السومرية نيوز/
نينوى
بعد الاستهداف الأخير الذي طال شارع
النجفي المتخصص ببيع الكتب والقرطاسية وسط مدينة
الموصل، وراح ضحيته
ثمانية قتلى و51 جريحا، بات الموصليون يتخوفون من التجوال في
مركز المدينة وبالأخص الأسواق القديمة.
عقيل عادل في العقد الرابع من العمر، يعمل حمالا في أسواق الموصل، يقول في حديث لـ"
السومرية نيوز"، "بعد أحداث شارع النجفي أصبحت أتخوف من العمل في الأسواق المزدحمة خشية وقوع حادث مماثل".
ويشير "أصبحت أتجنب العمل في الأماكن المزدحمة لأضمن عودتي سالماً إلى عائلتي"، مضيفاً "منظر الدم والجرحى والجثث ما زال ماثلاً أمامي رغم مرور أيام على الحادث".؟
وشهد شارع النجفي المتخصص ببيع الكتب والقرطاسية وسط مدينة الموصل، مساء الأربعاء (25 أيلول 2013)، تفجير عربة مفخخة لبيع العصير أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 51 آخرين.
أما أبو علي (37 عاماً)، صاحب محل لبيع الملابس الرجالية وسط مدينة الموصل، فيعتبر تفجير شارع النجفي "درساً يجب أن نتعلمه"، موضحاً "يجب أن نتعلم من أخطائنا، فبعد حادثة شارع النجفي قررت أن لا أسمح لأي شخص أن يركن عربته أو سيارته أمام محلي أو بالقرب منه".
ولا يكتفي أبو علي بذلك بل أنه بحسب ما يقول يراقب كل من يحاول رمي أي شيء على الأرض "ليس خشية من
الموت فالكل يموت ولكن حرصاً على سلامتي وسلامة الآخرين من هؤلاء القتلة الذيت يفتكون بالناس دون ذنب أو سبب".
فيما اعتبر المحلل السياسي
عبد الجبار الجبوري، في حديث لـ"السومرية نيوز" ان ما تشهده مدينة الموصل وعموم مناطق
محافظة نينوى من "خروق أمنية وعمليات قتل وتفجير وتهجير ما هي إلا بسبب الخطط الأمنية الفاشلة".
ويرى الجبوري أن عدم مساءلة الضباط المسؤولين عن الأماكن التي تشهد خروق أمنية متكررة "يسهم في استفحال فقدان الأمن وسيطرة المسلحين والميليشيات على أجواء المدينة".
ويلفت إلى أن "أغلب الخطط تعتمد على الاعتقال العشوائي دون وجود قواعد بيانات، والإكثار من السيطرات دون فائدة، وغلق الطرق الرئيسة لضرورات أمنية، ما جعل من الموصل مدينة شبه محاصرة، إضافة إلى رؤية الجيش في كل مكان".
ويتساءل الجبوري "على الرغم من هذا الانتشار الأمني المكثف الخروق مستمرة طيب أين دور هذه القوات".
ويشير إلى أن "الاعتماد على الجزء الاستخباري أهم من نشر القطعات والعجلات في الشوارع، وكذلك استخدام أجهزة حقيقية لكشف المتفجرات، إلى جانب نصب
كاميرات للمراقبة، هذا ما سيسهم في فرض الأمن".
من جانبه، يقول الإعلامي فاضل الحديدي، في حديثه لـ"السومرية نيوز"، إن "المواطن في نينوى بات يفضل الأمان خارج بلاده على البقاء بانتظار المجهول الذي يدخل عليه منزله ليقتله، فيوميا نسمع عن مقتل أناس داخل منازلهم وآخرين يتم تفجير منازلهم والبعض الأخر يقتل بتفجير عبوة داخل سوق شعبية أو لاصقة في سيارته".
ويعتقد الحديدي أن "المواطن بات غير آمن لا في داره ولا في عمله ولا في سيارته ولا في الشارع، لذا فأغلبهم يذهب إلى
إقليم كردستان أو خارج البلاد بحثا عن أمن نفسه وعائلته".
محافظ نينوى أثيل النجيفي، يرى في تفجير شارع النجفي رسالة موجهة إلى الشرطة المحلية في المحافظة، إذ يقول "استهداف شارع النجفي بهكذا عمل إجرامي لم يحصل منذ سنوات طويلة، يحمل رسالة يجب أن تفهم الشرطة المحلية ماهيتها".
ويوضح في بيان صحفي تلقت "السومرية نيوز" نسخة منه، أن "هذا الخرق الأمني طال مركز المدينة وبالأخص الأسواق القديمة، وذلك بالتزامن مع غياب مدير شرطة المركز العقيد
عبد الباسط الخطابي المسؤول عن أمن هذه الأسواق ومركز المدينة حيث فوجئنا بإيداعه التوقيف حسب أوامر صادرة من
بغداد دون علم حكومة نينوى".
ويؤكد النجيفي أن "مركز المدينة والأسواق لم تشهد أي خروق بهذا الحجم طيلة فترة وجود الخطابي في موقعه لكونه كان يشرف بشكل مباشر على تأمين الأسواق عبر جولات ميدانية، إضافة إلى استخدام كاميرات المراقبة الالكترونية".
ويوجه محافظ نينوى رسالة إلى المسؤولين في بغداد مفادها "لا تعتمدوا على ما يصلكم من أخبار غير صحيح عن الكفاءات الموجودة في نينوى لكون اعتمادكم على تلك الصورة أضر كثيرا بمدينة الموصل وأهلها"، مشيراً إلى أن "الكفوئين قلائل وقد يسبب غيابهم هذه النتيجة التي حصلت في شارع النجفي".