ففي الوقت الذي يحاول فيه
رئيس الوزراء الشروع برسم سياسة خارجية متوازنة، تضمن إحترام الآخرين لسيادتة سماءه وبحره واراضيه، يغلي الداخل العراقي بنار الصيف الحارق، الذي يزيد من ضراوته قطع التيار الكهربائي واستشراء البطالة والسلاح الخارج عن سيطرة الدولة، حيث يعد الأخير أكبر التحديات، سيما مع إجماع في رأي المراقبين على عدم قدرة
الكاظمي على تحييد ذلك السلاح الذي يجد حاملوه بدل المسوغ الف، لكي يبقى موجداً، بدءً بشبح
داعش الذي يلاحق
العراق كلما تنفس الصعداء أمنيا، وليس انتهاءً بالظهير الايراني الذي لن يتجاوزه الكاظمي الا بالكلام..
خدمياً، تبدو ايعازات الحكومة لوزارة النفط بتجهيز وزارة الكهرباء بالوقود، وحتى مع نية الشروع بتنفيذ اولى خطوات اتفاقية ربط العراق مع هيئة ربط كهرباء
الخليج، مجرد تطمينات ووعود وتخدير، يقاومه الغارقون بأزمة المعيشة بالتصعيد والنفير،
متسائلين عن الاثنين وستين مليار دولار التي هدرت على قطاع الكهرباء ، والتي لم يتبنى ضياعها لا مطرٌ ولا حمام، كما الاشياء الاخرى التي اختفت وذهبت وقيدت احكامها ضد غير العاقل!
الطرق في العراق كعادتها تعاني التصدع، فليس امام الكاظمي سوى إمتصاص غضب الشعب الناقم على كل شيء بحلول آنية سيما بعد تجدد الاحتجاجات في
ساحة التحرير وفض العناصر الامنية التظاهر بالعنف واستخدام الطلق الحي ما اسفر اودى بحياة وجرح عدد من المحتجين الغاضبين تلاه تجدد استخدام العنف في
بغداد ضد المعتصمين من حملة الشهادات العليا، نعم لا خيار امام الكاظمي سوى الحلول الفورية الملموسة لضمان السير بسلام نسبي يحافظ على عمر الولاية المفترض قبل أن يدق أكتوبر جرس الذكرى الاولى التي ازاحت سلفه واعطته فرصة مشروطة !..