اخراج القوات الاميركية من العراق هو ابرز ما يتحدث به السياسيون هذه الايام، وعلى وجه التحديد تحالف سائرون الذي يرعاه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والذي يطالب بانهاء التواجد الاميركي في البلاد باسرع وقت، بينما اقرب حلفائه يختلف معه في هذا الملف الذي بات يوصف داخل الاروقة السياسية بالحساس.

القصة تبدأ بجمع تواقيع نيابية لنواب تحالف سائرون بهدف تشريع قانون يقضي بانهاء الاتفاقية الاستراتيجية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية ، وهو الامر الذي اثار امتعاض تيار الحكمة لتحرك سائرون الاخير من دون استشارته.

قادة الحكمة يرون ان ما يربط نواب ائتلاف سائرون والحكمة والكتل الاخرى هو تحالف الاصلاح وينبغي طرح القضايا المهمة التي تهم البلاد على طاولته لمناقشتها مع الحلفاء من ثم اتخاذ قرار يلزم جميع الكتل المنضوية تحت لواء الاصلاح والاعمار، بتبنيه ، وهو مالم يحدث.

توقيع الاتفاقية الاستراتيجية عام الفين وثمانية تحولت فيه القوات الاميركية المحتلة الى صديقة وحليفة للعراق وفق القانون والدستور وهو ما يؤكده ايضا القيادي في تيار الحكمة هاشم الحسناوي الذي يرى بان الاتفاقية الاستراتيجية ينبغي ان تحيد وتحدد الوجود الاجنبي مع الالتزام بها لكن هذا لا يعني منع اعادة النظر ببنودها او حتى تعديلها مستقبلا.

مختصون في القانون يرون بان الغاء الاتفاقية يتطلب تقديم الحكومة العراقية ونظيرتها الاميركية طلبا خطيا يدعو الى تعديلها او الغائها على ان يكون موافقا لدستور البلدين لتدخل حيز التنفيذ بعد اثني عشر شهرا ، وبحصر الاتفاقية حق طلب الالغاء بالحكومة، فان البرلمان لا يمتلك صلاحية اصدار تشريع يطلب انهاء الاتفاقية دون طلب مسبق من الحكومة وهو ما تؤكد عليه المادة ثلاثون من الاتفاقية.

ومع مطالب باخراج القوات الاميركية واخرى متمسكة بوجودها يبقى الامر معلقا بيد الحكومة العراقية ، لكن مراقبين للوضع السياسي يرون ان الخلاف بين سائرون والحكمة على بقاء القوات الاميركية يعكس عمق الازمة في داخل تحالف الاصلاح لاسيما بين قطبيه الحكمة وسائرون الامر الذي قد يعيد ترتيب التحالفات مستقبلا، في حال عدم الرجوع الى طاولة الاتفاقات فيما بينهما.