لكن معظم الفتيات عادة يرفضن الإبلاغ عن تعرضهن للابتزاز، خوفا من الفضيحة ونظرة المجتمع السلبية، أو بسبب عدم الثقة في القوانين نفسها، أو خوفا من الإعلام الذي يهتم بمتابعة مثل تلك القضايا، لذا نجد أن هناك بعض المحاولات الفردية من جانب بعض النشطاء كوسيلة لمساعدة الفتيات.
ففي
لبنان أطلقت الناشطة
لطيفة الحسينية حملة على تويتر تحت عنوان #ما_يبتزك_نحن_حدك لمساعدة الفتيات في الدفاع عن أنفسهن ضد المبتزين، خاصة المراهقات، وحوى الوسم عددا من قصص الفتيات عن تجاربهن مع الابتزاز، وكيف أدى ببعضهن للانتحار، كما يحوي تحذيرات من استخدام بعض التطبيقات التكنولوجية، التي تجعل بياناتك الشخصية وصورك مخترقة مثل تطبيق "واتساب بلس".
"يمانفيتش".. التوعية قبل القانون
التوعية قبل القانون هو الشعار الذي رفعه في مصر
محمد اليماني الشهير بـ"يمانفيتش" مؤسس إحدى الحملات الإلكترونية لمواجهة الابتزاز الإلكتروني، ويرى أنه رغم زيادة نسب الابتزاز الجنسي فإن الحالات المبلغ عنها قليلة جدا، ولا توجد قوانين رادعة لمثل تلك الجرائم، إذ تعتبر حديثة
العهد نسبيا.
اليماني، الذي يعمل في مجال التسويق الإلكتروني، استغل خبرته في توعية الفتيات ضد ممارسات الابتزاز وفضح ممارسات البعض ضد الإناث باستغلالهن وإيهامهن بالمساعدة وتحصيل مبالغ مالية نظيرها، فهم كالمبتز "بل أسوأ"، على حد وصفه.
ويضيف اليماني في حواره مع
الجزيرة نت أن "إغلاق الحسابات التي تهدد الفتيات غير كاف، لذا وجبت توعية كل فتاة بضرورة الإبلاغ وعدم الخوف من كلام الناس، فبماذا يفيد القانون إن لم يكن هناك تفاعل معه".
ويشدد "هناك بعض الأشخاص الذين يستغلون
وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مكاسب مالية بإيهام الفتيات بقدرتهم على تعقب المبتزين، وفي الحقيقة ثبت عدم صدقهم، وبالأدلة قمنا بتبيان حقيقتهم، وكيف أنهم استغلوا مصائب الضعفاء لتحقيق مكاسب مالية".
يأتي الابتزاز من أقرب الأصدقاء -عادة- أو حتى من الأهل، ويسرد اليماني تفاصيل إحدى الحالات التي واجهها، وكانت لفتاة تعرضت لكل حالات الابتزاز، والتهديد بفضح صورها على الإنترنت، وبالفعل دشن الجاني عددا من الحسابات المزيفة باسمها، ونشر صورها، وساومها على إغلاق تلك الحسابات، مقابل أعمال لا أخلاقية.
لكن الفتاة لم تخف وقامت بالإبلاغ لدى مباحث الإنترنت، وتم القبض على المبتز لتكتشف أنه خطيب إحدى صديقاتها، والتي تربطها بها علاقة قوية، جعلتها تترك ذاكرة هاتفها لديها، وتم القبض على المتهم بالفعل.
أما أغرب الحالات التي واجهها فكانت لزوج ساوم زوجته باستخدام فيديوهات جنسية وصور قام بتصويرها لها أثناء زواجهما، مقابل التنازل له عن شقة ورثتها عن أبيها، وآخر ساوم زوجته بالطريقة نفسها لتتنازل عن مؤخر الصداق بعد تطليقها.
أربعة أسئلة
ويوجه "يمانفيتش" رسالة لكل فتاة: "قبل أن تفكري في إرسال صورتك لخطيبك أو حتى زوجك، الذي ربما لا يكون هاتفه في منأى عن الاختراق، لا بد أن تكون لديك إجابات عن هذه الأسئلة:
هل تريدين إرسال تلك الصورة حقا؟
هل تثقين في هذا الشخص؟
هل تثقين في مجموعات واتساب وفيسبوك الخاصة التي تديرها صديقاتك؟
هل تريدين إعطاء هذا الشخص القوة للتحكم فيك وابتزازك مستقبلا؟
وبعد إجابتك "تذكري أن الصديق أو الحبيب أو الزوج يمكن أن يكون خصما في المستقبل، وربما يصل للفجر في الخصومة، فساعدي نفسك أولا بعدم إعطاء الثقة المطلقة لأي شخص".