أعلنت وزارة النقل، الأربعاء، عن تسلم العراق 78 قطعة أثرية من السلطات اللبنانية كانت مهربة إلى هناك .
السومرية نيوز/ بغداد
أعلنت وزارة النقل، الأربعاء، عن تسلم العراق
78 قطعة أثرية من السلطات اللبنانية كانت مهربة إلى هناك .
وقالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم، وتلقت
"السومرية نيوز" نسخة منه، إن "العراق تسلم 78 قطعة أثرية موضوعة
في سبعة صناديق كانت مهربة إلى لبنان"، مشيرة إلى أن "هذه القطع وصلت إلى
مطار بغداد الدولي اليوم على متن طائرة مؤجرة للخطوط الجوية العراقية قادمة من
بيروت".
وأضافت الوزارة أن "ممثلين عن وزارة
الخارجية تسلموا الآثار العراقية"، من دون أن تذكر معلومات أكثر عن طبيعة هذه
الآثار والحقب الزمنية التي تعود إليها أو الجهة المسؤولة عن تهريبها.
وكان وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر الحمود
قال خلال مؤتمر صحافي في (30 من كانون الثاني 2012)، إن هنالك الآلاف من الآثار
الفنية واللوحات والوثائق والمنحوتات العراقية المسروقة أو المهربة التي تنتظر
جهوداً لاستعادتها، معتبراً أن الآثار العراقية تعرضت "لأبشع عمليات
تهريب".
في حين قالت مديرة المتحف الوطني أميرة عيدان
في المؤتمر ذاته، إن الآثار المستردة رفعت عدد القطع الأثرية التي تم استردادها
إلى 115 ألف قطعة من داخل العراق وخارجه، مضيفة أن استعادة القطع الأثرية يعد
"انجازاً مهماً وأكثر قداسة".
وتعرضت الآثار العراقية لأوسع عملية نهب في سنة
2003 عقب الحرب الأميركية على العراق، مما أدى إلى اختفاء الآلاف من القطع الأثرية
التي لا تقدر بثمن، من المتحف الوطني بالعاصمة بغداد ومواقع أخرى في أنحاء البلاد،
واستعاد العراق مطلع العام 2010 الماضي نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة
كانت ضمن قطع كثيرة هربت في مختلف الأوقات بصورة غير شرعية، وقد تم بيع أسطوانات
تعود للحضارة السومرية، 3150 سنة قبل الميلاد، في مزاد كريستي العلني في ولاية
نيويورك كانت سرقت في أعقاب حرب الخليج الأولى سنة 1991، كما تم رصد عمليات تهريب
للآثار من المتحف الوطني خلال سنة 2008 أشار إليها تقرير لديوان الرقابة المالية
آنذاك، علماً أن عمليات التهريب ما تزال قائمة لاسيما في المناطق النائية التي
تفتقر إلى الحماية الحكومية.
وكانت الحكومة العراقية قد طالبت في مناسبات
عدة، المنظمات المدنية والدولية بإعادة الآثار العراقية المسروقة عند التعرف عليها
في أي مكان في العالم، إذ بادرت العديد من الدول بإعادة القطع الأثرية المسروقة من
العراق.
وكان المتحدث باسم وزارة السياحة عبد الزهرة
الطالقاني، قال في تصريحات إعلامية، في (23 من تشرين الثاني 2011)، إن سوريا كانت
من أول الدول التي استجابت لتلك الدعوات العراقية، إذ أعادت 701 قطعة في نيسان 2008،
ومن ثم تلاها العديد من الدول العربية والأوربية، مضيفاً أن هذا التعاون أسهم في
عودة الآلاف من القطع المفقودة، ومنها استعادة 1133 قطعة أثرية نهاية عام 2010، عن
طريق الولايات المتحدة الأميركية بوجبتين، ضمت الأولى 633 قطعة، والثانية 500
قطعة.
كما أعلنت وزارة الثقافة العراقية، في
شباط 2012، عن سعيها لإطلاق حملة عالمية واسعة لاستعادة الآثار العراقية المسروقة،
بالتنسيق مع وزارة الخارجية والوزارات المعنية الأخرى، مؤكدة أن هناك جهات محلية
ودولية متورطة في عملية سرقة الوثائق والأرشيف العراقي.
وأكدت أن التحرك العراقي سيتم عبر عدة محاور
بينها إرسال وفود حكومية إلى عدد من دول العالم التي ما تزال تماطل في إعادة القطع
الأثرية المسروقة للعراق, ومفاتحة سفارات العراق وقنصلياته في دول أخرى لمفاتحة
حكوماتها للغرض نفسه، مشددة على أن الحق العراقي في هذه القضية يستند إلى موقف دولي
ضمن إطار قرارات مجلس الأمن الدولي التي دعت دول العالم إلى مساعدة العراق في
جهوده لاستعادة آثاره المسروقة.
يذكر أن المتحف العراقي يعتبر أحد أقدم المتاحف
في منطقة الشرق الأوسط، إذ افتتح عام 1966 ويحتوي على مجموعات أثرية نادرة من
حضارة وادي الرافدين تبلغ ما يقارب من 200 ألف قطعة، وقد تعرض المتحف الوطني
العراقي للسلب والنهب عقب دخول قوات التحالف إلى بغداد عام 2003.