ومع ذلك لا يزال هناك العديد من الأمور غير المعلومة حول هذه السلالة (تسمى أيضا متحور ومتغير وسلالة فرعية جديدة من دلتا)، ولم يطلق عليها اسم "المتحور المثير للقلق" حتى الآن.
وقال مسؤولو الصحة في حكومة المملكة المتحدة إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الطفرة تشكل خطرا أكبر على الصحة العامة من متغير دلتا، والذي يعد في حد ذاته أكثر عدوى من سلالة "كوفيد-19" الأصلية، وسلالة ألفا.
لكنهم قالوا إنهم يراقبون الطفرة عن كثب، فهي تمثل الآن 6% من حالات "كوفيد-19" بالمملكة المتحدة التي تم تسلسلها وراثيا في وقت تتزايد فيه الإصابات في البلاد بسرعة.
ويوم الجمعة الماضي، أصدرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة تقريرا قالت فيه "لوحظ أن سلالة دلتا فرعية تم تحديدها مؤخرا على أنها AY.4.2 تتوسع في إنجلترا". وقالت الوكالة إنها تراقب النوع الفرعي، الذي يتضمن طفرات في بروتين السنبلة Spike: "إيه 222 في" (A222V) و"واي 145 إتش" (Y145H)، وهذا البروتين يستخدمه فيروس كورونا لدخول الخلايا.
ويتم تشخيص سلالة كورونا الجديدة "إيه واي 4.2" في عدد متزايد من حالات "كوفيد-19" بالمملكة المتحدة، حيث يشير البعض إلى أنه قد يكون عاملا في الأزمة الصحية المتزايدة بالبلاد والتي دفعت بعض الأطباء إلى المطالبة بإعادة فرض قيود "كوفيد-19".
وتشهد المملكة المتحدة حاليا ارتفاعا مطولا ومثيرا للقلق في حالات "كوفيد-19″، حيث أبلغت عن ما بين 40 ألفا -50.000 ألف إصابة جديدة يوميا في الأسبوع الماضي، مما دفع الخبراء إلى التساؤل عن سبب تعرض المملكة المتحدة لفيروس كوفيد في الوقت الحالي.
وتم الإبلاغ عن أن سلالة كورونا "إيه واي 4.2" أكثر قابلية للانتقال بنسبة 10-15% من سلالة دلتا الأصلية، وفقا لتقرير في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، ولكن من السابق لأوانه القول على وجه اليقين ما إذا كان قد تسبب في ارتفاع عدد الحالات بالمملكة المتحدة.
وقالت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الخميس، إن روسيا سجلت بعض حالات الإصابة بسلالة "إيه واي 4.2". ونقلت وكالة الإعلام عن كاميل خافيزوف، كبير الباحثين في هيئة حماية المستهلك وهي هيئة حكومية، قوله إنه من المحتمل أن تنتشر السلالة "إيه واي 4.2" على نطاق واسع.
مع ذلك تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من مراقبة سلالة كورونا الجديدة "إيه واي 4.2″، فإنه لم يتم تصنيفها على أنها "متغير قيد التحقيق" أو "متغير مثير للقلق" من قبل منظمة الصحة العالمية، أي أنه لم يتم تحديده على أنه يحتوي على تغييرات جينية متوقعة للتأثير على خصائص الفيروس مثل القابلية للانتقال أو شدة المرض أو الهروب المناعي أو الهروب التشخيصي أو العلاجي.
كما لم يتم تأكيد أنه يسبب انتقالا كبيرا للمجتمع. ومع ذلك، يمكن أن يتغير هذا الوضع بعد مزيد من المراقبة واستمراره بالظهور في عدد متزايد من الحالات.
من جهته، قال أندرو بولارد، رئيس مجموعة أكسفورد للقاحات التي ساعدت في تطوير لقاح أسترازينيكا-أكسفورد، يوم الأربعاء إن السلالة الجديدة لن تغير صورة كوفيد.
وقال بولارد لراديو "بي بي سي" (BBC) ونقلته رويترز: "اكتشاف المتغيرات الجديدة مهم بالطبع لرصده، لكنه لا يشير إلى أن البديل الجديد سيكون البديل التالي ليحل محل دلتا".
ويرى مدير معهد علم الوراثة في جامعة كاليفورنيا فرانسوا بالو أن هذه السلالة الجديدة لا تزال نادرة ولا يبدو أنها تشكل المخاطر التي تطرحها السلالات الأخرى، وفق تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته قال أستاذ المناعة في إمبريال كوليدج لندن، داني ألتمان، بحسب شبكة "سي إن بي سي إن" السلالة الفرعية "إيه واي 4.2" تحتاج إلى المراقبة.
وأضاف أنه نظرا لأن دلتا أصبحت الآن الطفرة السائدة في العديد من المناطق منذ حوالي 6 أشهر ولم تتم إزاحتها بواسطة أي متغيرات أخرى، فقد كان الأمل في أن دلتا ربما تمثل أداء الطفرة الذروة الذي يمكن أن يحققه الفيروس. وحذر من أن "إيه واي 4.2" قد يبدأ في إثارة الشكوك حول هذا التأكيد.