Alsumaria Tv

"البيت أكثر أمانا".. عراقيون يفقدون الثقة في البنوك

2020-12-02 | 09:08
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
"البيت أكثر أمانا".. عراقيون يفقدون الثقة في البنوك

يعاني رجال الأعمال في العراق من ضعف الأنظمة المصرفية ما يدفعهم إلى اللجوء الى مصارف دول الجوار في تعاملاتهم التجارية الدولية، بينما لا يثق كثير من المواطنين بها ويدّخرون أموالهم في منازلهم.

ويقول الخبير الاقتصادي ورئيس اتحاد المحامين في الديوانية عباس عنيد غانم ان "الأنظمة المصرفية العراقية الآن بعيدة عن المعايير الدولية".
 
وتعود المشاكل، وفق غانم، إلى عقود خلت، وتحديدا إلى التسعينات حين تسببت العقوبات المفروضة على نظام صدام حسين في عزل العراق عن العالم. وعقب دخول قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة البلد عام 2003، أدت عمليات النهب الواسعة إلى إفراغ البنوك من السيولة.
 
وتأسس منذ ذلك الحين أكثر من 70 مصرفا، لكن القطاع في الإجمال لم يتطور. وأفاد البنك الدولي عام 2018 أن أكبر ثلاثة مصارف، وهي الرافدين والرشيد والعراقي للتجارة المملوكة للدولة، تستحوذ على نحو 90 بالمئة من أصول القطاع.
 
لا تسهيلات
 
وتتولى المصارف العامة الثلاثة أساسا دفع رواتب ثمانية ملايين موظف عراقي. لكن الدولة اضطرت للاقتراض منها إثر انهيار أسعار النفط هذا العام، ما رفع دينها المحلي.
 
بالنسبة لمدير مجموعة الأخيار للمقاولات عادل الصالحي، تكمن مشكلة المصارف العامة في أنها تكتفي "بالقروض (للدولة) ودفع رواتب الموظفين ولا يهمها التعامل مع قطاع التجارة ودعم رجال الأعمال".
 
وينطبق ذلك خصوصا على مصرفي الرافدين والرشيد، وبدرجة أقل على المصرف العراقي للتجارة الذي أسسته سلطة الائتلاف المؤقتة الأميركية بإشراف الحاكم المدني بول بريمر عام 2003.
 
لكن غانم يوضح أن "المحاصصة الطائفية والحزبية في النظام السياسي والفساد الإداري والمالي أمور أثرت على هذه المؤسسة المصرفية" ما حصر دورها تقريبا في إقراض الحكومة.
 
ولا يتعلق الأمر بالتسهيلات المالية فقط، بل يطال كذلك، وفق الصالحي، "الشفافية" في المعاملات وتوفير "موظفين خاصين من داخل البنوك (...) حسب تقييم وعمل التاجر"، عكس المصارف العراقية التي "تتعامل معنا كموظفين وبأسلوب جاف".
 
ووفق البنك الدولي، حصل أقل من 5 بالمئة من المشاريع الصغيرة والمتوسطة على قروض من المصارف المحلية العراقية، فيما لجأ أغلب التجار والمستثمرين إلى الاقتراض من العائلة والأصدقاء.
 
وأرجع غانم ذلك إلى ارتفاع قيمة الفائدة التي تأخذها المصارف، لا سيما في المشاريع الاستثمارية، فهي "تراوح بين سبعة إلى عشرة بالمئة في حين بأغلب مصارف العالم المتطورة لا تصل إلى أكثر من واحد في المئة".
 
وجاء العراق في المرتبة 172 من بين 190 دولة مصنفة في تقرير "مؤشر سهولة ممارسة الأعمال" الصادر عن البنك الدولي، متقدما بالكاد على أفغانستان وسوريا التي تمزقها الحرب رغم أنه ثاني منتج للخام في منظمة "أوبك".
 
الأموال في المنازل
 
ولا تقف مشاكل القطاع المصرفي العراقي عند الشركات، إذ لا تجد خدماته إقبالا من المواطنين أيضا.
 
وتشير أرقام البنك الدولي إلى أن 23 بالمئة فقط من الأسر العراقية لديها حساب في مؤسسة مالية، وهي نسبة من بين الأدنى في العالم العربي. وأصحاب تلك الحسابات هم خصوصا من موظفي الدولة الذين توزع رواتبهم على المصارف العامة نهاية كل شهر.
 
لكن الرواتب لا تبقى طويلا في الحسابات، إذ سرعان ما تتشكل طوابير أمام المصارف من الموظفين الذين يسحبون رواتبهم نقدا ويفضلون إبقاءها في بيوتهم، بسبب ضعف ثقة العراقيين في البنوك.
 
ولا تزال ذكريات نهب وسرقة المصارف إبان الغزو عام 2003 حاضرة في الأذهان، وقد خسر حينها كثيرون مدخراتهم.
 
