اعتبر نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، الأربعاء، أن الظروف التي يشهدها العراق حالياً تشير إلى أن المؤتمر الوطني سيعقد بعد عقد القمة، مشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف بلغة الحوار الهادئ، فيما أكدت الولايات المتحدة أن العراق سينجح في عقد القمة العربية وسيلعب دورا كبيرا.
السومرية نيوز/ بغداد
اعتبر نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي، الأربعاء، أن الظروف التي يشهدها العراق حالياً تشير
إلى أن المؤتمر الوطني سيعقد بعد عقد القمة، مشددا على ضرورة التزام جميع الأطراف
بلغة الحوار الهادئ، فيما أكدت الولايات المتحدة أن العراق سينجح في عقد القمة
العربية وسيلعب دورا كبيرا.
وقال الخزاعي في بيان صدر اليوم على هامش استقباله مستشار نائب
الرئيس الأميركي توني بلنكن والسفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري وتلقت
"السومرية نيوز"، نسخة منه إن "الحكومة وكل الأطراف السياسية جادة
في عقد المؤتمر الوطني وحل القضايا العالقة، إلا أن الظروف تشير إلى عقده بعد
القمة".
وشدد الخزاعي على "ضرورة اتباع لغة الحوار بين جميع الأطراف
لأنها السبيل الأمثل في حل جميع القضايا العالقة"، مستدركا بالقول
أن "ما نراه من الخطابات المتشنجة ليس صحيحا ولا تخدم أحدا وعلى الجميع
الالتزام بلغة الحوار الهادئ".
وأشار الخزاعي إلى أن "العراق لديه القدرة والاستعداد للعب
دور محوري في حل القضايا العربية وخصوصا القضية السورية من خلال القمة
العربية"، مبينا أن "موقف العراق منها هو ضرورة جلوس المعارضة والحكومة
على طاولة الحوار لأن العنف والحل العسكري سوف يؤثر سلبا على المنطقة
برمتها".
من جانبه أكد مستشار نائب الرئيس الإميركي توني بلنكن أن
"العراق سينجح في عقد القمة العربية وسوف يلعب دورا كبيرا في محيطه العربي و
الإقليمي".
وكان رئيسا الجمهورية جلال الطالباني والبرلمان أسامة النجيفي
اتفقا خلال اجتماع عقد في محافظة السليمانية، في (27 كانون الأول 2011)، على عقد
مؤتمر وطني عام لجميع القوى السياسية لمعالجة القضايا المتعلقة بإدارة الحكم
والدولة ووضع الحلول الأزمة لها، فيما رفض التحالف الوطني عقد المؤتمر في كردستان،
مشدداً على ضرورة عقده ببغداد، ودعا إلى دعمه وإبعاد قضية نائب رئيس الجمهورية
طارق الهاشمي عن التسييس.
وقال رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني في كلمة له خلال انعقاد
المؤتمر الأول لشباب كردستان بمدينة اربيل، في (15 آذار 2012)، أن هناك
"فاشلين" لم يقدموا للعراق ما نقدمه لشعبنا بكردستان ويريدوننا أن نكون
مثلهم، مشيراً إلى أن عقود الإقليم النفطية غير مخالفة للدستور، وأن الإقليم
سيستمر في سياسته ولن يغيرها، فيما اعتبر أن حكومة بغداد جاءت نتيجة تضحيات الكرد،
وأكد أن الكرد "شركاء في بغداد"، مشدداً على أنهم لا يقبلون أن تقول لهم
الحكومة نحن نقدم لكم هذا ولا نعطيكم هذا.
يشار إلى أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب
الأميركي، على خلفية إصدار مذكرة قبض بحق الهاشمي، بعد اتهامه بدعم الإرهاب،
وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى البرلمان بسحب الثقة عن نائبه صالح
المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً، بعد وصف الأخير للمالكي بأنه
"ديكتاتور لا يبني"، الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في
مجلسي الوزراء والنواب، وتقديم طلب إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي، قبل أن
تقرر في (29 كانون الثاني 2012) العودة إلى جلسات مجلس النواب، وفي (6 شباط 2012)
إنهاء مقاطعة مجلس الوزراء.
ومن المقرر أن يستضيف العراق القمة العربية التي تجمع رؤساء وملوك
الدول الأعضاء في الجامعة العربية، ويعد الحدث الدولي الأكبر الذي تنظمه البلاد
منذ عام 2003، حيث شكلت أمانة بغداد لجنة لتهيئة وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر
القمة العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة
العمرانية لمدينة بغداد، بما يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات
والجهـات المختصة، فيما أكدت وزارة الداخلية العراقية أنها أعدت خطة أمنية لحماية
القمة العربية تتضمن مراحل متعددة تنفذها قوات عراقية فقط.
يذكر أن العراق استضاف القمة العربية مرتين، بعقده القمة التاسعة
عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل
مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد وتعليق عضوية مصر في
الجامعة ونقل امانتها العامة الى تونس، وكذلك بعقده القمة الـ12 عام 1990 والتي
شهدت توترات حادة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة اندلعت على
إثرها حرب الخليج الثانية.