زخر الوسط الفني العراقي بالعديد من الأسماء اللامعة التي أثبتت جدارة في مجال الفن وحظيت بتقدير عالي على المستويين العربي والعالمي لما قدمته من أعمال حفرت في ذاكرة الأجيال.

ومن هذه الأسماء الفنان الراحل يوسف العاني، وهو ممثل ومخرج عراقي من مواليد عانة الانبار، وترعرع بمحلة بغدادية شعبية قديمة تعرف بـ(سوق حمادة) وسط بغداد ويبدو أنه قد أخذ الكثير من أصول وركائز وأشكال كتاباته المسرحية من أجواء وملاذات محلته تلك، وهو فنان كبير بمعنى الكلمة توفي في إحدى المستشفيات في الأردن بتاريخ 10 تشرين الأول 2016.

ولد بتاريخ (1 تموز 1927)، عمل مدرسا معيدا في كلية التجارة والاقتصاد بعد تخرجه من جامعة بغداد عامي 1950 – 1951، واسس فرقة الفن الحديث مع الفنان الراحل إبراهيم جلال وعدد من الفنانين الشباب عام 1952.

وكتب العاني أكثر من خمسين مسرحية طويلة أو من فصل واحد من ابرزها،
(القمرجية) أول مسرحية للعاني من فصل واحد، و (مع الحشاشة)، و(طبيب يداوي الناس) عام 1948، وهي أعمال كتبها وهو م ايزال طالبا في كلية الحقوق - جامعة بغداد، الى جانب مسرحيات (في مكتب محامي) و(محمي نايلون) و(محامي زهكان) 1949، و(جبر الخواطر قيس) 1950 هذه المسرحية كتبها العاني وهو طالب في الجامعة.

كتب العاني مسرحيات بعد تخرجه من كلية الحقوق - جامعة بغداد، أبرزها (رأس الشليلة) – 1950، و(مجنون يتحدى القدر موندراما)، 1951 واعتبرت هذه المسرحية أول موندراما في العراق، ومسرحية (تؤمر بيك) 1952، ومسرحية (موخوش عيشة) 1952، ومسرحية (لو بسراجين لو بظلمة) 1954، و (حرمل وحبة سودة) 1954، و (فلوس الدوة) 1955
ليوسف العاني نتائج غني في السينما العراقية، ويذكر منه فيلم (سعيد أفندي) 1958 اخراج كاميران حسني، وفيلم (وداعا يا لبنان) للمنتج في 1966- 1967 - إخراج حكمت لبيب.

وشارك العاني في فيلم المسألة الكبرى، من إخراج محمد شكري جميل وعرض في 31/1/1983 بسينما بابل وأسهمت فيه كوادر فنية أجنبية في التمثيل والموسيقى والمونتاج منهم العراقيون غازي التكريتي وسامي قفطان وفاطمة الربيعي وقاسم الملاك وسامي عبد الحميد إلى جانب الفنان العاني، وهو من ابرز الافلام العراقية الوطنية التي تناولت ثورة العشرين في العراق وعرض في العديد من المهرجانات العربية والعالمية.

وأسهم العاني في فيلم اليوم السادس للمخرج العربي القدير يوسف شاهين والمطربة داليدا 1986، وشارك في فيلم بابل حبيبتي مع الفنان فيصل الياسري 1987، وشارك في فيلم ليلة سفر اخراج بسام الوردي
كرمته المؤسسة العامة للسينما والمسرح لمناسبة مرور عشر سنوات على تاسيس الفرقة القومية للتمثيل لجهوده المتميزة في تطويرها آنذاك، واختير عضوا في لجان التحكيم في، مهرجان قرطاج المسرحي - تونس 1985، المسرح التجريبي - القاهرة 1989، مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2001، رئيسا لهيئة تحكيم الدراما في المهرجان العالمي للتفلزيون - بغداد 1988، رئيسا لهيئة تحكيم مهرجان التمثيلية التلفزيونية الأول - تونس 1981.