Alsumaria Tv

تقرير امريكي: واشنطن تنظر إلى بغداد كـ"شريك متناقض" و"عدو ضمني"

2023-09-30 | 01:58
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
تقرير امريكي: واشنطن تنظر إلى بغداد كـ"شريك متناقض" و"عدو ضمني"

السومرية نيوز – دوليات

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الامريكية تقريرا حول العلاقة بين العراق والولايات المتحدة، ونظرة الساسة الأمريكيين إلى العراق. ورأت المجلة أن العراق كان عدواً ثم صديقاً للولايات المتحدة، لكنه أصبح الآن "الصديق العدو" اعتماداً على الإدارة الحالية في واشنطن.

واعتبر التقرير أنه وبعد عامين من الاستقرار النسبي في العراق وتشكيل حكومة جديدة في الولايات المتحدة، ربما أصبح البلدان أخيراً على الطريق نحو علاقات مستدامة، مضيفة أن ممثلين من كلا البلدين التقوا في واشنطن في أوائل أغسطس/ آب؛ لبدء مفاوضات ثنائية حول شراكة دفاعية طويلة الأمد بين البلدين.

ورأت "فورين أفيرز" أن هذا الحوار بين الولايات المتحدة والعراق، وأي اتفاقيات محتملة ستتبعه، يثير مجدداً تساؤلا متكررًا حول نوع العلاقة التي ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى للوصول إليها مع العراق.

*العراق في العقلية الأمريكية
وأشارت الصحيفة إلى أن صناع القرار الأمريكيين حاولوا في السابق الإجابة على هذا التساؤل استنادا إلى منظورهم للعراق، وما يلعبه من دور في "العقلية الأمريكية "، ففي عهد الرئيس صدّام حسين، كان العراق بالنسبة لواشنطن "دولة منبوذة" خاضعة للعقوبات وعدواً عازماً على استخدام أسلحة الدمار الشامل.

وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والإطاحة بالنظام، أصبح العراق بالنسبة للأمريكيين "تجربة لبناء دولة"، وشريكاً فاتراً في الحرب ضد الإرهاب، ودمية تسيطر عليها إيران، أما الآن فقد كلفت إدارة الرئيس بايدن نفسها بمهمة تتجاوز هذا "الإرث المتغير" وصولا لتطبيع دائم ونهائي مع العراق.

وأشار التقرير إلى أن دور القوات الأمريكية المتمركزة حاليا في العراق، والتي يبلغ عددها نحو ألفي جندي أمريكي، يتركز على التدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية. كما يشن الجيش الأمريكي حملات ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا بالتعاون مع شركاء محليين، بما في ذلك 313 عملية من هذا القبيل عام 2022.

ورجح التقرير أن يستمر الاتفاق والدعم الفني والمشورة بين الولايات المتحدة والعراق، لكنه شدد على أن "الاستقلال النهائي" المنشود للجيش العراقي، وخاصة قوات النخبة في الميدان، يتطلب تنسيقاً أفضل بين قوات الأمن العراقية المنتشرة، والتي غالباً ما تتنافس بدلاً من التعاون.

وأشار التقرير إلى أن أحد العوامل التي تعقّد التقدم في العلاقات الأمريكية العراقية هو انتشار الجماعات المسلحة التي تعمل خارج هيكل القيادة الرسمي للجيش العراقي، وفي بعض الحالات تبدو موجهة من قبل إيران.

وقالت المجلة إن مساعدة العراق على تعزيز قدرات دولته هي أفضل طريقة للتحرك نحو علاقة أمريكية عراقية أكثر طبيعية وودية ولخدمة مصالح الشعب العراقي، ولكن دون المساس بأمن الولايات المتحدة.

وتابعت "فورين أفيرز" أن التاريخ الحديث للعلاقات الأمريكية العراقية هو "قصة صراع متكرر"، ففي العقد الذي سبق حرب الخليج الأولى، كان العراق على رادار واشنطن في المقام الأول، باعتباره خصم إيران في حرب مرهقة استمرت ثماني سنوات.

وعندما تم الكشف عن بيع الرئيس السابق رونالد ريغان السري للأسلحة إلى إيران في قضية "إيران كونترا"، جاءت ردود الفعل سلبية، وهو ما دفع واشنطن إلى الانفتاح إلى حد ما على بغداد.

وبعد انتهاء الحرب، أصبح العراق سوقًا رئيسيًا للحبوب من الغرب الأوسط، على الرغم من المخاوف من قيام العراق بتكديس أسلحة الدمار الشامل.

