بعد التوترات الأخيرة بين الهند وباكستان.. حديث عن دور الصين

تصاعدت التوترات بين الهند وباكستان إلى مستويات غير مسبوقة في أعقاب الهجوم الأخير الذي وقع في كشمير.

ومنذ الهجوم الذي وقع في 22 نيسان في وادي بايساران، بالقرب من باهالغام في جامو وكشمير، أدى تبادل إطلاق النار اليومي على طول خط السيطرة إلى تعميق الأزمة.

واتسم رد دول عدة منها الصين على الحادث بالاعتدال، ففي البداية، أعربت بكين عن "تعاطفها الصادق" وأدانت العنف، مع أنها امتنعت عن تسمية باكستان صراحةً، وفي وقت لاحق، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، موقف بكين، قائلاً: "تأمل الصين أن تمارس الهند وباكستان ضبط النفس، وأن تعملا في الاتجاه نفسه، وأن تعالجا الخلافات ذات الصلة بشكل سليم من خلال الحوار والتشاور، وأن تتعاونا في دعم السلام والاستقرار في المنطقة".

وتتمتع الصين وباكستان بشراكة راسخة، وكثيراً ما تُشيران إلى بعضهما البعض بـ"الصديقين في جميع الأحوال"، يتجذر تحالفهما في أهداف استراتيجية مشتركة، تهدف في المقام الأول إلى موازنة النفوذ الهندي وتعزيز التعاون الاقتصادي، لا سيما من خلال مشاريع طموحة مثل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

ويواصل هذا التحالف الراسخ تشكيل المثلث الجيوسياسي الدقيق والمليء بالصراعات بين الهند وباكستان والصين، وتكتسب جامو وكشمير، التي لطالما كانت بؤرة توتر بين الهند وباكستان، وزنًا جيوسياسيًا أكبر نظرًا لقربها من الحدود الغربية للصين.

وأدى الوضع المتوتر مع الهند إلى زيادة التعاون الدبلوماسي بين الصين وباكستان، ففي 27 نيسان، تحدث نائب رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية، إسحاق دار، مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي لإطلاعه على تصاعد التوترات.

وأكد وانغ موقف باكستان الداعي إلى تحقيق محايد في الهجوم، وأكد وانغ مجدداً تحالف بكين الراسخ، وأعلن أن الصين تتفهم تماماً المخاوف الأمنية الباكستانية، وتظل ملتزمة بدعم سيادتها.

وفي اليوم التالي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جياكون، رداً على سؤال، إن الصين ترحب بجميع الإجراءات الرامية إلى "تهدئة" الوضع الراهن بين الهند وباكستان، بما في ذلك إجراء "تحقيق سريع وعادل" في الهجوم.