60% من المقيمين غادروا البلد خلال عامين.. لماذا أصبحت تركيا "طاردة" للعراقيين؟

وأعلنت وسائل اعلام تركية اليوم الاحد، توقيع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مرسوماً رئاسياً يقضي بإعفاء مواطني 6 بلدان من تأشيرة الدخول خلال زياراتهم لأغراض سياحية، وتضمنت البلدان الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والإمارات، والبحرين، والسعودية، وسلطنة عمان، واعفاءهم من تأشيرة دخول تركيا في الزيارات ذات الأغراض السياحية.

ويشمل قرار الإعفاء مواطني الدول المذكورة من حملة جواز السفر العادي، على أن تمنح التأشيرة هذه لـ 90 يوماً في كلّ 180 يوما.

لكن، ربما لا يعد القرار التركي الأخير امرا غريبا، حيث يأتي في سياق التقارير والأرقام والمعلومات الواردة من تركيا حول مدى تحول هذا البلد الى "طارد للعراقيين"، فأعداد العراقيين المغادرين خلال 2022 من تركيا، هو اكبر عدد مسجل من المغادرين من جنسية واحدة.

يظهر جهاز الإحصاء التركي والذي تابعته "السومرية نيوز"، أن عدد العراقيين المقيمين في تركيا كان في سياق تصاعدي منذ عام 2012، حيث بلغ عدد العراقيين المقيمين في تركيا حينها اكثر من 19 الف مقيم، واستمر العدد بالتصاعد سنويا حتى وصل في 2019 إلى اكثر من 313 الف ساكن في تركيا.
وفي 2020 سجل عدد المقيمين اول انخفاض طوال العقد الماضي، حيث انخفض عدد العراقيين المقيمين في تركيا الى 281 الف ساكن، أي بانخفاض قدره اكثر من 32 الف ساكن، ومن ثم عاد الرقم للارتفاع في 2021 الى اكثر من 322 الف ساكن.

 

لكن في 2022 تم تسجيل اكبر انخفاض بعدد العراقيين المقيمين في تركيا، الى 275 الف ساكن، بنقص اكثر من 47 الف ساكن وهو أكبر انخفاض مسجل في عدد العراقيين في تركيا منذ عام 2012.

 

وبحسب الأمم المتحدة فان عدد المهاجرين العراقيين اكثر من 750 الف مهاجر مايعني ان نحو 37% من العراقيين المهاجرين يقطنون في تركيا، ومن جانب اخر فأن عدد السكان الأجانب في تركيا يبلغ مليون و823 الف مقيم، مايعني ان اكثر من 15% من المقيمين الأجانب في تركيا هم عراقيون.

وبينما بلغ عدد العراقيين في تركيا 275 الف في 2022، بلغ عددهم حتى نهاية 2023 اجمالا اكثر 190 الف، بانخفاض قدره 85 ألف مقيم، أي بنسبة انخفاض بلغت 30%، بحسب تقارير ادارة الهجرة التركية التي تابعتها "السومرية نيوز".

 

ولو يتم حسابها اجمالا، فأن عدد العراقيين المقيمين في تركيا انخفض من 2021 الى 2023 بنسبة 60%، وهو مايعكس حجم مغادرة العراقيين لتركيا مع تضييق وتشديد الإجراءات التركية تجاه العراقيين، والسوريين كذلك، من قبيل تعقيد مسألة الحصول على الإقامة واعتقال وتسفير الأشخاص الذين تنتهي رخص اقامتهم.

وتشير المعلومات والتقارير الى ان أسباب التضييق جاء بسبب الازمة الاقتصادية، حيث يعتبر الاتراك ان العراقيين والسوريين ضيقوا عليهم فرص العمل وكذلك تسببوا بالتضخم وارتفاع الأسعار، ولاسيما القدرة الشرائية الكبيرة للمهاجرين من العراقيين وغيرهم من الجنسيات.