ومع غزو صدام للكويت عام 1990، تحولت بغداد من شريك تجاري للولايات المتحدة إلى "خصم استراتيجي"، حيث شن الرئيس السابق جورج بوش الأب حرباً لتحرير الكويت، على أمل تدمير وحدات النخبة العراقية، وجعله عرضة لثورة داخلية، لكن هذه الخطة لم تنجح.

وواصلت إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون تشجيع المؤامرات ضد صدام، وفي التسعينيات، شنت الولايات المتحدة حربًا اقتصادية على المدنيين العراقيين من خلال فرض العقوبات.

وأخيراً، أطاح غزو الرئيس جورج دبليو بوش عام 2003 بنظام صدام حسين، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب أهلية أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف. ومع استمرار الاحتلال الأمريكي، كافحت إدارة بوش لدعم قيادة عراقية جديدة تتوافق أهدافها مع أهداف واشنطن، لكنه ظل حالة مستمرة من عدم الاستقرار السياسي.

وعندما سحبت إدارة الرئيس باراك أوباما القوات الأمريكية عام 2011، استفادت إيران والمتمردون المتطرفون من حالة العراق غير المستقرة، فقد اخترقت إيران الجماعات الشيعية، وانضم السنة المتضررون إلى ارهابيو "داعش" السوريين للاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي العراقية.

إن مراوغة واشنطن في البداية في مواجهة هذا الهجوم تركت الباب مفتوحاً أمام الجماعات الشيعية في العراق لمواجهة هذا التهديد الجديد، وتعزيز موقفها في هذه العملية.

واعتبر التقرير أن العلاقة ظلت مشحونة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث كان ينظر للعراق من قبل المسؤولين الأمريكيين باعتباره "دمية" بيد إيران، وعاملوا العراق بريبة وازدراء. وقد ركزت واشنطن حتى الآن على التعاون الاقتصادي مع التقليل من أهمية العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق، وهو التحول الذي أصبح ممكناً بفضل التحلل التدريجي لتنظيم "داعش" في السنوات الأخيرة.

العراق دولة صديقة وليست حليفة
والآن، تحوّل إدارة بايدن اهتمامها إلى العنصر العسكري في هذه العلاقة، حيث ستواصل واشنطن تقديم الدعم العسكري للعراق، معتبرة أنه وبدلاً من تقديم "التزامات مفتوحة" تجاه الجيش العراقي، فإنه يجب على واشنطن التركيز على عناصره الأكثر فعالية، مثل جهاز مكافحة الإرهاب. ومع تقدم الولايات المتحدة والعراق نحو إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية، يجب أن يتبع ذلك سحب القوات الأمريكية مع الحفاظ على المساعدات، وهو أمر اعتبر التقرير أنه سيكون صعبا، فالتركيز الحالي على القضايا الاقتصادية والتنسيق والمساعدة العسكرية المتواضعة نسبياً يشير إلى المستقبل المنشود للعراق، كصديق وليس كدولة حليفة للولايات المتحدة.

"شريك متناقض" و "عدو ضمني"
وأشار التقرير إلى وجود بعض الجماعات الشيعية في العراق، والتي تتلقى توجيهاتها من إيران، و"تسامح" الولايات المتحدة مع هذه الوقائع، حيث يرى المتشككون في واشنطن أن استعداد إدارة بايدن للتعايش مع هذا الوضع بدلاً من القضاء عليه عسكرياً، أو جعل المساعدات الأمريكية مشروطة بمحاصرة الجماعات، دليل على الضعف الأمريكي.

ومن وجهة النظر هذه، فإن العراق هو في أحسن الأحوال "شريك متناقض"، وفي أسوأ الأحوال "عدو ضمني"، وبالنظر إلى ذلك وإلى مدى النفوذ الإيراني، فإن العراق لا يمكن أن يكون شريكا إقليميا مستقلا، فالولاءات المتنافسة داخل الجيش العراقي تمثل مشكلة، حيث تعيق الميليشيات الدولة من تعزيز سلطتها بشكل كامل، وعلاوة على ذلك، تستوعب الميليشيات الشباب العاطلين عن العمل الذين قد ينخرطون في أنشطة إجرامية أوعنيفة. ورغم أن الجماعات قد لا تقدم سوى رواتب هزيلة لهم، لكنها تساعد في إبقاء الاقتصاد العراقي الضعيف على قيد الحياة، وإبعاد مجنديها عن المشاكل.

