الحمادي، البالغ من العمر 23 عاماً، كان يعوّل كثيراً على هذه المرحلة لإثبات نفسه ضمن الجيل الجديد للمنتخب، قبل أن يتلقى إصابة في العضلة الأمامية خلال مباراة الذهاب على ملعب "
محمد بن زايد" في
أبو ظبي، ما حال دون ظهوره في الإياب، وأجبر الجهاز الطبي على إبعاده تماماً عن قائمة المنتخب.
وأظهرت الفحوصات الطبية تعقّد حالته، ليُحرم من الملاعب نحو ثلاثة أشهر كاملة، في غياب يمتد حتى نهاية فبراير من العام المقبل، ويقطع عليه سلسلة التطور الفني التي كان يعيشها مع ناديه ومنتخب بلاده. ورغم أن الإصابة جاءت في توقيت قاسٍ، إلا أنها فتحت أمام اللاعب معركة من نوع آخر، عنوانها الصبر والإصرار والإيمان بالعودة.
علي الحمادي ملتزم بتوجيهات الجهاز الطبي في فريقه لوتون تاون الإنجليزي، على أمل تخطي الإصابة قبل الموعد المحدد للعودة، إذ يطمح إلى الحضور وبقوة مع
العراق في المباراة المفصلية بالملحق العالمي في الأول من أبريل 2026.
كما علق الحمادي على إصابته عبر حسابه الشخصي في منصة "إنستغرام" قائلاً: "عدت لأبتعد مجدداً عن الملاعب لعدة أشهر. بصراحة كنت مستمتعاً جداً لأنني ألعب كرة القدم وأفعل ما أحبه وبدأت أشعر بالانسجام مجدداً، لكنني عدت إلى البداية، والموسم الحالي لم يسر كما كنت أتمنى".
وأضاف: "كرة القدم أحياناً لا تمنحك ما تسعى إليه. جسمي وعقلي وروحي يمنحاني الرسائل ويجب أن أستمع إليها وأحترمها. الحمد لله غادرت المشاعر الثقيلة، والآن أنا جاهز لكي أبدأ بالعلاج مرة ثانية. إن شاء الله أعود أقوى، وفي النهاية يجب أن أقول الحمد لله دائما".
رغم قسوة الإصابة، يدرك علي الحمادي أن أنصاف الحلول لا مكان لها في كرة القدم، وأن العودة تحتاج إرادة قبل أن تحتاج علاجاً. وبين العلاج البدني وبرنامج التأهيل النفسي، يقف المهاجم العراقي أمام تحدٍّ قد يصنع نسخته الأقوى إذا نجح في تجاوزه.
الجماهير تنتظر، والمنتخب يأمل، واللاعب يقاتل بصبر. وبين الإصابة والحلم، تبقى الأيام المقبلة شاهداً على ما إذا كان علي الحمادي سيحوّل هذه المحنة إلى نقطة انطلاق جديدة في مسيرته الكروية.