في كرة القدم الحديثة، كل دقيقة يمكن أن تحدث فرقًا. وإعلان التشكيلة قبل ساعتين يعني أن المنافس لديه متسع من الوقت لدراسة اللاعبين الأساسيين، وتحديد نقاط القوة والضعف، وتحضير خطط مضادة. خصوصًا في المباريات الكبيرة أو النهائية، قد يستفيد الخصم من هذه المعلومات لتعديل التكتيك، ترتيب خطوط الدفاع، أو اختيار أسلوب الضغط على لاعبين محددين.
كما ان عند معرفة التشكيلة الأساسية، يمكن للخصم استخدام ساعتين لتغيير استراتيجية اللعب الأخيرة، مثل استبدال لاعب دفاع بمهاجم أكثر قدرة على الضغط، أو توجيه تعليمات خاصة لمراقبة لاعب مفتاحي في الهجوم. حتى الأمور النفسية يمكن أن تُستغل؛ إذ قد يركز المنافس على بث القلق أو الضغط على اللاعبين المعروفين بأدائهم الحاسم.
وجهة نظر الخبراء
بعض المحللين يرون أن الإعلان قبل ساعتين قد يكون مجازفة تكتيكية، إذ أن الفترة الطويلة تمنح المنافس الوقت الكافي لاستغلال المعلومات لصالحه. وعليه، فإن العديد من الفرق الاحترافية الكبرى عادةً ما تختار الإعلان عن التشكيلة قبل ساعة فقط من انطلاق المباراة لضمان الحد الأدنى من الوقت للاستجابة أو التكيف.
من الناحية الأخرى، الإعلان المبكر قد يتيح وقتًا للاعبين للتكيف مع مسؤولياتهم ويخفف بعض الضغوط النفسية. لكن بالمقابل، إذا استغل المنافس الوقت جيدًا، يمكن أن تتحول هذه الساعات إلى عبء نفسي إضافي، حيث يدرك اللاعبون أن الخصم على علم بتشكيلتهم، مما قد يزيد من القلق والتوتر قبل صافرة البداية.
وقد يبرر الجهاز الفني هذا القرار بأنه يمنح مرونة للتعديلات الأخيرة على خطط الإحماء، ولكن في السياق التنافسي، يبدو أن ساعتين فترة طويلة نسبيًا، خصوصًا إذا كان الفريق المنافس لديه كادر تحليلي قوي يمكنه دراسة الفيديوهات السابقة للفريق وتحليل طريقة لعب اللاعبين قبل المباراة.
إذ ان إعلان التشكيلة قبل ساعتين من المباراة يُعد خطوة مزدوجة الوجهة: فهي تمنح الفريق فرصة التحضير النفسي للاعبين وتهيئة الخطط النهائية، لكنها في الوقت نفسه تمنح المنافس فرصة كافية لاستغلال المعلومات لصالحه. لذلك، يرى الخبراء أن أفضل توقيت لإعلان التشكيلة يجب أن يكون أقرب للمباراة قدر الإمكان، بما يقلل من قدرة الخصم على الاستفادة من التفاصيل ويزيد عنصر المفاجأة التكتيكية.