بقلم نورا
الزبيدي
سارة البياتي ( 20 عاما) هي الاولى على مستوى
العراق التي تميزت بممارسة فن sfx وهو اختصار لكلمة (special effects )، وأحد الركائز الأساسية في انتاج افلام الرعب والأكشن. يعتمد هذا الفن على صنع التاثيرات الخاصة والميكاب السينمائي مثل الجروح والكدمات التي توجد في افلام الرعب.
عدى انشغالها بهذه الموهبة، سارة هي حاليا طالبة بكلية القانون في
جامعة كركوك (المرحلة الثالثة).
كيف اكتشفت موهبتك؟
منذ عام تقريبا، شاهدت برنامج the Face offالخاص بالمواهب والذي يعرض على قناة ال mbc4 ، فحاولت ان اصنع أيدي مجروحة وكدمات وارسلتها لصديقاتي، فاعتقدوا أني بالفعل مجروحة. ومن هنا بدأت اكتشف موهبتي في فن sfx . كانت تلك التجربة أول عمل لي وبعدها طورت موهبتي من خلال مشاهدة بعض الافلام التي تحتوي على هذه المشاهد وبدأت ابحث عن ادوات مناسبة للعمل من الاشياء المنزلية والمواد الموجودة في السوق. ولم تفتني مشاهدة جروح العمليات الحقيقية كي اتمكن من صنع رسوماتي بدقة.
ماهو الدافع الذي جعلك تمضين في فن sfx؟
التحدي الاكبر الذي شجعني للتواصل في هذا العمل أنني أول امراة في العراق تمارس هذا الفن، فغالبا ما تكون هذه المواهب حكرا على الرجل، على اساس انه قادر على تخطي الخوف بعكس المراة التي تُعتبر ضعيفة ولا تتحمل مناظر الجروح والدم. كان هذا الدافع الاقوى لاستمر وأطور موهبتي، بالاضافة الى اني اردت ان ابرهن ان المراة تملك الاصرار والتحدي واذا عقدت العزم على أمر نفذته.
موهبتك هل نالت استحسان ودعم اسرتك واصدقائك؟
بصراحة واجهت العديد من الإنتقادات. أبي كان في بادئ الامر يشجعني، لكنه لاحقا انضم إلى موقف أمي واخواتي اللواتي كن يخفن من رسوماتي. كانت امي تقول ان اوضاع العراق فيها ما يكفي من مشاهد القتل والدماء. لكن أكثر الداعمين لي كانوا اصدقائي الذين كان لهم دور مهم في تشجيعي والوقوف الى جانبي.
ماهي الادوات التي تستخدمينها في فنك؟
لأوفر أبسط الادوات التي احتاجها، اضطررت احيانا لسرقة بعض اغراض المطبخ مثل الطحين و"الاسبكتي" لصنع الشرايين والفازلين لصنع المعجون الخاص برقع الجروح والعصير المركز وبعض من مكياجي الخاص واحيانا آخذ اشياء من اغراض أختي.
هل ستكملين مشوارك والى ماذا تسعين؟
رغم كل شيء سأواصل مشواري وسأحقق طموحاتي لممارسة فني.
عندي معرض خاص بي في غرفتي. وانا اسعى لعمل معرض كبير خاص باعمالي وصنع فلم قصير يبين موهبتي.
هل حاولت ان تعلمي غيرك هذا الفن؟ وهل هناك غيرك من يملك هذه الموهبة في العراق؟
نعم، فخير الناس من نفع الناس! لقد علمت الكثير من الاصدقاء في
كركوك وخارجها، بالاضافة الى انني انشر دروسا تعلمية عن اساسيات هذا الفن، من خلال موقعي في "الانستكرام" وعندي
قناة يوتيوب خاصة بذلك ولكن هناك اسرار تتعلق بعملي حافظت على سريتها كونها "سر المهنة"، خوفا من تقليدها.
لا أعتقد أن هناك فنانين عراقيين في هذا المجال لاني متابعة جيدة لهذا الامر، علما ان اغلب العاملين بهذا الفن هنا هم من الاجانب.
هل اتصلت بمخرجين لتعرفيهم على امكانياتك؟
بسبب عدم وجود الدعم والتشجيع الكافيين في البيت، لم احاول الاتصال بأحد، كما أنني لا أعرف أي احد من المخرجين كوني بعيدة عن مجال الاخراج والتمثيل ولم اكن اتوقع ان اعمالي ستخرج من اطار الهواية الى الفن الاحترافي.
هل هناك حاجة في السوق العراقية سواء في المسلسلات او الافلام لهذا النوع من الفن الذي تقدميه؟
بالتاكيد هناك حاجة لهذا النوع من الفن في الافلام والمسلسلات ولكن للاسف غالبا ما يستعين المخرجون بكوادر من الخارج. ولكن اذا توفرت كفاءات محلية، فلن تكون هناك حاجة لكوادر غير عراقية تطلب كلفة خيالية، بينما الخبرات المحلية يكون عملها أدق وبكلفة أقل.
كيف تقيمين الاهتمام بالمواهب في العراق؟
بصراحة لا يوجد اهتمام كاف بالمواهب وخاصة الشبابية. نتمنى ان يكون هناك تقدير لمواهبنا وهذا من واجب الجهات المسؤولة بالعراق. فلدينا الكثير من المواهب الوطنية يمكن الاستعانة بها، بدل ان يستعينوا باشخاص من خارج البلد. أغلب الدول تعتني بمواهب شبابها وتطورها الا اننا نفتقر لهذا الاهتمام.
كيف تنوين ان تطوري موهبتك؟
عندي افكار كثيرة جدا وامكانيات عالية استطيع من خلالها صناعة الكثير من الاشياء الغريبة والفريدة والجملية. لكن كل ذلك يعتمد على الادوات فاذا حصلت عليها سأطور نفسي بنفسي. ولكني ساعمل بما متوفر عندي من ادوات منزلية تنفع لاختراع الافكار وتطبيقها.
من هو جمهور سارة
البياتي؟
حقيقة لا أعلم اذا كنت قد وصلت الى مكانة معينة او قدمت عملا استطيع من خلاله معرفة جمهوري الخاص لكن هناك عدد من المعجبين باعمالي. أطمح الى ان اوجه اعمالي للسينما العراقية للنهوض بها.