وتخيّم هذه الأجواء على مدار الساعة في هذا الشهر، بغضّ النظر عما إذا أراد الشخص الإحتفال أم لا، فالأضواء الباهرة التي تزيّن الشوارع والأغاني الميلادية والأطفال الذين ينتظرون بابا نويل لإعطاء الهداية.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يضع البعض من المسلمين شجرة عيد الميلاد المجيد في منازلهم ويحتفلون به ويقدمون لأطفالهم الهدايا في هذه المناسبة؟ وكيف تتعاطى العائلات الإسلامية في العراق وبلدان أخرى مع هذا العيد.

نلاحظ منذ سنوات طويلة، أن أعداد كبيرة من المسلمين يشاركون في إحتفالية العيد، إما من خلال توزيع الهدايا على الأطفال أو من خلال تزيين شجرة العيد في منازلهم. بينما هناك عائلات إسلامية كثيرة ترفض الإحتفال به أو حتى تقديم التهنئة للمسيحيين.

وحتى رجال الدين يختلفون على هذا الموضوع، فهناك البعض الذين ليسوا لديهم مشكلة بالإحتفال ووضع الشجرة بشرط أن لا يكون هناك أي خرق للقواعد الإسلامية مثل شرب الكحول، ويبررون سبب تشجعيهم على الإحتفال، بالقول: "لا ليس حراماً وجود شجرة الميلاد لأننا نعتقد بالمسيح وبرسالته العظيمة لقد كان رسولاً عظيماً وجاء من عند الله وأخير الناس أن النبي محمد سيكون خاتم الأنبياء".

أما الرأي المخالف، يفصل ععدم الإحتفال بعيد الميلاد وعدم وضع الشجرة في منازل الإسلام فهي ليست مرتبطة بالديانة الإسلامية، وأشاروا إلى أن هذا العيد أصبح تجارياً وليس روحياً، لا سيما في الدول الأوروبية والغربية. ومن هذا المنطلق يأتي أسباب إحتفال بعض المسلمين بعيد الميلاد والتي سنشرحها لكم في السطور التالية.

التعايش الثقافي: في المجتمعات التي يعيش فيها المسلمون إلى جانب المسيحيين، قد يتبنّى البعض مظاهر الاحتفال مثل وضع الشجرة كجزء من التفاعل الاجتماعي أو لإظهار التضامن مع أصدقائهم وجيرانهم المسيحيين.

الجانب الزخرفي: قد يعتبر البعض الشجرة مجرد عنصر زخرفي وجمالي مرتبط بفصل الشتاء بموسم الأعياد بشكل عام، من دون ارتباطها بالمعتقد الديني.

الأجواء الاحتفالية: الأعياد، سواء كانت دينية أو اجتماعية، توفر أجواءً من الفرح والاحتفال. وقد يرغب البعض في مشاركة هذه الأجواء مع الآخرين من دون نية دينية.

العولمة وتأثير الثقافات الأخرى: مع انتشار ثقافة عيد الميلاد عبر وسائل الإعلام والأفلام، أصبح الاحتفال بعناصر مثل الشجرة تقليدًا عالميًا في بعض الأماكن، بغض النظر عن الخلفية الدينية.