وقلصت
وكالة الطاقة، في تقرير سوق النفط الصادر اليوم الخميس (13 يوليو/تموز الجاري)، تقديرات نمو الطلب على النفط للعام الجاري للمرة الأولى خلال العام بمقدار 220 ألف برميل يوميًا، بسبب الرياح المعاكسة للاقتصاد العالمي ومخاوف الركود.
وقالت إنه من المتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري ليصل الإجمالي إلى 102.1 مليون برميل يوميًا، وهو مستوى قياسي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما رفعت وكالة
الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام المقبل إلى 1.1 مليون برميل يوميًا مقارنة بـ0.8 مليون برميل يوميًا في تقديرات يونيو/حزيران 2023، لكن وتيرة النمو تظل أقل من المتوقعة لعام 2023، مرجعة ذلك إلى نمو كهربة أسطول المركبات عالميًا وتحسين الكفاءة.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية، إلى أن المعروض العالمي من النفط سينخفض بشكل حاد خلال الشهر الجاري، عقب ارتفاعه بمقدار 480 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران الماضي ليصل إلى 101.8 مليون برميل يوميًا.
وأوضحت أن التراجع الحاد المتوقع في المعروض النفطي سيكون ناتج عن خفض
السعودية إنتاجها طوعًا بمقدار 1 مليون برميل يوميًا.
المعروض النفطي
توقعت وكالة الطاقة الدولية، ارتفاع إنتاج النفط عالميًا بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا ليصل إلى 101.5 مليون برميل في اليوم، بدعم من زيادة إنتاج الدول غير الأعضاء بتحالف أوبك+ بمقدار 1.9 مليون برميل يوميًا.
وبحسب التقرير، من المتوقع ارتفاع المعروض العالمي من النفط خلال العام المقبل بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا ليسجل مستوى قياسي جديد يبلغ 102.8 مليون برميل يوميًا، ولكن تلك الزيادة ستكون قادمة من الدول خارج تحالف أوبك+.
ويشير إلى أنه في الوقت الذي اتجهت فيه دول تحالف أوبك+ بقيادة السعودية نحو تخفيض الإنتاج منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كانت هناك زيادة في إنتاج الدول غير الأعضاء بالتحالف
وكانت إمدادات النفط العالمية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي أقل من مستويات أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (أي قبل بدء تطبيق أول تخفيض لدول أوبك+) بمقدار 70 ألف برميل يوميًا فقط، وفقًا للتقرير.
وألمحت وكالة الطاقة، إلى زيادة
إيران إنتاجها من النفط بمقدار 530 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى أعلى مستوى لها في 5 سنوات، بالإضافة إلى انتعاش إنتاج الخام في كازاخستان ونيجيريا.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت إمدادات النفط للولايات المتحدة بمقدار 610 ألف برميل يوميًا، مع نمو إنتاج سوائل الغاز الطبيعي لأعلى مستوى على الإطلاق والزيادة الموسمية للوقود الحيوي.
وتوقعت انخفاض الإمدادات العالمية للنفط بأكثر من مليون برميل يوميًا خلال الشهر الجاري مع تنفيذ السعودية تخفيضاتها للنفط، إذ توقعت وكالة الطاقة تراجع إنتاج المملكة لأدنى مستوى في عامين ليسجل 9 مليون برميل يوميًا خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب.
مخزونات النفط وأداء المصافي
سجلت مخزونات النفط العالمية خلال شهر مايو/أيار من العام الجاري أعلى مستوى لها منذ سبتمبر/أيلول 2021 لتنمو بمقدار 19.4 مليون برميل.
وجاءت تلك الزيادة بنمو كبير حققته الدول غير الأعضاء في
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مخزونات النفط بمقدار 44.3 مليون برميل، بقيادة
الصين.
فيما ارتفعت مخزونات النفط لدى دول
منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشكل هامشي بمقدار 1.8 مليون برميل يوميًا.
ومع ذلك، انخفضت مخزونات النفط في البحر بمقدار 23 مليون برميل، إذ تسببت التخفيضات التي اتبعتها دول تحالف أوبك+ إلى انخفاض صادرات النفط المنقولة من خلال البحر إلى أدنى مستوياتها منذ يناير/كانون الثاني 2023.
وعلى صعيد قطاع التكرير، رفعت وكالة الطاقة تقديرات إنتاجية مصافي النفط الخام للعام الجاري والمقبل بمقدار 130 ألف برميل يوميًا و90 ألف برميل يوميًا على التوالي، إلى 82.5 مليون برميل يوميًا و83.5 مليون برميل يوميًا.
وأرجعت تلك التوقعات إلى ارتفاع تدفقات الخام الروسي وبدء طاقة تكرير جديدة، مشيرة إلى أن هوامش الربح لمصافي التكرير لا تزال قوية بفضل المكاسب المحققة في
الديزل ووقود الطائرات وزيت الوقود.
مخزونات النفط في الصين
مع ارتفاع حاد لوارداتها من النفط، سجلت الصين أكبر زيادة شهرية في مخزونات النفط الخام خلال عام عند 1.1 مليون برميل يوميًا.
وجاءت تلك الزيادة على الرغم من معدلات إنتاج المصافي شبه القياسية، إذ اتجهت بكين إلى شراء برميل النفط الروسية والإيرانية رخيصة الثمن.
ومع ذلك حذرت وكالة الطاقة الدولية، من تعرض سوق النفط العالمية لتقلبات مجددًا قريبًا بسبب تخفيضات الإمدادات التي زادات خلال الشهر الجاري والسحب المستمر من مخزونات النفط في البحر.
وفي المقابل، انخفضت واردات
الدول الأفريقية من النفط نتيجة ارتفاع أسعار بيع التجزئة للوقود بعد إلغاء الدعم بالعديد من دول القارة السمراء.