حصلت دار إسبانية للنشر على حق نسخ مخطوطة فوينيتش التي تعود إلى
القرن الخامس عشر بعد الميلاد. كتبت هذه المخطوطة بأبجدية غامضة وغريبة وهي تحتوي على رموز مجهولة. ويذكر أنّ الكثير من العلماء قد عجزوا عن فك رموزها.
على مرّ العقود، حاول الكثير من العلماء فكّ رموز النصّ، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأنّ ابجديتها لم تكن تشبه اي لغة معروفة. ستطبع دار Siloe 900 نسخة من المخطوطة المحفوظة في مكتبة
جامعة ييل الأميركية، وسيتم نشرها لتصل الى أكبر عدد ممكن من الناس ريثما يتوصل أحد لفك رموزها.
ويذكر أنه عثر على مخطوطة فوينيتش في دير إيطالي عام 1912. وتضم هذه المخطوطة مؤلفا مجهولا بأبجدية مجهولة، وبلغة غير مفهومة تكتب من اليسار إلى اليمين، وتضم أيضاً رسومات لنباتات ونجوم وبشر. ويرى بعض المؤرخون أن النص كتب في أوروبا.
وقد بلغت عدد صفحات المخطوطة 272 صفحة مقسمة الى 17 مجموعة، وفي كل مجموعة 16 ورقة. ووصل منها 240 فقط الى
متحف جامعة ييل.
حاليا، يحتفظ بالمخطوطة في غرفة للمخطوطات القديمة والكتب النادرة في جامعة ييل الاميركية . وذلك بسبب قيمتها العالية وندرة وجودها. ويشار الى أنّ نسبة ضئيلة جدا من الناس تمكنوا من لمس المخطوطة.
"لمس مخطوطة فوينيتش تعدّ تجربة"، هذا ما قاله خوان
خوسيه غارسيا، مدير دار النشر
الإسبانية Siloe لوكالة أ.ف.ب الفرنسية (France Presse). وأضاف "يملك هذا الكتاب هالة من الغموض، فعندما تراه لأول مرة، ستمتلئ بالمشاعر التي لا توصف."
حتى يومنا هذا، لم يسمح مرّة لدار نشر واحدة الحصول على مخطوطة ونسخها. ولكن بعد 10 سنوات من المطالبة المستمرة تمكنت Siloe من نشر هذه المخطوطة وأعطي لها الضوء الاخضر.
سوف تتاح للجمهور في الوقت القريب، بالضبط 898 نسخة طبق الاصل من فوينيتش، وستباع بحوالي 9000 $ الواحدة، مع الحفاظ على كل بقعة موجودة على الصفحات، وكلّ فجوة. فقد تمّ
ترميم جميع البقع في الوثيقة الأصلية لتكون مستنسخة بالدقة ذاتها.
لعدة قرون، كان يعتقد أن من كتب هذه المخطوطة هو راهب فرانسيسكاني إنجليزي ومعالج من القرن الثالث عشر يدعى
روجر بيكون. ولكن تم دحض هذه الفرضية عندما تم التّأكد بأن هذه المخطوطة تعود لعامي 1404 و 1438 من خلال اعتماد تقنية الكربون التي بإمكانها أن ترجح تاريخ المخطوطات. بينما كان البعض يشتبه بأن من صاغ العمل هو الشاب
ليوناردو دا فينشي، أو ربما أحد المخلوقات الفضائية ، وذلك لعدم قدرتهم على تثبيت مؤلف نهائي.
ويشار أنّ بدلا من اتخاذ اسم مؤلفها، سميت هذه المخطوطة على اسم الأثري الليتواني ويلفريد فوينيتش، الذي ذكر أنه اشتراها عام 1912 من مجموعة من الكتب النادرة التي تنتمي إلى اليسوعيين في
إيطاليا، وكان مسؤولا عن جعلها مشهورة.
والجدير ذكره، أنّ ما هو غير عادي هو وجود العديد من الرسوم التوضيحية على النصّ، والتي تترنح الخروج من حدود الصفحة. تتزاحم هذه الرسوم على النص في الاداءات الملونة، وفي سريالية من النباتات الغريبة وشخصيات الإنسان، والأبراج المجهولة.
من جهة أخرى، تبدو بعض الصور مزعجة جدا. وقد وصفت مكتبة بينيك للكتب النادرة والمخطوطات، صور بعض النساء مع "بطون منتفخة" غارقة في السوائل. ولكن النص الغامض يخفف من غرابة الصور.
في هذا السياق، يقول ريد
جونسون عندما كان يكتب كتابا عن مخطوطات فوينيتش عام 2013: "لا تتطابق هذه الابجدية مع أي لغة أخرى موجودة في الكتب". مضيفا أنّ "غالبا ما يكون للرسومات تسميات معيّنة، والتي من شأنها أن تسهل فك رموز الشفرة. ولكن هذا الامل قد ثبت بأنه وهم. فمحاولة فك رموز هذه المخطوطة أشبه بمحاولة تسلق الجدار".
اضافة الى ذلك، يقول: "لقد استغرقت تجربتي الخاصة مع هذه المخطوطات ثلاث سنوات، لذلك أعتبر نفسي في مرحلة الهاوي غير المحترف."
ويرجح البعض احتمال طبع أكثر من 898 نسخة بعد انتشار أصداء المخطوطة، وستصل الى أعظم العقول المفكرة في العالم بطريقة أسهل.
وبحسب مصادر لوكالة أ.ف.ب الفرنسية، من الممكن أن يكون المؤلف عبقريا، ولكن "ممكن أن يكون أيضا ساديّا، نسبة لإخفائه هذا اللغز".