Alsumaria Tv

الجمهورية والملكية و"هروب" النظام الحالي من 14 تموز.. مقارنة الاختلافات والتحفظات للجدل المتجدد

2024-07-14 | 03:26
Alsumaria Tv https://www.alsumaria.tv/authors
الجمهورية والملكية و"هروب" النظام الحالي من 14 تموز.. مقارنة الاختلافات والتحفظات للجدل المتجدد

السومرية نيوز-خاص

جدل سنوي متجدد، كانت آثاره طوال السنوات الماضية محصورة على الأوساط الثقافية والشعبية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، الا انه انسحب هذا العام لأوساط جديدة، لتكون القوى السياسية والبرلمان العراقي والحكومة الحالية طرفًا فيه، فالغاء او عدم تضمين عطلة 14 تموز في قانون العطل الرسمية، عزز النقاش والجدل في هذا اليوم الجدلي والذي لايمكن حسمه، لتساوي نقاط القوة والضعف والحجج والحجج المتقابلة على الطرفين النقيضين في القصة.

ينغمس كل طرف من الجماهير "ولو على المستوى الضيّق"، في مواقع التواصل الاجتماعي، لاستعراض كل منهم مبرراته الكافية لتعزيز وجهة نظره وموقفه سواء كان مع أو ضد حادثة 14 تموز التي تحمل تارة اسم "ثورة" وتارة أخرى اسم "انقلاب"، بحسب جذور المتضادين أو أفكارهم ومواقفهم المكتسبة من مقارنة سياسة كل حقبة "الملكية-الجمهورية"، ونتائج كل منهما.

في الاطار العام، ستجد في فريق مناصري الجمهورية، الفئات الفقيرة من الشعب وأبناء فلاحي الأمس من المحافظات الجنوبية، وشعراء ومثقفي حقبة مابين ثلاثينات وستينيات القرن الماضي، والحزب الشيوعي ومناصريه.

بالمقابل، وعلى النقيض من مناصري الجمهورية، يبدو أن الملكية بدأت تأخذ بريقها بشكل حديث في العراق، حيث ان مناصريها "على عكس الجمهورية" ليس معظمهم متوارثين لهذه المواقف بل اكتسبوا مواقفهم المناصرة للملكية حديثًا، بعد قراءة للتاريخ ونتائج ماحدث لتغيير النظام من ملكي الى جمهوري، لكن عمومًا من الطبيعي او المتوقع أن يكون مناصرو الملكية هم أبناء واحفاد "الاقطاعيين" من شيوخ العشائر الذين كانت لهم امتيازات في ظل الحكومة الملكية، وكذلك أبناء العائلات السياسية والتجار والبيوتات الغنية المعروفة في بغداد والموصل والبصرة.

يناصر الجمهوريون عبد الكريم قاسم، ويصفون ماحدث في 14 تموز بـ"الثورة" ضد الظلم والفقر وحكم الاقطاعيين، وحكم العائلة المالكة "غير العراقية" التي أتت من الحجاز، والمتمثلة بالملك فيصل الأول نجل شريف مكة، الشريف حسين بن علي الهاشمي ملك الحجاز.

كانت العائلة الهاشمية المالكة، بدايةً، تفكر في صناعة "مملكة عربية" على انقاض انتهاء حكم وسيطرة العثمانيين، غير ان الظروف والبريطانيين لم يسمحا بتحقق حلم الشريف حسين.

وبعيدًا عن ذلك، كان الملك فيصل قد أتى ولم يجد شيئا اسمه العراق، كان عبارة عن الولايات المتناحرة والمتناثرة والتي لايجمعها شيء ولاخارطة، بعد انتهاء حكم العثمانيين على يد الاحتلال البريطاني يتم تأسيس دولة العراق بحدودها وخارطتها وشكلها الحالي لأول مرة عام 1921 على يد الملك فيصل، وانضم العراق الى عصبة الأمم ليكون دولة معترف بها لأول مرة.

