وقّعت شركة الطيران "أفيتيرا"
في دبي اتفاقية مع شركة "بال-في" الهولندية لشراء أكثر من 100 سيارة طائرة من طراز "ليبرتي"، في خطوة تهدف إلى جلب أول سيارة طائرة في العالم إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وصرّحت الشركتان في بيان مشترك هذا الأسبوع أن "أفيتيرا"، وهي
شركة تصنيع مكونات الطيران والفضاء، ستستثمر أيضًا في الشركة الأوروبية.
وستكون "أفيتيرا" الوكيل الحصري لسيارات "ليبرتي" في الشرق الأوسط وأفريقيا، لكن لم يتم تحديد موعد بدء التسليمات في المنطقة بعد.
تُوصف سيارة "ليبرتي" ذات المقعدين بأنها أول سيارة طائرة حقيقية في العالم، لأنها تدمج بين الطائرة الدوّارة والسيارة، وهي تشبه المركبات في أفلام
جيمس بوند من حيث تحولها من مركبة برية إلى طائرة.
من المنزل إلى المنزل
السيارة ستكون قادرة على الانتقال من المنزل إلى الوجهة مباشرة، على عكس مركبات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي (eVTOL)، التي تعمل من نقطة إلى أخرى.
في وضع القيادة، يتم تخزين المراوح والأجنحة الخلفية على سقف السيارة وفي الجزء الخلفي من الهيكل ثلاثي العجلات، ويمكنها الوصول إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في أقل من 9 ثوانٍ — وهي سرعة تقارب سيارة "
تويوتا كامري هايبرد" — وتبلغ سرعتها القصوى 160 كيلومتراً في الساعة.
يتحول الشكل إلى طائرة خلال خمس دقائق فقط، حيث ترتفع الشفرات المروحية من السقف وتمتد الأجنحة من الخلف، ويرتفع هيكل السيارة وتفتح فتحات تكشف عن مروحة الدفع الخلفية للطائرة.
قدرات الطيران
مدى الطيران: بين 400 و500 كيلومتر.
السرعة القصوى: 180 كيلومتراً في الساعة.
الارتفاع الأقصى: 11,000 قدم.
تحتاج إلى مهبط أو مدرج بطول 200 متر للإقلاع والهبوط.
السيارة حالياً تعمل بالبنزين العادي، لكن سيتم تهيئتها للعمل بالكهرباء "بمجرد أن تصبح البطاريات أخف وزناً"، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة "بال-في"،
روبرت دينغيمانسه.
وأضاف: "لكي تطير لمسافة 500 كيلومتر بشكل معقول، فإن التكنولوجيا الحالية للبطاريات تسمح فقط بحوالي 100 كيلومتر من الطيران."
السعر والفئة المستهدفة
يبلغ سعر سيارة "ليبرتي" 799,000 دولار أمريكي، وهي موجهة للعملاء من فئة الأثرياء، والشركات، والحكومات.
وصرّح السيد دينغيمانسه: "تُقدّر هذه الوسيلة من التنقل من قبل الأفراد ذوي الثروات العالية، الشركات، والحكومات"، مضيفاً أن الاستخدامات تشمل: حرس الحدود، الأمن الداخلي، الجيش، والفرق الطبية السريعة للوصول إلى المناطق النائية أو الوعرة.
مستقبل التنقل الجوي
كل من
أبوظبي ودبي أعلنتا التزامهما بتقديم وسائل تنقل جوي متقدمة، تشمل مركبات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL)، في السنوات المقبلة.
وفي فبراير الماضي، وقّعت
هيئة الطرق والمواصلات بدبي اتفاقيات لإطلاق سيارات أجرة جوية في المدينة خلال عامين، بينما وقّعت أبوظبي اتفاقاً لإطلاق عمليات الأجرة الجوية الكهربائية بالكامل في عام 2026.
آدم غولدستين، الرئيس التنفيذي لشركة "آرتشر للطيران"، صرّح في مؤتمر "إنفستوبيّا" في أبوظبي: "في أقرب وقت عام 2025، وأقصاه 2026، سترون سيارات eVTOL تحلّق فوق أبوظبي ودبي... الرحلات التي كانت تستغرق 60 إلى 90 دقيقة على الأرض، يمكننا تنفيذها في 10 دقائق."
ومع ذلك، يكمن الفرق الرئيسي بين سيارات eVTOL وسيارة "ليبرتي" في أن الأخيرة توفّر النقل من باب إلى باب.
التراخيص والتدريب
شركة "بال-في" في المراحل النهائية للحصول على شهادة الاعتماد من وكالة سلامة الطيران الأوروبية (EASA). وقد أكملت بالفعل الاختبارات الحرجة خلال السنوات السبع الماضية.
ويتوقع دينغيمانسه بدء التسليمات في النصف الأول من العام المقبل، بدءًا من هولندا. وأضاف: "قدرتنا الإنتاجية محدودة وقد بعنا بالفعل إنتاج السنوات الثلاث الأولى. نعمل الآن على توسيع القدرة الإنتاجية."
بعد الاعتماد الأوروبي، ستسعى "أفيتيرا" للحصول على موافقات من
الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية والجهات التنظيمية الأخرى في المنطقة.
وتُعد الصفقة مع "أفيتيرا" الأكبر حتى الآن بالنسبة لشركة PAL-V، إذ تجاوز دفتر الطلبات الحالي 150 مليون يورو (160 مليون دولار). وتُمول PAL-V من قبل 220 مستثمرًا عالميًا، وتُعد أفيتيرا أول مستثمر مؤسسي من الشرق الأوسط.
كما يشمل الاتفاق استثماراً عبر "لوجيا للاستثمار"، الذراع الاستثماري لـ "أفيتيرا".
تدريب الطيارين
صرّح دينغيمانسه: "التحليق بطائرات الجايروبلان هو الأسهل والأكثر أماناً."
يجب على الراغبين في قيادة السيارة الطائرة الخضوع لتدريب خاص، يشمل حزمة تعليم إلكتروني كاملة للجزء النظري، بالإضافة إلى تدريب عملي في معهد تدريب في هولندا.
ويجري التخطيط لفتح مركز تدريب في
إيطاليا، وربما بالشراكة مع "جيتكس" في الإمارات.
ويحتاج الطيارون إلى ما لا يقل عن 45 ساعة تدريبية قبل السماح لهم بقيادة سيارة "ليبرتي" الطائرة.