وكان نبيل كاظم أحد الضحايا. ويقول إنه بعد سرقة البنوك، "لاقيت صعوبة كبيرة لاسترجاع أموالي. ولم يحصل ذلك إلاّ بعد أعوام ما أفقدني الثقة بالمصارف". إضافة إلى ذلك، يُرجع كاظم احجامه عن إبقاء أمواله في البنك إلى عدم توفر آليات دفع إلكتروني وعبر البطاقات في "تعاملات البيع والشراء وخصوصا في التعاملات بالمبالغ الكبيرة".
 
ويفضل كاظم اللجوء إلى خدمات مكاتب الصيرفة أو المصارف الأهلية للحصول على تحويلات مالية من الخارج لأنها "أفضل وأسرع من المصارف الحكومية بل حتى أكثر أمنا منها".
 
ويوضح الخبير الاقتصادي عباس عنيد غانم أن "المصارف العراقية لا تسمح الإيداع بالدولار لأغراض التوفير وهذا يسبب خسارة كبيرة للعملة الصعبة".
 
ويكشف ذلك ضعف الثقة أيضا في العملة المحلية، فكثير من المواطنين "يحوّلون مدخراتهم وأموالهم إلى الدولار ويكتنزونها في المنازل".
 
ويشير غانم إلى وجود مفارقة بين الخطاب الرسمي والواقع. "فالدولة تناشد المواطنين ايداع مدخراتهم بالمصارف" في حين "لا تقوم بتعديل قوانين هذه المصارف ولا توفر لهم أي خدمات أساسية".
>> تابع قناة السومرية على  منصة X
+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
كان يا مكان
Play
الله قادر على إتمام ما يبدو مستحيلًا - كان يا ما كان م٣ - الحلقة ٤٦ | الموسم 3
08:00 | 2025-08-09
Play
الله قادر على إتمام ما يبدو مستحيلًا - كان يا ما كان م٣ - الحلقة ٤٦ | الموسم 3
08:00 | 2025-08-09
Biotic
Play
السيطرة على الكولسترول - م٤ Biotic - الحلقة ١٤ | الموسم 4
15:00 | 2025-08-08
Play
السيطرة على الكولسترول - م٤ Biotic - الحلقة ١٤ | الموسم 4
15:00 | 2025-08-08
حصاد السومرية
Play
البرلمان يسافر عبر الزمن الى 2006 - حصاد السومرية م٢ - حلقة ١٨ | الموسم 2
13:30 | 2025-08-08
Play
البرلمان يسافر عبر الزمن الى 2006 - حصاد السومرية م٢ - حلقة ١٨ | الموسم 2
13:30 | 2025-08-08
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٨ آب ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-08-08
Play
نشرة ٨ آب ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-08-08
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 08-08-2025 | 2025
12:30 | 2025-08-08
Play
العراق في دقيقة 08-08-2025 | 2025
12:30 | 2025-08-08
علناً
Play
عقود وزارة التربية والدفاع - علناً م٤ - الحلقة ١٣ | الموسم 4
16:30 | 2025-08-07
Play
عقود وزارة التربية والدفاع - علناً م٤ - الحلقة ١٣ | الموسم 4
16:30 | 2025-08-07
Celebrity
Play
الفنانة العراقية بيداء المعتصم - Celebrity م٤ - الحلقة ١٧ | الموسم 4
14:30 | 2025-08-07
Play
الفنانة العراقية بيداء المعتصم - Celebrity م٤ - الحلقة ١٧ | الموسم 4
14:30 | 2025-08-07
أسرار الفلك
Play
اسرار الفلك مع جاكلين عقيقي | من ٩ الى ١٥ آب ٢٠٢٥ | 2025
13:00 | 2025-08-07
Play
اسرار الفلك مع جاكلين عقيقي | من ٩ الى ١٥ آب ٢٠٢٥ | 2025
13:00 | 2025-08-07
Live Talk
Play
لماذا تلجأ النساء إلى السحر والشعوذة أكثر من الرجال! - Live Talk - الحلقة ٩٠ | 2025
10:30 | 2025-08-07
Play
لماذا تلجأ النساء إلى السحر والشعوذة أكثر من الرجال! - Live Talk - الحلقة ٩٠ | 2025
10:30 | 2025-08-07
ناس وناس
Play
واسط الكوت - ناس وناس م٨ - الحلقة ٨٨ | الموسم 8
05:00 | 2025-08-07
Play
واسط الكوت - ناس وناس م٨ - الحلقة ٨٨ | الموسم 8
05:00 | 2025-08-07
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
العراق يتوقع إيراداته حتى 2028.. والاستثمار السكني سيعادل النفطي
06:02 | 2025-08-09
المحكمة الاتحادية تنظر دعوى تخص عمولات الرواتب و "حجز 20%" من مستحقات الموظفين
04:07 | 2025-08-09
وزير الطاقة سيزور بغداد.. سوريا تتجه لإحياء مشروع خط أنابيب النفط مع العراق
04:06 | 2025-08-09
إنتاج نفط كردستان يتجاوز 200 ألف برميل يوميًا و"مرصد" يحذر من أزمة رواتب
03:43 | 2025-08-09
أسعار صرف الدولار في الأسواق العراقية اليوم
03:38 | 2025-08-09
منذ أكثر من عامين.. أسعار الغذاء العالمية تسجل أعلى مستوى
09:22 | 2025-08-08
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية