ولم يكن الأمر بهذا السوء من حيث أعداد الوفيات أيضا، فعلى الرغم من الارتفاع الكبير الذي شهدته خلال الشهر الماضي -حيث توفي في الثاني من كانون الأول 1021 شخصا- سجلت الإحصاءات الرسمية في الثاني من كانون الثاني الجاري وفاة 1578 مصابا، أي بزيادة قدرها 54%.
ومنذ وصول متحور أوميكرون للأراضي الأميركية قبل أقل من 5 أسابيع، لا يمر يوم دون زيادة كبيرة في أعداد المصابين.
ويؤكد الدكتور خالد
الشامي الأستاذ المساعد بكلية الطب في جامعة
جونز هوبكنز أن الوضع أصبح كارثيا في
الولايات المتحدة مع إصابة أكثر من مليون شخص أمس الاثنين، حيث تحول المتحور أوميكرون إلى ما يشبه موجة تسونامي تجتاح جميع جوانب الحياة الأميركية اليومية.
وقال الشامي بحسب تقرير لـ "
الجزيرة نت" إن أعداد الإصابات ترتفع بمتوالية هندسية لا تتوقف. فعدد الإصابات في
ولاية فلوريدا مثلا، ارتفع بما يقدر 10 أضعاف في أسبوعين فقط، ومن المتوقع وصول نسبة الإصابات لأعلى معدلاتها مع نهاية كانون الثاني الجاري.
ووفق الشامي "إذا استمرت معدلات الإصابة على ما هي عليه لأسابيع قليلة مقبلة، قد تعرف المنظومة الطبية الأميركية أوضاعا أسوأ مما شهدناه في بدايات تفشي الفيروس".
ووصل إجمالي حالات دخول المستشفيات من مصابي
كورونا في نهاية أول أمس الأحد الثاني من كانون الثاني إلى 93.327 حالة، مسجلا ارتفاع قدره 35% عن الأسبوع الماضي، وفقا للبيانات
وزارة الصحة.
وكان أعلى عدد لحالات دخول المستشفيات قد سُجل في ذروة تفشي الفيروس في العاشر من كانون الثاني 2021، حين بلغ 137 ألفا.
من جانبه، قال الدكتور
أنتوني فاوتشي كبير مستشاري مكافحة الأوبئة والمستشار الطبي للبيت الأبيض إن الولايات المتحدة تشهد ارتفاعا حادا للغاية في حالات الإصابة بكوفيد-19 مع تفشي المتحور أوميكرون، مرجحا أن تبلغ هذه الموجة ذروتها بعد عدة أسابيع.
وتعرضت مناطق واسعة في جنوب ووسط وشمال الولايات المتحدة أمس الاثنين لعاصفة ثلجية أغلقت معها المصالح الحكومية أبوابها، بما فيها مراكز اختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس كوفيد-19، والتي انتشرت بشدة وعرفت طوابير طويلة خلال الأيام الماضية.
وتسببت العاصفة الثلجية في تأجيل فتح المدارس الأميركية للمرة الأولى بعد
عطلة أعياد الميلاد والعام الجديد، في وقت تراجع فيه الإدارات التعليمية المحلية خطط عودة ملايين التلاميذ لصفوفهم مع استمرار الارتفاع المستمر في أعداد إصابات الأطفال بالفيروس.
ومع غياب أية إشارات على تراجع إصابات الأطفال، غيّرت مدارس كثيرة خطط عودة التلاميذ وربطتها بمتطلبات كإجراء فحص الفيروس. كما قرر كثير من الإدارات التعليمية التحول جزئيا إلى التدريس عن بُعد بسبب نقص المدرسين نتيجة الإصابة بالفيروس.
وأشار موقع شركة "بوربيو" للبيانات التعليمية إلى انتقال 2100 مدرسة إلى التعليم عن بُعد، أو تأجيل الدراسة فيها كليا. وقررت سلطات
العاصمة واشنطن تأجيل فتح المدارس إلى السادس من كانون الثاني الجاري مع توفير اختبارات الفيروس للتلاميذ في الرابع والخامس من الشهر ذاته.
واشترطت السلطات شهادة خلو من الإصابة للتلاميذ قبل عودتهم للمدارس. في الوقت ذاته، يشكو الكثير من الأميركيين من عدم توفر اختبارات كوفيد-19 بشكل كافٍ في معظم أنحاء الولايات المتحدة.
من جانبها، وافقت
هيئة الأغذية والأدوية الأميركية أمس الاثنين على الاستخدام الطارئ لجرعة معززة من لقاح "فايزر" للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما.
كما اختصرت الهيئة الوقت اللازم لتلقي الجرعة المعززة إلى 5 أشهر بدلا من 6، لكل شخص في سن 12 عاما فما فوق.
وأكمل نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما (يُقدر عددهم بـ8.7 ملايين طفل) تطعيمهم بالكامل، وفقا لبيانات المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وأصبحوا الآن مؤهلين لتلقي الجرعة الثالثة المعززة.