يتفق الجميع على ان الملك فيصل كان يخطط لبناء دولة عصرية ومحترمة، بمساعدة البريطانيين، ونقل العديد من التقنيات وأساليب الحكم المتطورة لصناعة "هوية" للعراق الذي لا يجمع ابناءه هوية واحدة، وبعد وفاة الملك فيصل ومجيء ابنه الملك غازي ومن ثم ابن الملك غازي فيصل الثاني، كانت حقبة وتفكير وتوجه وكياسة الملكين الأخيرين تختلف تماما عن الملك فيصل الأول، وخلقت العديد من المعارضين ولاسيما العوائل الفقيرة والفلاحين الذين كانوا بمثابة "العبيد" لدى الاقطاعيين من شيوخ العشائر الذين حصلوا على أراض واسعة من النظام الملكي ليعمل فيها الفقراء من أبناء هذه العشائر مقابل بقاءهم على قيد الحياة بطعام نزير.


في 14 تموز 1958، جاء الانقلاب العسكري على يد عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، اللذان يختلفان أصلا في التوجهات "القومية والفكرية" بين شيوعي، واخر قومي.

كانت حقبة الـ37 عاما في النظام الملكي، تركز على "بناء الدولة" وانشغلت عن بناء الانسان، كانت الموارد المالية "وكما حال جميع الأفكار الرأسمالية"، تنظر نحو ضرورة استثمار العائدات المالية بمشاريع يكون لها عائدات مستقبلية اكبر، وعدم استنزاف الأموال بتوزيعها كرواتب وطعام للمواطنين وبالتالي استنزافها دون عائد.

أدت هذه السياسة التي قد يكون جزء منها صحيح ومنطقي، الى انتاج العديد من الفقراء والمعدومين وصناعة "عبيد الاقطاعيين"، الامر الذي جعل "الانقلاب العسكري"، وتأسيس الجمهورية، حالة خلاص كبيرة لهم وتم تأييد عبد الكريم قاسم بشكل كبير، الذي انتهج نهجا معاكسا للنظام الملكي، حيث اقدم على تأميم النفط، والاستغناء عن الخبرات الأجنبية فيه، وكذلك اقدم على استهلاك الموارد النفطية بـ"اشباع المواطنين" دون استغلالها بانشاء البنى التحتية ربما والتطور والاستثمار بحثا عن عائدات اكبر.

من المؤشرات والمقارنات الأخرى، يستذكر المناصرون للملكية ماحدث من "دماء وقتل وسحل" للعائلة المالكة، كمبرر قوي يجعلهم بالضد من النظام الجمهوري، وكذلك كونه انقلابا عسكريا وليس دستوريا او شعبيًا، غير ان مناصري الجمهورية يبرئون عبد الكريم قاسم من حادثة القتل والسحل وانها ارتكبت من قبل الناس آنذاك وبعض ضباط الجيش.

من الإشكاليات الجدلية الأخرى، تبرز مسألة الزحف من الريف الى المدينة، وامتلاء العاصمة بغداد في بعض المناطق بعادات يمكن وصفها بـ"غير مدنية" بحسب أصحاب هذا الرأي، وتحميل عبد الكريم قاسم مسؤولية توطين عشائر وعوائل وتكتلات بشرية جذورها وطريقة عيشها لاتتناسب مع المدينة، فكل فئة بشرية تكون ملائمة ومعززة في بيئتها.

غير ان التاريخ يذكر، ان الزحف من الريف الى المدينة، كان موجودا خلال حقبة الملكية، فالعديد من الفلاحين وعوائلهم هربوا من الاقطاعيين في الجنوب، وجاؤوا الى بغداد بحثا عن العمل، واستوطنوا في خرائب وعشوائيات في جانبي الكرخ والرصافة، قبل ان يقوم عبد الكريم قاسم ببناء مساكن خاصة شرق القناة لاسكان هذه العوائل والتكتلات البشرية وتخليص العاصمة من مشاهد العشوائيات والخيام.

وبالرغم من كونها خطوة يراها أبناء الفلاحين الهاربين أنها فتحت لهم صفحة حياة جديدة يشعرون بالامتنان لها، الا ان اخرين يتهمون عبد الكريم قاسم بانه حاول "عزل" هذه الفئات خلف القناة ولم يكن متفضلا عليهم او حبها بهم، ووضع حاجزا بينهم وبين إمكانية الانصهار مع العوائل البغدادية او محاولة التمدن والتعرف على الثقافات المختلفة.

