السومرية نيوز/ بغداد
أشيع خبر وفاة المشجع العراقي المعروف قدوري، فامتدت مساحته لتشكل ناقوسا ذكر جميع الغافلين عن هذا المشجع بعد أن فندت الشائعات بوجوده حي يرزق إلا أنه يصارع المرض واستسلم للجلوس على الكرسي، مكتفيا باستذكار أيام الصبا وشقاوتها وتجاذب الحديث مع رفيقة عمره زوجته "أم هيثم" والبكاء على أطلال ماضيه الحافل.
الضارة النافعة
يقول قدوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المكالمات الهاتفية والسؤال المتواصل عبر الحضور إلى البيت كان بشكل لايصدق بعد سماع الخبر"، مبينا أن "الكثير أجهشوا بكاء بعد أن رأوني حيا لكني بحكم الميت بعد ان استسلمت تماما للجلوس على كرسي متحرك".
وأضاف قدوري أن "الخبر ربما كان بمثابة الضارة النافعة إذ حرك مشاعر الجميع من أصدقاء وإعلام وصحافة للتردد علي والسؤال عني وهي فرصتي للإطلاق صوت المناشدة والمطالبة بمساعدتي وإعانتي على مرضي"، مؤكدا أنه "منذ خمس سنوات جليس هذا الكرسي وحبيس البيت بسب عدم القدرة على التحرك والمشي".
رمز رياضي
رفيق دربه الطويل المشجع مهدي الكرخي كان حاضرا بل العامل الرئيس في تهيئة الظروف لزيارة قدوري فتراه يصطحب رجال الإعلام والصحافة لبيت قدوري، فضلا عن مطالباته المستمرة بمساعدته عبر لقاءاته التي يعرف بها مع المسؤولين في الرياضة وخارجها.
يقول مهدي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المسؤولين في الحكومة والرياضة أداروا بوجوههم عن قدوري ومعاناته فهو رمز من رموز الرياضة العراقية وجايل العديد من اللاعبين والمدربين والمسؤولين عبر سنوات طوال".
وطالب مهدي أن "تلتفت الحكومة العراقية لحال قدوري وعائلته التي تعاني شظف العيش وأن تساهم في إرساله إلى خارج البلد لتلقي العلاج الذي يمكنه من الوقوف على قدميه والعودة إلى عائلته وأولاده".
المعيل الوحيد
أما زوجته أم هيثم فهي تتقلب أحيانا بين البكاء على حال زوجها وصعوبة حياته وفي أحيان أخرى تحاول كفكفة دموعه بتذكيره بأيام الصبا وتؤنبه على علاقاته النسائية عندما كان يسافر لتشجيع المنتخبات الوطني في دول عديدة، فتنطلق من الاثنين ابتسامات مغلفة بحجم المعاناة وتبدو وهمية للتغلب على الهم الذي يداهم حياتهم في البيت المتواضع.
تقول أم هيثم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "وضع قدوري صعب جدا وبصعوبته يؤثر علينا نحن العائلة فليس لي معيل غير أبا هيثم ولايمكن لي أن اتصور حياتي كيف ستكون بدونه"، داعية "الخيرين من أبناء العراق والمسؤولين في الحكومة والرياضة واللاعبين الذين شجعهم قدوري لمساعدته وإعانته على ضنك العيش وصعوبة الحصول على الدواء لمعالجة الداء".
عتب الأحبة
ويعود قدوري للحديث إذ يكشف عن "مباديء أصيلة لبعض الرياضيين الخيرين عبر السؤال عنه ومساعدته ماليا فيما يوجه عتبه بشدة لأخرين كثيرين شجعهم منذ أن لعبوا كرة القدم حتى وصلوا للتدريب أو الاعتزال ومن ثم العمل الإداري.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي نشرت خبرا عن وفاة المشجع قدوري ليأخذ الخبر حيزا واسعا لعلم الجميع انه مريض ويعاني من الإفتقار للقدرة على الحركة.