مهامٌ تبدأ من الخدمات والمطالب الشعبية، ولا تنتهي إلا خارج
العراق.
مبكراً، انتبه
الكاظمي إلى المناصب الأمنية، فأجرى تعديلات في المناصب العليا منها، ورئاسات الأجهزة التي من أبرزها مستشارية
الأمن الوطني، ورئاسة
جهاز الأمن الوطني، ورئاسة
جهاز مكافحة الإرهاب.
واصل الكاظمي حملته بالجانب المدني من المناصب، أو من يقع على مقربة من الناس، في بلد عليك أن تفكر بالعرقيل فيه، قبل أن تفكر بتغيير مديرٍ عامٍ في وزارة ما، فأجرى تغييرات في رئاسة هيأة التقاعد، وسلطة
الطيران المدني، وحصر التغييرات بموافقته على أي تنقل أو تعيين من هذا النوع أو من صنف
المديريات العامة.
لاحقت الكاظمي تغييراته سياسياً، فعُورض بعض من إجراءاته، لكن الوثائق استمرت بالظهور.
بعدها توالت المواقف، من حادثة
البو عيثة، إلى حادثة
ساحة الطيران ومقتل متظاهرين اثنين، وصولاً إلى التفاته للخارج وتخطيطه لزيارة
السعودية. الزيارة التي فشلت بعد تعرض الملك السعودي
سلمان بن عبد العزيز لوعكة صحية، فغادر بعدها إلى
إيران، ومن ثم
الولايات المتحدة الأميركية.
سرعان ما وجد الكاظمي بعدها أمام موجة حر لا تذر ولا تبقي، انتكست فيها الكهرباء، وصار الناس يخرجون من منازلهم حاملين نارها، إلى الشارع، وسط تظاهرات كادت أن تشمل محافظات الوسط والجنوب.
أقل من مئة يوم بقليل، خّبِرت بها الحكومة الجديدة ما لا تختبره حكومةٌ في بلدٍ ثانٍ خلال عام كامل، لكنه بلد التحديات، ومن يستعد للوقوف في المقدمة، يعرف ما سيواجهه لا شك، مثلما يعرف إن الأدوات لن تكون جميعها بيده، وإن العمل ينبغي أن يسير في النهاية.