السومرية نيوز/
البصرة
أعلنت
الشركة العامة للموانئ التي يقع مقرها في
محافظة البصرة، الاثنين، إنتشال ناقلة وقود كانت غارقة قرب أحد أرصفة ميناء
خور الزبير التجاري، وذلك باستخدام رافعة بحرية ضخمة تمتلكها الشركة منذ العام الماضي.
وقال مدير
قسم الإعلام والعلاقات العامة في الشركة أنمار
عبد المنعم الصافي في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "قسم الإنقاذ
البحري في الشركة تمكن بعد جهود مضنية من انتشال وتعويم ناقلة الوقود العراقية (دوكان)، والتي كانت غارقة منذ بضعة أسابيع قرب أحد أرصفة ميناء خور
الزبير التجاري"، مبيناً أن "عملية الإنتشال تم تنفيذها باستخدام الرافعة البحرية الضخمة (أباذر) التي تصل قدرتها على الرفع الى 2000 طن".
ولفت الصافي الى أن "الناقلة البحرية التي كانت غارقة يبلغ وزنها 1000 طن، وطولها 60 متراً، وعرضها 10 أمتار"، مضيفاً أن "إنتشال الناقلة يعزز من انسيابية الملاحة البحرية قرب
الميناء الذي ينطوي على أهمية كبيرة".
وتعد مشكلة القطع البحرية الغارقة وتردي أعماق بعض القنوات الملاحية بفعل تراكم الترسبات الطينية، من أبرز التحديات التي واجهتها
الشركة العامة للموانئ بعد عام 2003، وأكثر تلك الغوارق توجد في
شط العرب الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات ويصب في
الخليج العربي بعد أن يقطع محافظة البصرة من شمالها الى أقصى جنوبها، ورغم ان الشركة نجحت بانتشال عشرات الغوارق، وأنفقت ملايين الدولارات على إعادة حفر القنوات الملاحية وتأثيثها بالعوامات الإرشادية، إلا أن شركات التأمين العالمية مازالت تحدد مبالغ كبيرة نسبياً كقيم تأمين على السفن التجارية التي تقصد الموانئ العراقية، وهي موانئ
أم قصر الشمالي والجنوبي وأبو فلوس والمعقل وخور الزبير.
يذكر أن أكبر قطعة بحرية كانت غارقة في القنوات الملاحية المؤدية إلى الموانئ العراقية وتم انتشالها بعد عام 2003 هي الحفارة البحرية فلسطين، والتي تزن 2780 طناً، وكانت غارقة في قناة
خور عبد الله المؤدية الى موانئ
أم قصر الشمالي والجنوبي وخور الزبير، ونفذت عملية الإنتشال عام 2010 بجهد مشترك بين الشركة العامة للموانئ وإحدى الشركات التركية المتخصصة في مجال الإنقاذ البحري وانتشال الغوارق.
يشار الى أن الشركة العامة للموانئ إضطرت خلال الأعوام السابقة الى إبرام عقود مع شركات أجنبية ومحلية لغرض تخليص مسارات مرور البواخر من السفن والزوارق الغارقة من جراء قصفها خلال الحروب، ولاسيما حرب
الخليج الأولى (1980-1988)، ومعظم تلك الشركات كانت تقوم بتقطيع القطع البحرية الكبيرة الغارقة الى عدة أجزاء وهي تحت الماء لتسهيل عملية إنتشالها كون الرافعات البحرية التي تستخدمها غير مؤهلة لرفعها من دون تقطيعها الى أجزاء وإزاحة كميات الأطيان المتراكمة فوقها، ومن أبرز تلك الشركات شركة (KS) التركية المتخصصة في الإنقاذ البحري، والتي استقدمت الى
العراق رافعة ضخمة نسبياً تبلغ قدرتها على الرفع 1500 طن، ثم استغنت الشركة العامة للموانئ عن خدمات تلك الشركة وغيرها بعد امتلاكها في العام الماضي الرافعة البحرية (اباذر)، والتي تعد واحدة من أكبر وأحدث الرافعات البحرية في منطقة الخليج، وقد تم تصنيعها لصالح العراق في
كوريا الجنوبية بتمويل من القرض الياباني.