ووسط هذه الجدلية، قررت الحكومة العراقية عدم وضع 14 تموز كيوم عطلة في قانون العطل الرسمية، بصفته يوم جدلي، وكذلك الغاء عطلة 3 تشرين الأول وهو انضمام العراق الى عصبة الأمم وهو يوم يمكن ان يحسب "كانجاز للنظام الملكي"، ولعل النظام السياسي الجديد يبحث عن يوم يتعلق به او بحقبة العشرين عاما الماضية لوضعها كيوم وطني، غير ان هناك تحفظات على إمكانية اختيار 9 نيسان وهو يوم سقوط النظام وبذات الوقت يوم احتلال العراق على يد القوات الامريكية.
>> تابع قناة السومرية على  منصةX 

الجمهورية والملكية

ثورة وانقلاب 14 تموز

عبد الكريم قاسم

+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
52 دقيقة
Play
الحمالون في أسواق العراق.. ثقل الأوزان أهون من ثقل الأيام - حلقة ٤ | الموسم 7
15:10 | 2025-05-06
Play
الحمالون في أسواق العراق.. ثقل الأوزان أهون من ثقل الأيام - حلقة ٤ | الموسم 7
15:10 | 2025-05-06
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٦ آيار ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-05-06
Play
نشرة ٦ آيار ٢٠٢٥ | 2025
12:45 | 2025-05-06
العراق في دقيقة
Play
06-05-2025 | 2025
12:30 | 2025-05-06
Play
06-05-2025 | 2025
12:30 | 2025-05-06
Live Talk
Play
كيف نصنع جيلًا يرفض التحـ.رش؟ - الحلقة ٢٣ | 2025
10:30 | 2025-05-06
Play
كيف نصنع جيلًا يرفض التحـ.رش؟ - الحلقة ٢٣ | 2025
10:30 | 2025-05-06
ناس وناس
Play
منطقة البياع بغداد - الحلقة ٢٣ | الموسم 8
05:00 | 2025-05-06
Play
منطقة البياع بغداد - الحلقة ٢٣ | الموسم 8
05:00 | 2025-05-06
خط أحمر
Play
السطو على الصيدليات - الحلقة ٥ | الموسم 8
14:10 | 2025-05-04
Play
السطو على الصيدليات - الحلقة ٥ | الموسم 8
14:10 | 2025-05-04
عشرين
Play
الانتخابات.. صراع المشاركة وقلق المقاطعة! - الحلقة ٥ | الموسم 4
16:30 | 2025-05-03
Play
الانتخابات.. صراع المشاركة وقلق المقاطعة! - الحلقة ٥ | الموسم 4
16:30 | 2025-05-03
رحال
Play
اول كنيسة في تاريخ الديانة المسيحية، اور الاثرية، محافظة ذي قار - الحلقة ٢ | الموسم 6
14:30 | 2025-05-03
Play
اول كنيسة في تاريخ الديانة المسيحية، اور الاثرية، محافظة ذي قار - الحلقة ٢ | الموسم 6
14:30 | 2025-05-03
Biotic
Play
إصابات الرباط الصليبي عند الرياضيين - الحلقة ٣ | الموسم 4
15:00 | 2025-05-02
Play
إصابات الرباط الصليبي عند الرياضيين - الحلقة ٣ | الموسم 4
15:00 | 2025-05-02
حصاد السومرية
Play
بلديات بغداد جيب مثقوب - حلقة ٤ | الموسم 2
13:30 | 2025-05-02
Play
بلديات بغداد جيب مثقوب - حلقة ٤ | الموسم 2
13:30 | 2025-05-02
الأكثر مشاهدة
اخترنا لك
العراق ينهي العمل بمد انبوب الغاز لمحطات الكهرباء... كم سيفقد بعد توقف الغاز الايراني؟
05:01 | 2025-05-06
مؤسسات حكومية تفتقر الى التمويل... وتخوف من ارسال جداول الموازنة خشية استغلالها في الصراع الانتخابي‎
04:45 | 2025-05-06
لصوص" الحماية الاجتماعية.. فقراء وهميون وضبّاط متسولون!
03:00 | 2025-05-06
بعد 13 عامًا.. بغداد تستعد لاستقبال القمة العربية وملفات "معقدة" على طاولة الحوار
04:41 | 2025-05-05
بلديات بغداد "جيب مثقوب".. دخول الأموال ليس كخروجها!
04:00 | 2025-05-05
الامانات الضريبية تكشف مستور العجز النقدي
03:58 | 2025-05-05

أبراج

على السومرية

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية