باكستان.. تحذير من مواجهة عسكرية في بلوشستان

شهد إقليم بلوشستان تطورين متزامنين في ظل سياسة "الدولة الصارمة" التي ينتهجها الجيش الباكستاني.

وأقرّ مجلس بلوشستان قانون مكافحة الإرهاب (تعديل بلوشستان) لعام 2025، ويمنح وكالات إنفاذ القانون صلاحيات واسعة لاحتجاز الأفراد لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر دون توجيه تهم رسمية.

وصدر مؤخرًا باللغة الفارسية، كتيب من 12 صفحة، عن تنظيم داعش في خراسان، وأصدر التنظيم تحذيرًا للمسلحين القوميين البلوش، متهمًا إياهم بالخيانة والتواطؤ مع الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية والسلطات الباكستانية.

وصعّد تنظيم داعش - خراسان الأمور بإصداره بيانًا صوتيًا يعلن فيه رسميًا الحرب على المتمردين البلوش، ويُظهر هذان التطوران عزم الجيش على قمع التمرد البلوشي قانونيًا ومن خلال وكلائه الإرهابيين "الموثوقين".

وأعربت العديد من جماعات حقوق الإنسان والسياسيين المحليين في باكستان عن مخاوفهم بشأن سياسة "الدولة الصارمة" الجديدة في بلوشستان، والتي أطلقت مرحلة جديدة من التمرد المسلح والعنف المدعوم من الجيش في المنطقة.

وأعرب السيناتور السابق والزعيم القومي البشتوني أفراسياب ختك عن قلقه بشأن التطورات الأخيرة في بلوشستان، ودعا الدولة الباكستانية إلى تفسير النفوذ المتزايد لداعش-خراسان في أعقاب التهديدات التي أصدرتها الجماعة ضد المجتمعات البلوشية والجماعات المؤيدة للاستقلال.

وحذر ختك من أن وجود داعش-خراسان يثير ذكريات أنشطة القاعدة في المنطقة قبل عقدين من الزمن وطالب بالشفافية من أجهزة المخابرات والأمن الباكستانية بشأن السماح للجماعة الإرهابية بالعمل بحرية في بلوشستان. إنها علامة واضحة على أن الجيش الباكستاني يلعب لعبة خطيرة باستخدام جماعة إرهابية معترف بها دوليًا ضد الجماعات المتمردة البلوشية المحلية لزعزعة استقرار المقاطعة الغنية بالمعادن بمساعدة من الصين.

وردّ السفير الأمريكي السابق لدى أفغانستان والمبعوث الخاص، زلماي خليل زاد، بشدة على التطورات في بلوشستان، وصرح بأن تنظيم داعش - خراسان وقوات الأمن الباكستانية يبدو الآن متحالفين ضد الجماعات القومية البلوشية، وهو تحول وصفه بأنه نقطة تحول خطيرة في ديناميكيات القوة في المنطقة.

وحذّر خليل زاد المجتمع الدولي من أن العلاقة المتطورة بين المنظمات المتطرفة والقوات الحكومية في بلوشستان قد تكون لها آثار وخيمة على السلام والاستقرار الإقليميين.