الحمل يُحدث تغيّرات في أدمغة النساء لسنتين على الاقلّ

في دراسة جديدة أجراها فريق من العلماء الإسبان، تبيّن أنّ الحمل يؤثّر بطريقة ايجابية في دماغ المرأة من ناحية الحجم والوظيفة. اذ انه يؤدي إلى تغييرات مهمة في الدماغ تدوم لسنتين على الأقل وتسمح للأم بالتحضير لمتطلبات طفلها.

يذكر أنّ البحث الذي أجري على مدى أكثر من خمس سنوات، تطلب أن يشهد الفريق المتخصص تشغيل مسح الدماغ لـ 25 أمّ أنجبت لأول مرة، وقد أجري الاختبار قبل الحمل وبعده. هذا إلى جانب تحليل أدمغة 19 رجل من شركاء النساء.

وقد رصد العلماء هذه التغيرات على أدمغة الحوامل باستخدام أجهزة الأشعة بالرنين المغناطيسي، ثم قارنوها بنتائج الأشعة على أدمغة غير الحوامل.
أشارت الدراسة أن "هذه التغيرات في البنية والتركيبة الوظيفية للدماغ تطال المناطق المشاركة في عمليات التفاعل الاجتماعي كالإدراك وتفسير الرغبات والمشاعر والنوايا والمزاج عند الشخص نفسه أو عند الآخرين".

وبالنسبة لاختصاصية علم النفس، إلسيلين هوكزيما، التي عملت في الدراسة في قسم الطب النفسي والشرعي في جامعة برشلونة الإسبانية، "قد تعكس هذه التغيرات، جزء على الأقل، من آلية التقليم المتشابك، حيث يتم التخلص، أثناء الحمل من نقاط الاشتباك العصبي الضعيفة ليفسح المجال امام الشبكات العصبية المتخصصة والاكثر فعالية ".

ومن ناحية المشاعر، ذكرت هوكزيما انهم رصدوا تغيرات تشبة التغيرات التي تحصل عادة في أدمغة الأطفال عن بلوغهم مرحلة الشباب. إذ زاد نشاط بعض الخلايا العصبية، التي يتعلق نشاطها بالعاطفة، على حساب أخرى، كما تم تنشيط مناطق أخرى كانت"خاملة" في السابق في الكناطق التي تتعلق بالاراك الاجتماعي.

ويمكن للمرأة، بفضل هذه التغيرات، التعرف على عواطف وحاجات طفلها بشكل افضل، بحسب الباحثة اريكا باربا، التي شاركت في البحث. واضافت الباحثة أن ثمّة الكثير من الأدلة التي تشير أن هذه التغيرات في دماغ المرأة الحامل ايجابية وليست سلبية. والدليل أن هذه التغيرات، كما اثبتت الفحوص، لم تؤثر سلباً على معارف الحوامل وذاكرتهن. ويمكن للمرأة بفضل هذه التغيرات الاستعداد لدورها الاجتماعي المقبل أفضل.

سجل لدى النساء اللواتي أنجبن للمرة الأولى مستوى متقلص من المادة الرمادية في المناطق المتصلة بالقدرات الاجتماعية. وقد لاحظ معدو الدراسة زيادة في نشاط الخلايا العصبية في بعض هذه المناطق الدماغية التي تشهد تغيرا بعد الحمل عندما عرضوا أمام الأمهات صورا لأطفالهن الرضع.

أخيرا سمحت جلسة تصوير طبي بملاحظة أن كل هذا التقلص في مستويات المادة الرمادية بقي لدى الأمهات اللواتي أنجبن طفلهن الأول بعد الإنجاب بما يقرب من سنتين. باستثناء استرجاع جزئي لمعدل المادة الرمادية في الحصين، وهي منطقة في الدماغ مرتبطة بالذاكرة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات قد تحضر النساء إلى المتطلبات الاجتماعية المتصلة بالأمومة.