أعلن قضاء جومان في محافظة أربيل، الثلاثاء، عن الاستعداد لإنشاء أول محمية طبيعية في العراق بدعم من منظمة نمساوية في منطقة جبلية قرب الحدود مع كل من إيران وتركيا، فيما يؤكد مواطنون أن المشروع يواجه تحديات عدة أبرزها العمليات العسكرية والقصف التي تتعرض لها المنطقة. وقال قائممقام قضاء جومان ورئيس اللجنة التي تتولى إنشاء المحمية عبد الواحد كواني في حديث لـ"السومرية نيوز"، "تم البدء بأولى خطوات تأسيس محمية طبيعية في منطقة سكران هلكورد التابعة لقضاء جومان الواقع على الحدود العراقية الإيرانية والمثلث الحدودي المعروف بين تركيا والعراق وإيران"، مبيناً أنها "تعتبر الأولى في الشرق الأوسط وتقع في أعلى قمة جبلية عراقية التي يبلغ ارتفاعها 3700 متر". وأضاف كواني أن "المشروع يهدف إلى حماية التنوع الطبيعي الكبير التي تتمتع به المنطقة من ناحية النباتات والحيوانات، لاسيما وأن بعضها معرض للانقراض بسبب عمليات الصيد الجائر"، مبيناً أنه "ستتم المحافظة على المنطقة من أي أنشطة ملوثة للبيئة، بإشراف مشترك بين إقليم كردستان والمؤسسة النمساوية لتكنولوجيا البيئة (AIT)". من جانبه، قال أحد أهالي قرية ممي خالان المجاورة للمحمية ويدعى مام رسول في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "القصف التركي المستمر أثر كثيراً على البيئة خصوصاً في هذه المنطقة، كما أدى إلى هجرة الكثير من الحيوانات النادرة"، لافتاً إلى أن "المنطقة كانت تحوي على أنواع نادرة من الحيوانات البرية كالغزال والثعالب والدببة و الذئاب وغيرها". من جهته، اعتبر أحد أهالي قضاء جومان ويدعى علي عبد الله في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المشروع سيساهم في الحد من الصيد الجائر"، مطالباً في الوقت نفسه بمحاسبة من يصطاد بخفية. وكانت منظمة كردية تهتم بحقوق الحيوان طالبت، في 25 حزيران 2011، باتخاذ إجراءات مشددة ضد المتجاوزين على الحيوانات البرية في الإقليم، وناشدت المنظمات العالمية مد يد العون لإجراء مسوحات وتسجيل هذه الثروة الطبيعية في المنطقة، كما أشارت إلى تعرض العديد من أنواع الدببة والخنازير والأغنام البرية النادرة للقتل. وتعلن شرطة البيئة في إقليم كردستان بين وقت وآخر عن اعتقال مخالفين لتعليماتها في ما يخص الصيد الجائر سواء للحيوانات أو الطيور أو الأسماك، كما تغرمهم بمبالغ مالية، في لا يؤكد مراقبون أن تلك الإجراءات الرادعة لم تحد من عمليات الصيد الجائر.