وتشرح الطبيبة آلية تشخيص ضربة الشمس، الفئات الأكثر عرضة للإصابة، والإسعافات الأولية اللازمة خلال الدقائق الحرجة:
"تحدث ضربة الشمس نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس على الرأس دون حماية، حيث يؤدي غياب القبعة إلى:
-ارتفاع حاد في درجة حرارة فروة الرأس
-انتقال الحرارة إلى الأنسجة العميقة
-زيادة الضغط داخل الجمجمة
-اضطراب الدورة الدموية الدماغية
-خلل في الوظائف العصبية
هذه السلسلة من التغيرات تؤدي إلى: تورم أغشية الدماغ، ظهور أعراض عصبية شديدة، وخطر الدخول في غيبوبة في الحالات المتقدمة"
الفرق بين ضربة الشمس وضربة الحر:
١. ضربة الشمس:
-تتطلب تعرضا مباشرا لأشعة الشمس
-تؤثر بشكل رئيسي على الرأس والدماغ
-تظهر أعراض عصبية واضحة
٢. ضربة الحر:
-قد تحدث في أي مكان حار ورطب (كالغرف الخانقة)
-ناتجة عن فقدان السوائل والأملاح
-تبدأ بأعراض عامة (ضعف، تعرق)
مسار تطور الأعراض:
"تظهر العلامات التحذيرية المبكرة على شكل: صداع شديد، دوار وإرهاق، غثيان وعطش مفرط، تسارع نبض القلب، اضطرابات بصرية (ضبابية الرؤية)، تغيرات نفسية (تهيج، ارتباك).
ملاحظة هامة:
قد تتأخر الأعراض لـ6-10 ساعات بعد التعرض، مما يعني:
-احتمال تدهور الحالة مساءً
-صعوبة الربط المباشر بالتعرض الشمسي
-خطر عدم التدارك المبكر للحالة"
ووفقا لها، غالبا ما يخلط بين ضربة الشمس والتعب أو نزلات البرد. ولكن إذا حدث غثيان أو صداع أو شحوب أو احمرار أو ارتعاش أو تعرق بعد التعرض لأشعة الشمس ، فقد يكون هذا إشارة إلى ضربة الشمس ويجب الاستجابة لمثل هذه الأعراض على الفور.
وتقول: "يجب نقل المصاب فورا إلى الظل أو مكان بارد-
غرفة مكيفة أو حتى منطقة مظللة في الخارج كافية. يجب أن يستلقي المصاب على ظهره، ورفع ساقيه، وإمالة رأسه إلى الجانب في حالة التقيؤ. يجب فك ازرار الملابس الضيقة أو خلعها. وخفض درجة حرارة الجسم بالماء البارد - وضع منشفة مبللة وحركها بالمروحة، خاصة في منطقة مؤخرة الرأس والرقبة والإبطين والفخذ.
ولا ينصح أبدا باستخدام الثلج أو صب الماء البارد على جسمه، بل يكفي نفث الهواء باستخدام مروحة لأن تبريد الجسم بسرعة كبيرة أمر خطير، وقد يسبب تشنجا وعائيا.
كما لا ينصح بتغطية المصاب أو إعطائه الكحول أو القهوة.
لأن هذه المشروبات تفاقم الجفاف وتسبب عبئا على القلب.
ومن الخطأ انتظار تحسن الحالة تلقائيا، لأنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة".
ويمكن إعطاء المصاب إذا كان واعيا، رشفات صغيرة من الماء أو الشاي 100- 150 مل خلال 15-20 دقيقة. لأنه عادة ما يحدث تحسن في الحالة خلال أول 15 إلى 30 دقيقة بعد تقديم المساعدة. ولكن إذا لم تتحسن حالة المصاب أو ظهرت أعراض جديدة خلال هذه الفترة، يجب استدعاء سيارة الإسعاف على الفور.
وتشير الطبيبة إلى أنه في حالة حدوث تشنجات أو فقدان الوعي أو ضعف شديد أو ارتفاع في درجة الحرارة (فوق 39- 40 درجة مئوية) أو صعوبة في التنفس أو ارتباك، يجب استدعاء سيارة الاسعاف حتى إذا بدت حالة المصاب مستقرة ولكن دون تحسن.
وتقول: "ليس مستبعدا حدوث تورم ونزف في الدماغ وسكتة قلبية واضطراب التنفس وتلف الأعضاء الداخلية ومضاعفات عصبية خطيرة في الحالات الشديدة من ضربة الشمس. وقد يؤدي هذا إلى عواقب وخيمة من اضطرابات حسية إلى نوبات قلبية وجلطة دماغية، وحتى إلى الوفاة".
ووفقا لها، الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل ارتفاع مستوى ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والسمنة هم الأكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس.
كما أن الأشخاص الذين يعملون تحت أشعة الشمس والأشخاص الذين يتناولون أدوية تؤثر على تنظيم درجة حرارة الجسم، معرضون للخطر.