الرسالة التي كشفت عنها وسائل اعلامية بشأن استعداد القوات الامريكية للانسحاب من العراق سببت حالة من الإرباك بين المسؤولين العسكريين الامريكان كما خلفت العديد من الاسئلة حول صحتها وسبب تسريبها في هذا الوقت .
حالة من الارتباك سيطرت على المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية بعدما صدرت رسالة تحمل نوايا بسحب القوات الأمريكية من العراق الأمر الذي جعلهم يترددون في نفي الرسالة او تأكيدها.
الرسالة المقصودة كتبت باسم قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال وليام اتش سيلي معنونة الى المسؤولين العراقيين وتقول أن واشنطن تقوم بعملية "إعادة تموضع" لقواتها في البلاد بهدف "الانسحاب من العراق بصورة آمنة وفعالة احتراما لقراركم السيادي الذي يأمر برحيلهم " في إشارة إلى القرار الذي صدر عن البرلمان العراقي ويلزم الحكومة باخراج القوات الأجنبية.
فيما لم يتمكن المسؤولون في واشنطن على الفور من تقديم توضيح لذلك أو ما إذا كانت الرسالة تشير بالفعل إلى أن القوات الأمريكية كانت على وشك الخروج إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي اجاب بان الرسالة هي "مسودّة غير موقّعة"، وقد أرسلت "عن طريق الخطأ"، وأضاف انه"ما كان يجب أن تُرسل" وعن العبارات الواردة في الرسالة وتشير الى الانسحاب قال ميلي إنّ هذه الفقرة بالتحديد، "صيغت بشكل سيّء"، لأنها "تعني انسحاباً"،، وهذا جاء متناغما مع تصريح وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الذي اكد عدم وجود أيّ قرار على الإطلاق بمغادرة العراق.
ويثير الكشف عن الرسالة وما تحمله والتردد في نفيها اسئلة كثيرة منها ما يتعلق بوجود نية قريبة للانسحاب الفعلي تقوم به هذه القوات لم ترد الادارة الامريكية الاعلان عنها ؟ او انها تعمدت تسريب مثل هذه الرسالة في محاولة للفت الانتباه لتحركات عسكرية اخرى وتغيير في رقعة انتشار قواتها في العراق والمنطقة .
وهذا ما اشار اليه الخبير الامني هشام الهاشمي الذي قال انه اثناء كان الجميع منشغلا برسالة الانسحاب دخلت قوافل امريكية الى معسكر التاجي شمال بغداد وهبطت طائرات الشحن بمعدات اضافية.
