ونقلت الصحيفة في تقرير نشرته، عن أشخاص مطلعين على المناقشات أن قائد فيلق
القدس التابع للحرس الثوري،
اسماعيل قاآني، عقد في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الاجتماعات السرية مع القادة المتشددين في جميع أنحاء المنطقة، من بينهم قادة جماعات مسلحة ناشطة في سوريا والعراق.
*هجمات صاروخية
الأشخاص المطلعون قالوا إن قاآني التقى بقادة "حماس"، و"
حزب الله"، وحركة
الجهاد الإسلامي في فلسطين في السفارة الإيرانية بالعاصمة
اللبنانية بيروت، الأسبوع الماضي. وفي نفس الوقت تقريباً، أطلق مسلحون في جنوب
لبنان وابلاً من الصواريخ على
إسرائيل، في أكبر هجوم من نوعه منذ حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.
وأضافوا أن تفاصيل الهجوم الصاروخي تم تحديدها خلال الاجتماعات التي عقدها قاآني في بيروت، والتي شملت اجتماعات مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"،
إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، وزعيم حزب الله حسن نصر الله.
كما أُطلقت صواريخ على إسرائيل من غزة وسوريا، وردت إسرائيل بشن غارات جوية على أهداف قالت إنها تابعة لمسلحين في هذه المناطق. وتُواجه إسرائيل الآن مخاوف من أن يُشن عليها هجمات جديدة من عدة جبهات، وقال الجيش الإسرائيلي إنه عزز نظام "القبة الحديدة" للدفاع الجوي خلال الأسبوع الماضي بسبب تزايد التوترات.
وثمة ما يجعل إسرائيل تشعر بالقلق، فالجهود التي يبذلها قاآني لتوحيد حلفاء
طهران يُمثل تصعيداً حاداً في الحرب غير المعلنة بين إيران وإسرائيل بعد أن نفّذت الأخيرة مئات الهجمات التي استهدفت إيران ووكلائها في أنحاء الشرق الأوسط.
كما تعكس هذه الجهود تزايد نفوذ قاآني، الذي خلف قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق الذي تم اغتياله في غارة جوية أميركية في
بغداد عام 2020.
وعلى الرغم من أن قاآني يلعب دوراً أكثر هدوءاً وأقل وضوحاً من سليماني في قيادة فيلق القدس، تُمثل جهوده في حشد "حزب الله"، و"حماس"، وجماعات أخرى تهديداً متزايداً لإسرائيل، كما تُمثل تحدياً للولايات المتحدة في وقت تحاول فيه قوى أخرى، مثل الصين وروسيا، لعب أدوار أكبر في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.
"ضربة لنتنياهو"
التقرير ذكر أن الأهداف الرئيسية لطهران تتضمن منع جيرانها من إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مُضيفاً أن إيران، على مدى العامين الماضيين، حذرت الدول المجاورة لها علناً من المشاركة في الجهود التي تدعمها
الولايات المتحدة لإنشاء تحالف إقليمي يهدف إلى عزل طهران.
وأضافت الصحيفة أن الاتفاق المفاجئ الذي أبرمته
السعودية لتجديد العلاقات الدبلوماسية مع إيران كان بمثابة "ضربة قوية" للهدف الرئيسي من السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو، الذي يتمثل في تطبيع العلاقات مع
الرياض، وتذكيراً بأن إيران لا تزال تُشكل قوة مؤثرة في المنطقة، كما حذرت الولايات المتحدة مراراً.
وقال مسؤولون إيرانيون إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا تسببت في مصرع عدة مستشارين عسكريين للحرس الثوري الإيراني. وعادة ما تتجنب إيران إلقاء اللوم على إسرائيل علناً في الهجمات التي تسفر عن مصرع أفرادها في سوريا وداخل حدودها، لأن ذلك سيضع ضغوطاً على طهران للرد على هذه الهجمات.
ولكن هذه المرة كانت مختلفة، لأن القتلى كان من بينهم مستشار من قيادة الحرس الثوري الإيراني، وفقاً للأشخاص المُطلعين. وأشارت الصحيفة إلى أن البعثة الإيرانية لدى
الأمم المتحدة لم ترد على طلبها للتعليق على الأمر.
وفي أواخر مارس الماضي، عقد قاآني اجتماعات في سوريا مع أعضاء جماعات فلسطينية لمناقشة هجوم منسق محتمل على إسرائيل، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، وقال إن إيران حصلت على معلومات حول خطط إسرائيل لتنفيذ عمليات ضد أعضاء في حركتي "حماس" و"الجهاد" في سوريا ولبنان.
وحث قائد الحرس الثوري الإيراني، أعضاء الجماعات الفلسطينية على اتخاذ إجراءات سريعة، لافتاً إلى أن إيران ستُقدم الأدوات اللازمة لتنفيذ هجمات لردع إسرائيل عن شن ضرباتها، بحسب الأشخاص المطلعين.
كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن الأشخاص المطلعين قولهم إن إيران ترسل بانتظام طائرات مسيرة وصواريخ إلى حلفائها في المنطقة عبر موانئ البحر الأبيض المتوسط وبراً عبر
العراق.
وفي 3 أبريل الجاري، سافر مستشارون من الحرس الثوري الإيراني إلى بيروت للتخطيط لشن هجوم على إسرائيل.
وأكد قاآني على أهمية مهاجمة أهداف إسرائيلية خلال أيام رداً على الضربات الإسرائيلية التي أسفرت عن مصرع مستشارين إيرانيين في سوريا، بحسب الأشخاص المطلعين.