أفصحت مرجعية النجف الاشرف عن رسائل واضحة لا تحتاج لاي تأويل او تفسير لتقطع الشك باليقين بموقف مفهوم للجميع وخاصة للقوى السياسية التي لطالما اتخذت من كلام المرجعية حجة على نفسها وتلزمها على باقي الشركاء .
دعا السيد السيستاني عقب لقائه المبعوثة الأممية جنين بلاسخارت الى اجراء الانتخابات المبكرة بموعدها المقرر للخروج من الازمة الراهنة بوصفها طريقا وحيدا للخلاص وان تراعي النزاهة والشفافية في مراحل اجرائها ويتم الاشراف والرقابة عليها بالتنسيق مع الدائرة المختصة في بعثة الأمم المتحدة.
السيد السيستاني حذر من مغبة التأخير في موعد الانتخابات أو اجرائها من دون توفير الشروط اللازمة لنجاحها، مؤكدا ان التأخير سيؤدي الى تعميق مشاكل البلد والوصول الى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه.
كما طالب المرجع الاعلى الحكومة بالمضي بحزم وقوة في خطوات تطبيق العدالة الاجتماعية، والسيطرة على المنافذ الحدودية، وتحسين أداء القوات الأمنية، وفرض هيبة الدولة، وسحب السلاح غير المرخص فيه، وعدم السماح بتقسيم مناطق من البلد الى مقاطعات تتحكم بها مجاميع معينة بقوة السلاح تحت عناوين مختلفة بعيداً عن تطبيق القوانين النافذة واتخاذ خطوات جادة لمكافحة الفساد، وفتح الملفات الكبرى بهذا الشأن حسب الإجراءات القانونية. كما دعا الى العمل بكل جدية للكشف عن كل من مارسوا اعمالاً إجرامية بحق المتظاهرين أو القوات الأمنية أو المواطنين أو قاموا بالاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة منذ بدء الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح .
مراقبو السياسة وبعد هذا البيان اكدوا ان المستقبل اصبح واضحا حيث رسمت المرجعية العليا خريطة طريق تنهي الازمة الحالية التي تفاقمت جراء فشل قادة الكتل السياسية المسيطرة على زمام الحكم في العراق واستئثارها بالحفاظ على مكاسبها فوق مصلحة البلاد.
وضعت المرجعية قادة القوى السياسية في زاوية ضيقة تجبرهم على تبني الخيارات الوطنية التي طرحتها وتحرجهم امام جمهورهم في حال انقلابهم على خريطة الطريق التي قدمها المرجع الاعلى .
