السومرية نيوز/ بغداد الصور بعدسة علي جاسم
الارصفة الضيقة التي تمتاز بها شارع الكرادة اصبحت موقعا تجاريا مهما لمئات العربات والبسطات، التي وجدت ضالتها في عمليات البيع والمتاجرة بمختلف البضائع.
"تنفس الصعداء بعد تجاوز مسافة للوصول الى مسكنه الذي يقع وسط المنطقة عابرا عدد من البسطات التي اصطفت في هذا الشارع مغلقة في بعض الاحيان مداخل الافرع"، هكذا يصف المواطن ابو احمد ذو ستة عقود من عمره معاناته اليومية عند عودته من الدوام مساءا.
ويقول ابو احمد ان "ظاهرة انتشار هذه البسطات في شارع الكرادة داخل ليس بالجديدة وانما هي قديمة جدا، الا انها توسعت حاليا لتغلق بعض الافرع"، مبينا ان "التصاق هذه البسطات ببعضها وانتشار البضائع بشكل فوضوي جعلنا نعاني من ايجاد طريقا للوصول الى غايتنا".
ويضيف في حديث لـ السومرية نيوز ان "اصحاب البسطات في العراق غير منظمين كما نراها في باقي الدول فالبضاعة تتناثر في كل مكان ولا يرفعون المخلفات التي يتركونها ورائهم كما ان الارصفة اصبحت ايضا كمخازن لبضاعتهم".
ويقول المواطن ياسر فاضل في حديث لـ السومرية نيوز ان "العشوائية وتشوية المنظر العام للمنطقة سمة ملاصقة للبسطات في شارع الكرادة"، مبينا ان "البسطات تسيطر على الارصفة بشكل كامل دون مراعاة للاخرين الذين يضطرون في بعض الاحيان للنزول الى الشارع الرئيسي بسبب مزاحمة بضائعهم للمواطنين".
ويبين فاضل ان "بعض المحلات التجارية في هذه المنطقة قامت بتأجير الارصفة للباعة الجوالين مقابل مبالغ كبيرة"، مشيرا الى ان "بعض هؤلاء الباعة يقومون ايضا ببيع هذه الارصفة لغيرهم وبالتالي اصبحت الارصفة تباع وتشترى وكانها محلات تجارية رسمية".
وتنقسم منطقة الكرادة داخل الى تسميات عديدة اشهرها منطقة الزوية والبوشجاع والبو جمعة وابو اقلام وارخيته، وتمتعت مناطق البوجمعة وابو اقلام وارخيتة بطابعها التجاري التسويقي.
بلدية الكرادة: الانذار من باب الانسانية
وتؤكد امانة بغداد ان الانذار الذي وجه لاصحاب البسطات بمنطقة الكرادة جاء من باب الانسانية لتصريف بضائعهم باسرع وقت ممكن.
ويقول معاون مدير بلدية الكرادة محمد جاسم يحي في حديث لـ السومرية نيوز ان "البلدية انذرت اصحاب البسطات لاكثر من مرة ولكن دون جدوى"، مبينا ان "الانذار الاخير الذي وجه اليهم جاء من باب الانسانية للاسراع لتصريف بضاعتهم".
ويضيف يحي ان "البلدية جادة بازالة كل التجاوزات الحاصلة على الرصيف لانه اصبح هذا الرصيف والشارع متهالك ويحتاج للتطوير"، مطالبا "المتجاوزين واصحاب البسطات للبحث عن اماكن اخرى للعمل فيها كالمولات والمحال التجارية".
كما يؤكد رئيس لجنة التجاوزات لمجلس البلدي في قاطع الكرادة فاضل الزبيدي في حديث لـ السومرية نيوز ان "اصحاب البسطات لم يلتزموا بالتعليمات التي وجهناها اليهم بتنظيم هذه البسطات بحيث تكون مستوية، وانما قاموا برفعها عاليا ووضعوا الاعمدة مما شوه منظر المنطقة بشكل كبير، كما انهم تجاوزا ايضا على الافرع واغلقوا معظمها فضلا عن تركهم لمخلفات كبيرة".
ويوضح الزبيدي ان "اصحاب هذه البسطات لم يلتزموا بالقانون والتعليمات التي تصدرها البلدية"، مبينا ان "معظم المحلات التجارية في هذه المنطقة والتي تكون ايجاراتها عالية وتدفع الضرائب قد توقفت عن العمل نتيجة وجود هذه البسطات".
وكانت دائرة بلدية الكرادة قد انذرت في الاول من اذار الحالي عبر بوسترات للمتجاوزين والذي جاء ما يلي " على اصحاب البسطات وتجاوزات المحلات في الكرادة/ داخل، تنذركم امانة بغداد/ دائرة بلدية الكرادة لمدة اسبوع واحد فقط لتصريف بضاعتكم بعدها سيتم رفع جميع تجاوزات الارصفة والبسطات واتخاذ الاجراءات القانونية بحقكم، وقد اعذر من انذر".
اصحاب البسطات: مسؤولين عن اسر وسنرجع مرة اخرى
اصحاب البسطيات بدورهم رفضوا فكرة انذارهم ومنعهم من مزاولة عملهم من خلال هذه البسطات.
ويقول فائق محمد الذي يقوم ببيع الملابس الرجالية في احدى هذه البسطات في حديث لـ السومرية نيوز ان "البلدية قامت بتهديدنا لاكثر من مرة وتقوم بين الحين والاخر بطردنا"، مبينا انه "مسؤول على اسرة كبيرة يقوم باعالتها ولا يوجد لديه عمل اخر له بعد ان قام بغلق محل الخياطة الخاص به".
ويضيف محمد ان "هذه البسطية اصبحت عمله الوحيد التي يعتاش منها"، مطالبا "البلدية والحكومة بايجاد حل بديل له لتوفير معيشته في حال قررت ازالة البسطات".
ويقول صاحب بسطية لبيع العطور في المنطقة عباس خضير في حديث لـ السومرية نيوز "اننا نتحمل الحر القاسي في الصيف والبرد القارس في الشتاء من اجل لقمة العيش"، لافتا الى ان "معظم الباعة الجوالين واصحاب البسطات هم من اصحاب شهادات وليس لديهم عمل".
ويطالب خضير "الحكومة بايجاد عمل مناسب لهؤلاء بدلا من محاربة ارزاقهم التي هي السبب الرئيسي في ذلك"، مؤكدا انه "لن يقبل لاحد بمحاربة رزقنا وسوف نعود مرة اخرى حتى لو انذرتنا الامانة والبلدية الف مرة".
وتقوم امانة بغداد بين الحين والاخر بازالة التجاوزات والبسطات من العاصمة بغداد مع اتخاذ اجراءات صارمة بحق المخالفين وفرض الغرامات المالية على كل من يتسبب بتشويه الساحات والطرق العامة بتجاوزه عليها او على أرصفتها أو تخريب وإتلاف الحدائق والمتنزهات العامة والمزروعات والاشجار الواقعة على جوانب الطرق العامة او في الجزرات الوسطية .