الصراع الانتخابي.. 180 يوما من الهدم في الآخر

6 أشهر فقط أمام القوى السياسية قبل حلول "اليوم الموعود"، حيث موعد الانتخابات الأكثر حساسية طوال الـ20 عاما الماضية، بصفتها الانتخابات الأولى بعد هزة انتخابات تشرين واختلال التوازنات السياسية حينها والتبعات التي رافقتها والتي تم تصنيفها على أنها اقوى تهديد للنظام السياسي بعد تهديد داعش.

اشهر لغاية "اليوم الموعود".. تشنج سياسي قبل الانتخابات الاكثر حساسية

هذه الفترة الزمنية البالغة 6 أشهر، ستكون دسمةً سياسيًا مقارنة بالعامين الماضيين منذ تشكيل الحكومة الحالية برئاسة السوداني منذ أواخر 2022، فالقوى السياسية غير معتادة على الهدوء الذي يبدو انها أجبرت عليه بعد تشكيل حكومة السوداني توافقيًا، رغم محاولات التنفيس القصيرة والسريعة التي لم ترقى الى أزمات سياسية كبيرة، لذلك يبدو أن الـ6 اشهر المتبقية لن تكفي حتى لتغطية ما تضمره النفوس وما كتمته الضرورات السياسية.

180 يوما "دسمة سياسيا".. فرصة لتنفيس "التسقيط المؤجل" بعد عامين من الصمت

لكن التنافس الانتخابي في العراق معروف الصبغة، لذلك فالأشهر الـ6 القادمة ستكون مليئة بالنزاعات والكلامية والحفر وتشويه الآخر، فالتسقيط والإساءة هي عنوان التنافس هنا، وكإنّ متبعي هذا السلوك، ولعدم امتلاكهم ما يمكن أن يقدموه إلى العراقيين، لا يتنافسون وفق مبدأ "أنا افضل من الاخر"، بل يلجأون إلى فلسفة "الآخر أسوأ مني".

#نزاعات السياسة العراقية.. انا لست افضل من الاخر بل الاخر اسوأ مني !

التسقيط بدأ مبكرًا بين مختلف القوى السياسية الشيعية والسنية والكردية، وبينما هو أكثر وضوحًا بين القوى السنية، إلا أنه من المتوقع أن يكون أشد وأقسى على صعيد الحلقة السياسية الشيعية خصوصًا بعد عامين من "الكتمان السياسي" بينما تواصل حكومة السوداني حصاد القبول الشعبي.

صراع سني واضح.. ونزاع شيعي اقسى

هذا القبول الشعبي لا يمكن أن يمر ببساطة على القوى السياسية الكبرى التي تعتاد على اختزال وتقاسم القواعد الشعبية وفقًا للانتماء الحزبي والفكري والمشتركات الأيديولوجية والمذهبية ووفقًا للهويات، لكن مشروع السوداني الذي جاء وفق فلسفة تقديم الخدمات ولمس الاحتياجات الشعبية بعد أعوام من الحرمان، يعد مشروعًا خطيرًا على القوى السياسية الأخرى، لأنه لا يشترك مع الاخرين وفق مبدأ تقاسم الجمهور اعتمادا على الرقعة الجغرافية او العشائرية او الفكرية والمذهبية، بل يحصد من جميع القواعد الشعبية المختلفة ويأكل من جرف الاخرين، هذا أكثر ما قد يهدد نتائج القوى السياسية انتخابيا.

#تنافس "حصاد القبول الشعبي" والاكل من جرف الآخرين

عندما يدور الحديث عن التنافس السياسي، حول السوداني تحديدًا، لم يأتِ من فراغ، بل لأن المشروع السياسي الشيعي الذي يمثل محور العملية السياسية، انقسم أساسا الى جرفين، جرف السوداني وحلفاءه، وجرف المناوئين له والذي يشكل جناح زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وزعيم عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، فيما يضم جناح السوداني معظم القيادات السياسية الكبيرة الأخرى، ما يجعل العملية السياسية مختزلة هنا، خصوصًا مع مقاطعة وغياب التيار الصدري.

جرف السوداني ومناوئيه.. جناحان للتنافس الانتخابي القادم

لذلك، من المتوقع ان يعود فتح ملفات "التسريبات، واللقاء مع الشرع، والاحاديث عن المشاريع الاستثمارية والتحالفات مع قوى وشخصيات سياسية مرفوضة"، كمؤشرات سلبية تحاول القوى السياسية استهداف السوداني ومشروعه من خلالها في محاولة لتقليل حظوظه الانتخابية، جنبًا الى جنب مع مشروع تعديل قانون الانتخابات الذي يستهدف بمضمونه تقليل فرص السوداني في الاستفادة من الأصوات الكبيرة المتوقع الحصول عليها وعدم ترجمتها وتحويلها الى مقاعد مما قد يشكل كتلة نيابية مؤثرة له داخل البرلمان.

هذا التقرير من ضمن برنامج "حصاد السومرية" من تقديم شيرين الرماحي وإعداد غرفة أخبار "السومرية"، يُعرض كلّ جمعة السّاعة 8:30 مساءً. لمشاهدة الحلقة كاملة، انقر هنا.