وتشكل الجماعات مصدر إزعاج للأمريكيين وتهديدا لهم، ومصدرا محتملا للتصعيد بين الولايات المتحدة وإيران طالما بقيت القوات الأمريكية في العراق، لكن الحل لهذه المعضلة لا يكمن في محاربة الجماعات بشكل مباشر أو إرغام الحكومة العراقية على كبح جماحها، ولكن عبر تطبيق "الدبلوماسية التقليدية" من خلال تعزيز قدرة الدولة العراقية عبر الوسائل الأبطأ والأكثر استدامة، والمساعدات المستهدفة والتعاون الاقتصادي، وفقا التقرير.

ما الذي تدين به أمريكا للعراق؟
ويشير التقرير إلى أن الولايات المتحدة حولت اهتمامها بالفعل إلى المشاكل الخطيرة الأخرى التي يعاني منها العراق، حيث يتمثل النهج العام للولايات المتحدة في تجاوز المخاوف الأمنية وإعطاء الأولوية للمسائل الاقتصادية والإنسانية الملحة.

وأشار التقرير إلى أن واشنطن تتحمل مسؤولية أخلاقية لمساعدة العراقيين، فعلى مدى 30 عاما، ألحقت الولايات المتحدة أضرارا جسيمة بالعراق، مضيفا أن مساعدة العراق على التعافي من عقود من الصراع، بدلاً من إلقاء اللوم عليه بسبب هيكل الجماعات الذي هو في حد ذاته نتاج الغزو الأمريكي، من شأنه أن يجعل الموقف الإقليمي للولايات المتحدة أكثر أمانًا، ويعزز سمعتها من حيث الموثوقية.
>> تابع قناة السومرية على منصةX 

العراق

امريكا

+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
علناً
Play
الوضع الاقتصادي وتأمين رواتب الموظفين - الحلقة ٤ | الموسم 4
15:30 | 2025-05-08
Play
الوضع الاقتصادي وتأمين رواتب الموظفين - الحلقة ٤ | الموسم 4
15:30 | 2025-05-08
Celebrity
Play
الممثلة زينب علي - الحلقة ٥ | الموسم 4
15:10 | 2025-05-08
Play
الممثلة زينب علي - الحلقة ٥ | الموسم 4
15:10 | 2025-05-08
اسرار الفلك
Play
اسرار الفلك مع جاكلين عقيقي | من ١٠ الى ١٦ أيار ٢٠٢٥ | 2025
13:00 | 2025-05-08
Play
اسرار الفلك مع جاكلين عقيقي | من ١٠ الى ١٦ أيار ٢٠٢٥ | 2025
13:00 | 2025-05-08
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٨ آيار ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-05-08
Play
نشرة ٨ آيار ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-05-08
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 08-05-2025 | 2025
12:30 | 2025-05-08
Play
العراق في دقيقة 08-05-2025 | 2025
12:30 | 2025-05-08
Live Talk
Play
المرأة المطلقة.. مهانة أم محرّرة؟ - الحلقة ٢٥ | 2025
10:30 | 2025-05-08
Play
المرأة المطلقة.. مهانة أم محرّرة؟ - الحلقة ٢٥ | 2025
10:30 | 2025-05-08
ناس وناس
Play
سوق القادسية النجف - الحلقة ٢٥ | الموسم 8
05:00 | 2025-05-08
Play
سوق القادسية النجف - الحلقة ٢٥ | الموسم 8
05:00 | 2025-05-08
مايك السومرية
Play
دزدمونة - الحلقة ٥ | season 1
15:10 | 2025-05-07
Play
دزدمونة - الحلقة ٥ | season 1
15:10 | 2025-05-07
استديو Noon
Play
الخصوصية 7-5-2025 | 2025
07:00 | 2025-05-07
Play
الخصوصية 7-5-2025 | 2025
07:00 | 2025-05-07
طل الصباح
Play
انت وين؟ شراح اسوي؟ 7-5-2025 | 2025
00:30 | 2025-05-07
Play
انت وين؟ شراح اسوي؟ 7-5-2025 | 2025
00:30 | 2025-05-07
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
الهند تتخذ إجراء تثير مخاوف باكستان وتحذير من فيضانات
03:37 | 2025-05-09
اعتبارا من حزيران المقبل.. لا وجود للمتحولين جنسيا في القوات الامريكية
03:33 | 2025-05-09
بالفيديو.. باكستان تأسر طيارا هنديا
03:28 | 2025-05-09
تغيير اسم "الخليج الفارسي" يثير انتقادات ايرانية.. وترامب يعلق
03:11 | 2025-05-09
"الاخبار" تكشف طبيعة المساعدات العراقية الى لبنان والمشاركة في إعادة الاعمار
02:59 | 2025-05-09
"زُعم انه يوثق حادثة اعتداء في العراق".. ما قصة فيديو المعلم والتلميذ؟
02:38 | 2025-05-09

أبراج

على السومرية

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية