أعلن العراق، الخميس، أن السفير السوري لدى بغداد الذي انشق أمس عن نظام الرئيس بشار الأسد غادر أراضيه ولجأ إلى دولة قطر.
السومرية نيوز/ بغداد
أعلن العراق، الخميس، أن السفير السوري لدى
بغداد الذي انشق أمس عن نظام الرئيس بشار الأسد غادر أراضيه ولجأ إلى دولة قطر.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمام
عدد من الصحفيين على هامش افتتاح سفارة جديدة في العاصمة الفرنسية باريس، إن
"انشقاق السفير السوري في العراق نواف الفارس أمس كان مفاجأة، إذ أنه كان موالياً
للنظام".
وأضاف زيباري أن "الفارس غادر العراق وهو موجود حالياً في قطر"، من دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل.
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، الخميس،
عن إعفاء سفيرها في العراق نواف الفارس من منصبه على خلفية التصريحات التي أدلى بها
أمس ضد نظام رئيس بشار الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد.
وكان وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط السياسي
لبيد عباوي أكدت، قبل ساعات قليلة عدم علم الوزارة بانشقاق السفير السوري وأنه لم يصلها
أي شيء ملموس بهذا الشأن.
لكن وزارة الخارجية والمغتربين السورية أعلنت، اليوم الخميس، عن إعفاء سفيرها في العراق نواف الفارس من منصبه على
خلفية التصريحات التي أدلى بها أمس ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مؤكدة في الوقت
نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد.
وكان السفير السوري في العراق نواف الفارس أعلن،
في شريط فيديو نشر على عدد من المواقع الإلكترونية أمس الأربعاء، عن انشقاقه عن نظام
الرئيس بشار الأسد، واصفاً الأخير بـ"الدكتاتور"، فيما دعا عناصر الجيش النظامي
والشباب السوري إلى الالتحاق بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة.
ويعد انشقاق الفارس الأول من نوعه لدبلوماسي سوري
عن نظام الأسد منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في آذار عام 2011، إذ جاءت غالبية الانشقاقات
من المؤسسة العسكرية التابعة للأسد وبعض المسؤولين في دوائر الدولة.
ويعتبر الفارس، الذي عين عام 2008، أول سفير سوري
في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، وكان قد شغل مناصب عدة منها محافظ دير الزور عام
1994، ومحافظ اللاذقية من عام 1998 حتى عام 2000، وفي العام نفسه عين محافظاً لإدلب
حتى 2002، وبعدها محافظاً للقنيطرة حتى 2008.
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم واحد من زيارة المبعوث
الخاص المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان إلى بغداد لإجراء مباحثات
مع المسؤولين العراقيين بشأن الأوضاع في سوريا.
وأكد أنان خلال الزيارة أن الجميع متفق على إيقاف
القتل في سوريا، بينهم طهران ورئيس الحكومة نوري المالكي، داعياً إلى الضغط بشكل أكبر
على الأطراف المتنازعة في سوريا لإيقاف أعمال العنف.
يذكر أن سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011، حركة احتجاج
شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الاصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام
بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"،
أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 17 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في
حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 الف معتقل بحسب
المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية
مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
وتعرض نظام دمشق لحزمة متنوعة من العقوبات العربية
والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية
التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين ضد أي قرار
يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة
الحرب الأهلية.