تستذكر قناة السومرية، في الذكرى المئة والثالثة والخمسين لعيد الصحافة العراقية، طريق تضحياتها الذي لا يحيد عن قول الحق ويواصل الاستمرار في العطاء، هذا هو الواقع بالقناة وهي تنذر اجساد وارواح كوادرها منذ تأسيسها من اجل نقل الحقيقة.
عام بعد آخر والصحافة العراقية تعمل على نقل صوت الحق الذي يصعب اسكاته، مئة وثلاثة وخمسون عاما مرت على تأسيس الصحافة العراقية والتي لا تزال تقدم عطاءً غير منقطع، في وقت أكدت فيه منظمات دولية بان مهنة صاحبة الجلالة في العراق تعد من المهن الأكثر خطورة، لما تشكله من مضايقات ضد العاملين فيها من قبل جهات متنفذة أو سياسيين فاسدين.
وعلى منحر الاعلام الحر، نذرت قناة السومرية أرواح كوادرها وكأنهم قرابين الى الوطن، فمسيرة التضحية بدأت عام الفين وخمسة، حيث فقدت المؤسسة مراسليها ريم زيد ومروان خزعل أثناء تأديتهما لإحدى التغطيات الإعلامية وسط بغداد ولا يزال مصيرهما مجهولا حتى اللحظة، لتتعرض بعدها كوادر السومرية الى المضايقات بشتى انواعها وبمختلف مسمياتها وهي تنقل الأحداث من دون زيف.
أما التهديدات فقد اخذت الحصة الاكبر من كوادرها، ولم تنل من ذودهم عن نقل الحقيقة الغائبة او المغيبة لتستمر بمسار العطاء، فتدخل بعد ذلك في مرحلة خطرة وهي تغطية معارك تحرير الارض من دنس ارهاب داعش، حيث استشهد المصور علي ريسان ولحقت اصابات بليغة بالمصور خليل اسماعيل في معارك ابسط ما يقال عنها بأنها شرسة لم تدخلها كاميرات القنوات الفضائية الاخرى الا القليل منها لتفقد القناة اروع المصورين لديها عام الفين وستة عشر.
التضحيات لم تتوقف عند هذا الحد، اذ دخلت القناة بمحنة اخرى تمثلت بإصابة المراسل هشام وسيم في وجهه بقنبلة مسيلة للدموع أثناء تغطيته مطالب المتظاهرين من ساحة التحرير عام الفين وتسعة عشر، ويتبعه مصاب آخر للسومرية بعد يوم والأداة القبيحة نفسها لتضرب هذه المرة جسد المصور علي جاسم وهو يحاول تغطية التظاهرات نفسها.
وخلال السنوات الأخيرة .. حققت الصحافة العراقية حضورا مميزا ، لكن ما حصدته حتى الآن من مكاسب يكاد يكون صغيرا جدا قياسا الى حجم المهمة الملقاة على الاسرة الصحفية، التي تأمل من الحكومة والجهات المختصة ان تكون أكثر انصافا ودعما لحقوقها خصوصا في حرية التعبير.