تعرّف منظمة الصحة العالمية جدري القردة بأنها مرض فيروسي نادر وحيواني المنشأ ينتشر بشكل أساسي في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.
وينتمي الفيروس إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري.
وانتقاله للإنسان فينتج عن عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطي مع الإشارة إلى أن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.
أمّا انتقاله من إنسان إلى آخر فيحصل في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه، مما يعرّض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بالعدوى بشكل كبير.
كذلك، يمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق التلقيح أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي).
وتمتدّ عوارض جدري القردة بين 6 أيام و16 يوماً، ويمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً وتشمل:
- فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام): الحمى، وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات والوهن الشديد
- فترة ظهور الطفح الجلدي (بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى): الطفح يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم
لا سيما راحتي اليدين وأخمصي القدمين
ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً.
ولا يمكن تشخيص جدري القردة بشكل نهائي إلاّ في المختبر هذا ولا توجد أيّ أدوية أو لقاحات مُحدّدة لمكافحة العدوى خصوصًا أن اللقاح لم يعد متاحًا للعامة بعد استئصال الجدري من العالم.
يذكر أن إسبانيا والبرتغال أعلنتا أنهما سجّلتا أكثر من أربعين إصابة مؤكدة أو يشتبه في أنها بمرض جدري القردة، وهو مرض نادر في أوروبا مع الإشارة إلى اتهام المثليين الجنسيين بتسبب انتشاره من دون وجود أي دليل على ذلك حتى اللحظة.