السومرية نيوز/
بغداد
أعلنت
وزارة الخارجية، الخميس، التوصل مع نظيرتها الايرانية الى توافقات بشأن تحديد الحدود النهرية في
شط العرب من خلال اعادة خط الحدود "التالوك" الى سابق عهده، مشيرة الى الاتفاق على استكمال العمل على الحدود البرية والانهار المشتركة وتقاسم مياهها، مؤكدة تثبيت هذه التوافقات في مذكرة تفاهم مشتركة يجري التوقيع عليها لاحقا.
وقالت الوزارة في بيان تلقت "
السومرية نيوز"، إن "وزير الخارجية
هوشيار زيباري اجرى يوم 26 شباط 2014، مباحثات سياسية وفنية مع وزير خارجية
ايران محمد جواد ظريف في
طهران، حول قضايا شط العرب والحدود البرية والانهار الحدودية"، مبينة أن "المباحثات جرت في اجواء ودية وبناءة ورغبة مشتركة لمعالجة القضايا المطروحة وفق مبدأ حسن الجوار وحقوق والتزامات البلدين".
وأضافت أن "الجانبين استعرضا نتائج اجتماعات اللجان الفنية المشتركة والتقدم الكبير الذي تحقق في مجال وضع الآليات لتسوية كافة القضايا العالقة والتخلص من تركة الحرب الكارثية والمواجهة والعداوة بين البلدين والشعبين الصديقين".
وأوضحت أن "الجانبين توصلا الى تفهمات واتفاقات حول كيفية المضي قدما وتنفيذها وفق المعاهدة الخاصة بالحدود والبروتوكولات الملحقة والمبرمة بين البلدين عام 1975".
واشارت الى أن "المباحثات تركزت على تطوير العلاقات الثنائية وحل جميع الملفات العالقة الخاصة بالحدود النهرية في شط العرب والحدود البرية والانهار الحدودية المشتركة"، موضحة أن "المباحثات توجت بالتوصل الى توافقات بشأن تحديد الحدود النهرية في شط العرب بشكل يضمن مصالح وحقوق كلا الطرفين من خلال اعادة خط الحدود (التالوك) الى سابق عهده وتنظيف وكرى وازالة الغوارق ومنع التلوث والحفاظ على بيئة شط العرب وتنظيم الملاحة لمصلحة موانى البلدين".
وتابعت أنه "تم الاتفاق على استكمال العمل على الحدود البرية والانهار الحدودية المشتركة وتقاسم مياهها"، مؤكدة أنه "جرى تثبيت هذه التوافقات في مذكرة تفاهم مشتركة سيجري التوقيع عليها في اقرب وقت ممكن".
واضافت أن "الوزيرين تبادلا الرأي حول عددا من قضايا المنطقة ولاسيما الازمة السورية واثارها المأساوية على الشعب السوري ودول المنطقة برمتها، والتأكيد على ضرورة البحث عن حلول سياسية ومبادرات من دول المنطقة لوضع حد للازمة".
ووصل وزير الخارجية
هوشيار زيباري، في (25 شباط الحالي)، الى طهران لاجراء مباحثات "سياسية وفنية" بشأن الحدود البرية والنهرية والمياه والقضايا التي تهم الجانبين.
ويرجع تاريخ الخلافات العراقية الإيرانية حول ترسيم الحدود إلى عقود من الزمن، ومعظم تلك الخلافات تتركز على عائدية شط العرب الذي يصب في
الخليج ويطلق الإيرانيون على المقطع الجنوبي منه اسم "أروند رود"، وكان شاه
إيران محمد رضا بهلوي قام عام 1969 بإلغاء اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين عام 1937، وطالب آنذاك بأن يكون خط
منتصف النهر (التالوك) هو الحد الفاصل بين البلدين، وفي عام 1972 وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة على الحدود، وبعد وساطات عربية وقع البلدين اتفاقية الجزائر سنة 1975، التي يعتبر بموجبها خط منتصف شط العرب هو الحد الفاصل بين إيران والعراق.
وشهد عام 1979 تدهورا كبيراً في العلاقات بين
العراق وإيران على إثر انتصار
الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، حيث قام رئيس نظام الحكم السابق
صدام حسين بإلغاء اتفاقية الجزائر في 17 سبتمبر (أيلول) 1980، واعتبر كل مياه شط العرب جزءاً من المياه الداخلية العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 هاجم العراق أهدافاً في العمق الإيراني، ردت عليها إيران بالمثل، ما أدى إلى الإعلان عن الحرب بين البلدين (1980-1988)، ومازالت الكثير من الشواهد الكونكريتية الكبيرة التي تحمل عناوين بعض أعنف المعارك التي تضمنتها تلك الحرب وحجم خسائر التي أوقعتها شاخصة بالقرب من الساتر الترابي الذي يحتجز مياه البزل الإيرانية.