وبحسب وكالة "رويترز" أشار المصدران إلى أن
إسرائيل قد تتحرك منفردة قبل انتهاء المهلة، وذلك وسط استمرار الجدل داخل فريق
ترامب حول مدى تدخل
واشنطن.
وكشف المصدران أن إسرائيل نقلت مخاوفها للمسؤولين الأمريكيين خلال اتصال هاتفي متوتر يوم الخميس، حيث أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن عدم استعدادهم لانتظار المهلة التي أعلنها ترامب لاتخاذ قرار بالتدخل في الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، وفقا للمصدرين اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما. ووفقا لمصدر أمني، ضمت القائمة الإسرائيلية في الاتصال
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير.
وأوضح المصدران أن إسرائيل ترى أن لديها نافذة فرص ضيقة لضرب منشأة فوردو المحصنة تحت
الجبل والتي تمثل جوهر البرنامج النووي الإيراني، علماً أن
الولايات المتحدة تمتلك القنابل الاختراقية الوحيدة القادرة على استهداف الموقع.
وفي سياق متصل، أفادت "رويترز" بنقل واشنطن قاذفات بي-2 إلى جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، مما يعزز احتمالات مشاركتها مباشرة في أي هجوم. وتستطيع هذه القاذفات حمل القنبلة الأمريكية "جي بي يو-57" العالية الاختراق بوزن 30 ألف رطل والمصممة لتدمير الأهداف التحترضية على شاكلة "فوردو".
كما أكد مصدر مطلع في واشنطن أن إسرائيل أبلغت
الإدارة الأمريكية اعتقادها بأن مهلة الأسبوعين طويلة جدا وتتطلب تحركا أكثر إلحاحا، دون توضيح ما إذا تمت هذه المناقشة خلال الاتصال الرفيع المستوى.
ووفقا للمصادر، عارض نائب الرئيس جي دي فانس خلال المكالمة التدخل المباشر للولايات المتحدة محذرا من جر البلاد إلى الحرب، بينما شارك
وزير الدفاع بيت هيغسيث في المحادثة، دون إمكانية تحديد كافة المشاركين. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد أشارت سابقا لحدوث الاتصال يوم الخميس.
وأثارت احتمالات ضربة أمريكية ضد
إيران انقسامات بين مؤيدي ترامب، حيث دعا بعض أعضاء قاعدته إلى عدم التورط في حرب شرق أوسطية جديدة، بينما دافع فانس عن موقف ترامب أمام منتقديه الجمهوريين الذين يطالبون بالحياد. في المقابل، دعا جمهوريون آخرون مثل السناتور ليندسي غراهام إلى مساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني.
ويواجه ترامب - الذي حمل شعار عدم التورط في حروب خارجية "غبية" - حيرة بين الانضمام للهجوم الإسرائيلي أو التركيز على المسار الدبلوماسي، رغم تصاعد خطابه العدائي تجاه إيران مؤخرا.
وبينما لم يستبعد نتنياهو علنا ضربة إسرائيلية منفردة ضد "فوردو" دون تفاصيل، أشارت أربعة مصادر إلى تزايد احتمالات عملية عسكرية منفردة، حيث تتفوق إسرائيل جويا على معظم الأراضي الإيرانية مما يجعل العملية ممكنة رغم مخاطرها. وأضاف مصدر أن التكاليف الباهظة للحرب تدفع إسرائيل للاستفادة من زخمها الحالي خلال الوقت المحدود.
ولم يتضح ما إذا كانت العملية ستشمل قصفا أو قوات برية أو كلا الأمرين، حيث أشار مصدران إلى احتمال إلحاق أضرار جسيمة بالمنشأة بدلا من تدميرها بالكامل، بينما توقع محللون هجوما بقوات خاصة لتدميرها من الداخل. كما يدرس مخططون إسرائيليون - وفق مصدر - إسقاط ذخائر متتالية لاختراق الموقع المحصن على غرار اغتيال زعيم حزب
الله حسن نصر الله العام الماضي، يليها اقتحام
القوات الخاصة.
ويشكك خبراء عسكريون ونوويون في امتلاك إسرائيل ذخائر قادرة على اختراق منشأة "فوردو" المحصنة دون مساعدة أمريكية، كما يعتقدون أن أي ضربة - حتى تلك المشتركة - لن تؤدي لسوى تأخير مؤقت للبرنامج الذي يخشى الغرب من توجهه لصنع قنابل ذرية رغم نفي إيران.